أبرزهم ستيفن كينغ وهيتشكوك.. 10 نصائح يقدمها "كُتاب الرعب" للموهوبين الجدد

كلما كان الأبطال من العالم الواقعي، والأحداث عادية شديدة البساطة، تتخللها التفاصيل اليومية المتعارف عليها، صار العمل الدرامي أكثر رعبا.

حتى أكثر الشخصيات الخرقاء يمكنها أن تكون مرعبة لأن الخوف من المجهول صفة متأصلة (مواقع التواصل)

على عكس ما يتوقعه الكثيرون، فإن كتابة القصص السينمائية من فئة الرعب ليست باليسيرة، الأمر أكبر وأكثر تعقيدا من صنع حبكة عن بعض الوحوش التي من شأنها مطاردة المشاهدين في كوابيسهم، فهو متخم بالتفاصيل والتحديات التي تجعل الكتابة المرعبة فعلا نوعا من الإنجاز، خاصة وأن لكل شخص مخاوفه العميقة وعالمه المظلم الذي يخصه وحده.

فإذا كنتم ممن يحاولون السعي للنجاح بهذا النوع من الكتابة للسينما، على أمل صنع بصمتكم واعتماد طريقتكم لبث الرعب على الشاشة الكبيرة في قلوب العالم، إليكم أهم النصائح التي قدمها المخضرمون بمجال الرعب، ناصحين باتباعها من قِبَل الموهوبين الجدد.

  • اصنع قنبلة موقوتة من التوتر

وفقا لصانع تحف الرعب الكلاسيكية "ألفريد هيتشكوك" الذي قدم أفلاما أيقونية على رأسها "سايكو" (Psycho)، "الطيور" (The Birds) فإن الرعب الأكبر يكمن في انتظاره، إذ عادة ما يتضاعف الخوف خلال الترقب نتيجة للجهل بما سيحدث. لذا فإن جزءا كبيرا من اختلاق حالة مخيفة مثالية يعتمد على رفع سقف التشويق لأقصاه، وكلما زاد شعور الأبطال بالعزلة صار الجو نموذجيا للإثارة.

  • استخدم خوفك

"استخدم خوفك" كانت تلك نصيحة كاتبة الرعب "شيرلي جاكسون" التي ترى أن لكل إنسان مخاوفه الشخصية التي يخزنها داخله، فإذا ما لجأ إليها واستغلها خلال المواقف التي يكتب عنها، فسينجح في أن يجعلها مرعبة، لأنه سبق واختبر ذلك الخوف بنفسه ورأى أبعاده، وبالتالي ستأتي كتابته صادقة وعميقة ومن ثمّ مرعبة.

إعلان
  • افتح الباب لخيالك

أما "تناناريف دو" كاتبة الخيال العلمي، فترى أن الرعب كسائر أنواع الخيال الأخرى ليس عليه أن يكون منطقيا أو واقعيا بالضرورة، وإنما على الكاتب اتباع حدسه وكتابة ما يراه هو مناسبا، حتى لو كان يتضمن أشباحا أو كائنات فضائية.

  • كن أنت البطل

قاعدة بسيطة انتهجها "روبرت لورنس ستاين" لإخافة جيل كامل من الأطفال -عبر سلسلاته الشهيرة، على رأسها "صرخة الرعب"- والتي لم تكن سوى "الولوج إلى رأس الراوي" فوحدها الرؤية عبر عيون الشخصية نفسها تجعل التفاصيل أكثر مصداقية والأحداث أكثر إخافة.

وهو ما يبرر تحول العديد من رواياته إلى أفلام ومسلسلات ناجحة، آخرها كان فيلم "صرخة الرعب 2: أشباح الهالوين" (Goosebumps 2: Haunted Halloween)، ومسلسل الرعب الكوميدي (Just Beyond) الذي سيبدأ عرضه هذا العام عبر منصة ديزني بلس.

  • خذ شخصياتك الخرقاء على محمل الجد

أشباحك، عفاريتك، وحتى المهرجون، عليك أن تأخذهم جميعا على محمل الجد، فحتى أكثر الشخصيات الخرقاء يمكنها أن تكون مرعبة، ذلك لأن الخوف من المجهول صفة متأصلة بالجميع. هذه هي النصيحة الأولى التي جاءت على لسان كاتب السيناريو الأميركي بمجال الرعب والفانتازيا والدستوبيا "راي برادبري" مقررا منحها لمن يرغبون باحتراف كتابة السيناريو بفئة الرعب.

  • قبل أن تكتب.. اقرأ

صاحب الإرشادات الأكثر عددا وشمولا كان كاتب الرعب المعروف "ستيفن كينغ" الذي بيع من كتبه أكثر من 350 مليون نسخة، وتحولت العشرات من أعماله إلى أفلام ومسلسلات.

حجر الأساس الأول -وفقا لمنهج كينغ- لتأسيس الكاتب هي القراءة بكثرة، والكتابة أيضا بكثرة. فقراءة الكتب حتى السيئ منها، تعد بمثابة تمرين لمهارة الكتابة لدى الكاتب، بل إنها لن تلبث أن تساعده للعثور على مناطق الشغف الروائي داخله، أما مهارة التأليف فكالعضلات إذا لم تستخدم تيبست وفقدت أهميتها.

إعلان
  • إياك والتباهي

وهو ما يقودنا إلى نصيحة كينغ التالية حيث أهمية استخدام اللغة البسيطة دون ابتذال أو تباه، فالمشاهد كالصديق لا يمكن لكاتب السيناريو التحدث معه باستخفاف، لكنه لا يخجل أمامه كذلك من استخدام الجمل القصيرة. ومع أن كينغ نفسه يعترف بأن كتاباته كثيرا ما تكون مفرداتها ثقيلة وغير قابلة للنقاش، إلا أنه يتغلب على هذا بخطوة أخرى محورية وهي إعادة صياغته القصة بأكملها.

  • اتبع فلسفة الاستغناء

بعد الانتهاء من المسودة الأولى، دائما ما يسأل كينغ نفسه ما هو الهدف من هذه القصة؟ ومن ثَمّ يبدأ تشذيب النص الذي كتبه، فيُعَدِّل الجمل المقعرة ويستبدلها بأخرى أبسط، ساعيا لجعل الهدف من قصته أكثر وضوحا، ,يزيل كل الأشياء غير المهمة بالنسبة للحبكة الرئيسية.

  • اكتب بعشوائية

هناك اعتقاد شبه سائد بأن على الكاتب البدء من النهاية، إذ عليه أن يعرف على وجه التحديد أين تتجه قصته وكيف ستنتهي. لكن، كينغ يرى عكس ذلك، فهو لا يؤمن بالكتابة وفقا لخطة بعينها، وإنما يترك نفسه على سجيتها لتأخذه قصصه وشخصياته إلى أماكن وأحداث لا يتوقعها.

وهو ما يحدث عادة عبر مراقبته لشخصيات حكاياته وتدوين ما يفعلونه، حتى أنه كثير ما يفاجأ بخياراتهم الحياتية! وهو لا يكتفي بالدخول إلى عقول شخصياته، وإنما يحاول رؤية ما في قلوبهم وفهم نقاط ضعفهم وقوتهم. فكلما اهتم الكاتب بالشخصيات، بدت أكثر إنسانية وبالتالي أكثر جاذبية للجمهور، فيتعلقون بها. الأمر الذي يضاعف بدوره من جرعة الرعب حين تكون تلك الشخصيات على وشك التعرض لتجربة مجهولة العواقب.

  • كن بسيطا

ها نحن قد وصلنا للنصيحة العاشرة بالقائمة والأخيرة لكينغ، والتي يوضح خلالها أن المشاهدين عادة ما يُمَنّون أنفسهم بمشاهدة قصص حقيقية على الشاشة، وأحداث واقعية لأناس، تشعرهم بالسعادة والحزن والإحباط وغيرها من المشاعر الإنسانية.

إعلان

وكلما كان الأبطال من العالم الواقعي، والأحداث عادية شديدة البساطة، تتخللها التفاصيل اليومية المتعارف عليها، صار العمل الدرامي أكثر رعبا، لأن الجمهور يعرف جيدا أن شيئا مريبا على وشك أن يحدث، لكنه بالوقت نفسه لا يستطيع تخمينه أو توقع مصدره.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان