المنصات الإلكترونية تنعش ثيمة الرعب والتشويق بالدراما المصرية
منافسة شرسة بين المنصات الإلكترونية على إنتاج أعمال درامية تعتمد على الرعب والتشويق

شهدت الدراما والسينما المصريتان تحولات ملحوظة في السنوات الأخيرة، فمن رحم التابوهات المألوفة في السرد القصصي وتناول الأعمال الدرامية، تزايد في الفترة الأخيرة استخدام ثيمات الرعب والتشويق والخيال في الأعمال الفنية.
"الديب" ودراما المستذئبين
ويمثّل مسلسل "الديب"، الذي ظهر الفيديو الدعائي له مؤخرًا، نموذجًا لهذا التحول وهو مسلسل يتكون من 8 حلقات من تأليف عمر عبد الحليم، وإخراج أحمد نادر جلال، وإنتاج شركة سينرجي للإنتاج الفني.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوجوه جديدة تخطف الأنظار في مسلسلات رمضان
أفكار مستهلكة قتلت فرص نجاح الأعمال الكوميدية في رمضان
“خلي بالك من زيزي”..كوميديا خفيفة تحولت إلى رسائل تربوية نبيلة
المسلسل من بطولة الممثل ياسر جلال وإيمان أحمد، بينما لم تعلن الشركة عن بقية الممثلين المشاركين فيه.
ويدور المسلسل الذي لم تُعلن سينرجي عن موعد عرضه بعد، في إطار رعب وتشويق بوليسي حول البطل "ياسر جلال" الذي يتعرض للعديد من المواقف والقضايا التي يحاول أن يحلها ويتصدى لها، بحسب الوصف المقتضب للمسلسل الذي نشرته الشركة عبر قناتها على يوتيوب.
ويظهر ياسر جلال، جالسا في مكان مظلم على كرسي، وما يلبث أن يتحول إلى مستذئب كثيف الشعر عبر استخدام المؤثرات البصرية، وهو ما أثار حالة من الجدل، خصوصًا مع حداثة استخدام المستذئبين في الدراما أو السينما المصريتين، بالنظر إلى ميول الشارع المصري وتوقعاته المختلفة للمحتوى الفني.
وفي ظاهرة غير مسبوقة في الإنتاج السينمائي بمصر، ظهرت خلال العام الماضي 6 أعمال سينمائية من نوعية الرعب والتشويق، وهي فيلما "الحارث" و"خط الدم" وتم عرضهما على منصة "شاهد" الإلكترونية، وأفلام "ريما" و"عمار" و"فيروس" كذلك بدور العرض، ما يعكس نموا موازيا في ثيمة الرعب بالسينما بالتوازي مع دراما مسلسلات الرعب التي أصبحت تختصر بالأغلب في حلقات محدودة.
وخلال الموسم الرمضاني من عام 2019، عرضت منصة "فيو" الإلكترونية وقناتا صدى البلد والنهار، مسلسل "زودياك"، المقتبس من رواية "حظك اليوم"، للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، ويدور في إطار من الرعب والتشويق، حول مجموعة من طلاب الجامعة يتورطون بسلسلة جرائم غامضة بعد اشتراكهم في تحقيق صحفي يتناول حياة عالم فلك مشهور لتتوالى الأحداث، والمسلسل من إخراج محمود كامل وبطولة أسماء أبو اليزيد وإنجي أبو زيد.
منافسة بين "واتش إت" ونتفليكس
وتبدو المنافسة جلية بين المنصات الإلكترونية في إنتاج الأعمال الدرامية التي تعتمد على الرعب والتشويق خلال الفترة الأخيرة، على غرار منصة "نتفليكس" (Netflix) ومنصة "واتش إت" (Watch it)، فمسلسل الديب المثير للجدل ليس الأول من نوعه، حيث خرج قبله مسلسل "ما وراء الطبيعة" الذي أنتجته منصة نتفليكس نهاية العام الماضي.
ويدور "ما وراء الطبيعة" حول الطبيب الشاب "رفعت إسماعيل" الذي يواجه العديد من الحوادث الغامضة وتعاونه زميلته ماغي في مغامراته على مدار 6 حلقات تزخر بقصص مختلفة، يشترك فيها الرعب والتشويق مع المؤثرات البصرية والموسيقى التصويرية، وهو مأخوذ من روايات الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق ومن إخراج عمرو سلامة وماجد الأنصاري.
واستطاع المسلسل أن يحجز لنفسه مكانا بين الأعمال الكبيرة التي استحوذت على اهتمام الكثير من المشاهدين، واتضح ذلك بتصدر المسلسل قوائم الأعلى مشاهدة على المنصة الإلكترونية، وكذلك ما صاحب ذلك من آراء النقاد السينمائيين، ممن تفاوتت آراؤهم بين الإشادة والنقد للمسلسل، ليصنع هو الآخر حالة من الجدل حوله.
ولعل ما يؤكد نظرية المنافسة والتوسع في إنتاج دراما الرعب والخيال، وجود العديد من الأعمال الأخرى التي ما زالت في مراحل ما قبل العرض عبر المنصات الإلكترونية، مثل مسلسل آخر مأخوذ من روايات الدكتور أحمد خالد توفيق وهو "الغرفة 207" المقرر عرضه على منصة "شاهد" دون الإعلان عن الموعد بعد.
والمسلسل من سيناريو وحوار الكاتب تامر إبراهيم، ويدور حول "الغرفة 207" بأحد الفنادق التي أصر مالكه على استمرار فتحه رغم الأهوال التي تُعرف عنه، والذي نجا منه قليلون، ويكون دور البطل جمال الصواف هو النجاة من الغرفة التي قلبت حياته رأسًا على عقب بعد أن عاند وقرر أن يدخلها.
أعمال محدودة واهتمام ضعيف
وقبل ذلك، ظهرت عدة أفلام سينمائية وأعمال درامية حاولت تقديم ثيمة الرعب والخيال، إلا أنها لم تلقَ اهتماما واسعا خصوصًا مع عدم دخولها في المنصات الإلكترونية وقتذاك، والتي كانت محدودة الشهرة وغير معروفة بالشارع المصري.
ورغم ذلك استطاعت بعض الأعمال الفنية أن تجذب الاهتمام وتحصد نسبا مرتفعة في الإيرادات مثل فيلم "الفيل الأزرق"، الذي أُنتج الجزء الأول منه عام 2014 وهو من إخراج مروان حامد، ومأخوذ عن رواية "الفيل الأزرق"، للكاتب أحمد مراد، وكذلك فيلم "الغرفة 122″، الذي تم عرضه في عام 2019، وكذلك الجزء الثاني من "الفيل الأزرق" في عام 2019 أيضا.
وعلى صعيد الأعمال الدرامية، نجد على سبيل المثال لا الحصر مسلسل "ساحرة الجنوب"، المعروض عام 2015، وقد تناول العديد من القضايا بجنوب مصر كالاهتمام بعالم الجن والشياطين والصراع على الميراث والثأر، والمسلسل من إخراج أكرم فريد وبطولة حورية فرغلي وياسر جلال.
وكذلك مسلسل كفر دلهاب، الذي تم عرضه على قناة "إم بي سي" (MBC) في 2017، من بطولة يوسف الشريف ومحمد رياض وروجينا ومن إخراج أحمد نادر جلال.
ويدور حول قرية مسحورة تعاني من روح قتيلة ويحاول أهل القرية الحصول على مساعدة من الدكتور سعد، الذي يحاول العثور على من قتلها، ليتضح أن الأمر من تدبيره للانتقام من قتل أبيه وأمه.
مستقبل الرعب في الدراما
هناك العديد من الأعمال الدرامية التي ما زالت في طور الإنتاج ومراحل ما قبل العرض عبر المنصات الإلكترونية، مثل مسلسل الرعب "شقة 6" بطولة أحمد حاتم وهاني عادل وصلاح عبد الله، ويدور حول الشقة التي تحدث بها وقائع مريبة ومخيفة في 15 حلقة.
وبحسب مخرج المسلسل محمود كامل في تصريحات صحفية فإنه بصدد النشر عبر منصة "شاهد" في 19 أغسطس/آب المقبل بعد الانتهاء من مرحلة المونتاج مؤخرًا.
وكذلك نجد هناك مسلسل "اللغز" المقرر عرضه لاحقًا بعد الانتهاء من تصويره مؤخرًا ليتم العرض عبر إحدى المنصات الإلكترونية.
ويدور حول مجموعة من الطالبات المغتربات يُقِمن في دار تظهر بها أشياء مرعبة ليس لها أساس منطقي، وهو من إخراج عصام شعبان وتأليف غادة حنفي وبطولة الممثلة نورهان ومحمد نجاتي.
وفي تصريحات صحفية سابقة قال الممثل محمد نجاتي، إن دراما الألغاز والرعب تعد من بين عناصر الجذب الكبيرة للمشاهد خصوصًا، إذا ما تم أداؤها بصورة ملائمة تتناسب مع الثقافة المصرية.