بعد أقل من 3 أشهر على وفاة زوجها بكورونا.. رحيل الفنانة المصرية دلال عبد العزيز
بين مشاعر الحب والخوف والوقوف أمام الظلم، أجادت دلال تقديم الشخصية من دون أن تتحول مشاهدها إلى خطابات رنانة أو مباشرة، فجعلت المشاهد يتعاطف مع الشخصية التي تواجه كثيرا من المشاكل لاختيارها الوقوف مع الحق.
نعى فنانون مصريون وعرب الفنانة والممثلة المصرية دلال عبد العزيز التي توفيت اليوم السبت عن عمر ناهز 61 عاما جراء إصابتها بمرض "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا، وذلك بعد نحو شهرين ونصف الشهر من وفاة زوجها بالمرض ذاته إذ توفي يوم 20 مايو/أيار الماضي.
وكان "الثنائي" الكوميدي المصري الشهير سمير غانم وزوجته الفنانة دلال عبد العزيز قد أصيبا بفيروس كورونا نهاية أبريل/نيسان الماضي، ولم يلبثا أن دخلا إثر ذلك العناية المركزة.
البقاء لله في الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز
ربنا يرحمك ويصبر الاسرة يارب pic.twitter.com/yOVqITpKPH— Mohamed Henedy (@OfficialHenedy) August 7, 2021
انا لله و انا اليه راجعون ..خبر حزين لا نملك الا القبول بقضاء الله اعزي كل العايله الفنيه و اخواتي دنيا و ايمي في وفاه الوالده الغاليه العزيزه دلال عبد العزيز نسالكم الفاتحه ..في الجنه و نعيمها 🙏 اللهم صبر البنات و الاصدقاء و الاحباب اللهم الصبر يا رب نسالكم الفاتحه 🙏
— Menna Shalaby (@Menna_Shalaby) August 7, 2021
إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون .. البقاء لله #دلال_عبد_العزيز .. اخواتي دنيا و إيمي قلبي معاكم و ربنا يصبركم pic.twitter.com/FNo4GBCu6S
— Mohamed Emam (@Mohamed_Emam) August 7, 2021
سيرة فنانة
جاء ظهورها أواخر السبعينيات بعد أن اكتشفها المخرج نور الدمرداش، ثم انضمت إلى فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" حيث شاركت في مسرحية "أهلا يا دكتور" عام 1980 أمام سمير غانم وجورج سيدهم، ولكن ظهورها لم ينبئ بالتطور والنقلة التي حدثت للممثلة المصرية دلال عبد العزيز لاحقا، بعد أن قدمت مجموعة من الأدوار بالدراما والسينما أثبتت بها موهبتها واعتمدت خلالها مدرسة البساطة في التقمص والأداء العفوي البسيط الذي ضمن لها مكانة مميزة بين فنانات جيلها.
دلال ولدت في 17 يناير/كانون الثاني 1960 في محافظة الشرقية، وجاءت إلى القاهرة بعد تخرجها في كلية الزراعة من جامعة الزقازيق، لتبدأ رحلتها الفنية وهي في سن 17 من عمرها وبالتحديد عام 1977، حسب تقرير سابق للجزيرة نت.
"نشيد الحب" هي أغنية لسيدة الغناء الفرنسي إديت بياف تتناول فيها فصول الحب بجنونه وشغفه وانكساراته وانتصاراته وتختم قائلةً أنّ الرب يعيد لمّ شمل العشاق مهما باعدت بينهما المسافات… تذكّرتها الآن مع رحيل الفنانة #دلال_عبد_العزيز التي استعجلت باللحاق بحب حياتها سمير غانم. وداعاً. pic.twitter.com/81Z2q2g8kP
— Ricardo Karam ريكاردو كرم (@RicardoRKaram) August 7, 2021
قدمت كثيرا من الشخصيات والأدوار الثانوية التي حققت لها الانتشار الفني، ولكنها لم تحظ بالفرص التي تظهر موهبتها، فشاركت في أعمال مثل "مبروك جالك ولد، أبواب المدينة، أديب، عمرو بن العاص، الرحلة 83، عصفور في القفص".
وفي السينما شاركت في أفلام "طير في السما، يا رب ولد، حادي بادي" كما كونت ثنائيا مسرحيا مع زوجها الفنان سمير غانم في "فارس وبني خيبان، أخويا هايص وأنا لايص"، وغيرها من المسرحيات التجارية التي حققت رواجا وقت عرضها لكنها لم تظهر قدرات دلال وموهبتها الأصيلة إذ كانت تظهر بشخصية الفتاة الصغيرة المدللة.
غير أن دلال مع أواخر الثمانينيات بدأت اختيار أعمال حققت لها نقلة على مستوى الموهبة، وهي الأعمال التي رشحت لها مصادفة، كما قالت في أحد لقاءاتها، لكنها غيرت مشوارها الفني بعلامات مضيئة.
المناضلة الأرستقراطية
المصداقية هي الطريقة التي اختارتها دلال في تقديمها للشخصيات التي راهنت عليها أواخر الثمانينيات وبالتحديد عام 1987، إذ شاركت بشخصية نجاة عبد الفتاح في الجزء الأول ثم الثاني من مسلسل "ليالي الحلمية"، وهي شخصية الهانم الأرستقراطية قبل ثورة 1952 التي تسير بعكس والدها اللواء، واختارت النضال وتزوجت الفدائي طه السماحي رغما عن والدها، ورغم مشاهدها القليلة بالمسلسل الذي يعدّ من البطولات الجماعية فإنها من الشخصيات التي تركت بصمة سواء في العمل وحتى في مشوار دلال.
وتتشابه بعض خيوط الشخصية مع دورها في مسلسل "لا" الذي قدمت أيضا خلاله نموذج سلوى وهبي التي تقف في وجه الظلم رغم حياتها الآمنة والمستقرة وكونها شخصية شهيرة، فإنها تقف إلى جوار البطل الذي يجسده يحيى الفخراني، في قصة للكاتب مصطفى أمين والمخرج يحيى العلمي، فالمسلسل يعرض الظلم والانتهاك الذي يقاسيه المواطنون من دون وجه حق، فالبطل يدخل السجن من دون وجود تهمة، واسمه مسجل ضمن الوفيات، لتتحطم حياته ويفقد زوجته وثروته، فتسخر سلوى كل جهودها لمساعدته لإيمانها بقضيته.
وبين مشاعر الحب والخوف والوقوف أمام الظلم، أجادت دلال تقديم الشخصية من دون أن تتحول مشاهدها إلى خطابات رنانة أو مباشرة، فجعلت المشاهد يتعاطف مع الشخصية التي تواجه كثيرا من المشاكل لاختيارها الوقوف مع الحق.
أعمال مختلفة جمعت دلال بالفخراني، وهي الأعمال التي حملت قيمة فنية؛ فشاركته أيضا بطولة مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة" وقدمت شخصية رباب زوجة جابر نصار الذي يتعرض لحادث يكشف عن كونه طفلا غير شرعي لتنقلب حياتها، وهنا اختلفت دلال فقدمت شخصية المرأة القاسية المتجبرة التي تقف في وجه زوجها.
العفوية
مراحل عمرية مختلفة قدمتها دلال في مسلسل "حديث الصباح والمساء" وشخصية نعمة، فهي الشابة التي تحلم بالزواج، والأم والجدة والمرأة المصرية الأصيلة، وتعدّ واحدة من أهم الشخصيات التي قدمتها خلال مشوارها، وقدمت دويتو تمثيليا مع الممثلة عبلة كامل حيث جمعتهما الصداقة داخل الأحداث، واعتمدت دلال في مشاهدها على العفوية الشديدة في الأداء.
وحتى في تقديمها لشخصية قاسية وشريرة في مسلسل "الناس في كفر عسكر" لاحقا كانت دلال تميل إلى مدرسة العفوية في التمثيل، فخرجت شخصية فطوم التي تضع خطة للاستيلاء على أرض عائلة عوف وكأنها حقيقية من لحم ودم.
مشهد لا ينسى
مشهد الوفاة الذي قدمته دلال في فيلم "عصافير النيل" للمخرج مجدي أحمد علي لا يمكن نسيانه في مسيرتها، من خلال شخصية نرجس التي لا تحب الظلام وتطلب من زوجها أن يضيء قبرها بالنور لكي لا تخاف، ويعد من المشاهد شديدة الإنسانية.
الأم الواقعية
وفي السنوات الأخيرة تنوعت أعمال الفنانة دلال ونجحت في تقديم شخصية الأم بأكثر من صورة، ففي مسلسل "سابع جار" هي الأم المصرية التي نراها في أغلب البيوت، وفي مسلسل "ملوك الجدعنة" الأخير في رمضان الماضي قدمت شخصية الأم الشعبية.
دراما حزينة لأسرة البهجة
ورغم أن دلال وأسرتها اعتادوا أن يقدموا البهجة للجمهور سواء من خلال أعمالهم الفنية وحتى أخبارهم العائلية، ومواقفهم الإنسانية مع زملاء الوسط الفني، وحرص دلال على أداء واجبات العزاء والمواساة في أصعب المواقف، فإن عدم حضورها جنازة زوجها سمير الذي رحل أيضا قبل أسابيع قليلة أصاب الجمهور بحالة من الحزن، إذ أصيبا بفيروس كورونا المستجد في رمضان الماضي، فتعرض سمير لبعض الأزمات الصحية التي تسببت في وفاته. وقد حرصت ابنتاها إيمي ودنيا على إخفاء خبر وفاته عنها آنذاك حتى لا تتأثر حالتها الصحية والنفسية.
وعلى مدار عام، غيّب "كورونا" العديد من الفنانين المصريين، أبرزهم رجاء الجداوي ويوسف شعبان وهادي الجيار، في حين تعافى منه فنانون وإعلاميون ومطربون آخرون.