مخرجة "أرض الرحّل" الصينية تخرج عن صمتها: نعم صناعة السينما عنصرية
كلوي تشاو: قلة الاهتمام بكبار السن مشكلة كبيرة في مجتمعنا الحديث
رغم أن المخرجة كلوي تشاو، ولدت في الصين، فإن أفلامها عادة ما تلقي نظرة فاحصة على المجتمع في الولايات المتحدة.
وقد فازت تشاو بجائزة الأوسكار عن إخراجها الفيلم الأميركي الدرامي "أرض الرُّحّل" (Nomadland)، الذي يعد أنجح أعمالها حتى الآن. وتدور أحداث الفيلم حول سيدة ستينية أشبه بامرأة بدوية من العصر الحديث، تعيش حياة الرُّحّل من خلال تنقلها بسيارتها "الفان" بعد وفاة زوجها ومغادرتها لمسقط رأسها.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأرض الرحل.. فيلم هادئ بلا ذروة يثير إعجاب الجميع
غولدن غلوب.. الراحل بوسمان نجم الحفل و”أرض الرحل” يفوز بجائزة أفضل فيلم
“فخر الصين” التي تحولت عدوا لبلادها.. حملة ضد مخرجة فيلم أرض الرحل بعد فوزها بغولدن غلوب
وتجسد شخصية تلك السيدة، الممثلة الأميركية فرانسيس مكدورماند، 64 عاما، التي تشارك في إنتاج الفيلم أيضا.
في حوارها مع وكالة الأنباء الألمانية، خرجت تشاو عن صمتها بشأن تجاربها الشخصية في عالم صناعة السينما، وبخاصة أهم سمات وملامح فيلمها الفائز بالأوسكار.
فيما يتعلق بتعرض هوليود وصناعة السينما لانتقادات بسبب الافتقار إلى التنوع، سئلت تشاو هل تعد صناعة السينما عنصرية؟
فأجابت: نعم. بنسبة 100%، ودون أدنى شك، وإننا بحاجة إلى القيام بما هو أفضل.
وأضافت لقد كنت أنا شخصيا محظوظة جدا، لأنني أعرف ما هي حدودي. مرة أخرى، أنا محظوظة ولديّ قدر كاف من الشرف لأمر بهذه التجربة. ولكنني دائما ما كنت أعرف ما أريد أن أفعله. أنا لا أريد المساومة بطريقة تجذب الأشخاص الخطأ، إذا بقيت وفيّة مع من أكون وما أريد أن أفعله. أنا لا أتحدث عن كيفية رغبتي في التصوير، أنا أتحدث عن نوع القصص التي أريد أن أعرضها، والطريقة التي أريد أن أعرضها بها. وحينها تجذب الأشخاص المناسبين من حولك.
وأوضحت تشاو، عادة ما يكون ذلك بالنسبة لي هو الخطوة الأولى في عدم التوافق، إذا حاولت تقديم تنازلات في وقت مبكر، أو إذا كنت معتادا على القيام بشيء لأسباب خاطئة، فأنت تجذب الأشخاص الخطأ. ثم يبدأ هذا الاحتكاك بالحدوث. أنا لم أتعرض لذلك من قبل في الأفلام الأربعة التي صنعتها، ولذلك فأنا محظوظة.
وحول أهمية أنها تأتي من خلفية مختلفة وتعرضت لثقافة مختلفة بالنسبة لقصة "أرض الرحل" قالت تشاو عندما كنت صغيرة في وطني بالصين، كل ما كنا نريده هو الأمور الغربية، فقد كنت أرغب في المجيء إلى إنجلترا، أو إلى أميركا، كنت أرغب في أن أكون مثل (المغني العالمي الراحل) مايكل جاكسون، و(نجمة البوب الأميركية) مادونا.
ولكن عندما تقدمت في السن، بدأت أنظر ناحية الشرق من جديد، وأرى أن هناك الكثير لنتعلمه أيضا، لذلك فأنا أتعلم بصورة أكثر نشاطا وأحاول استكشاف تلك الثقافة.
وفي إطار وصف فيلم "نومادلاند" عادة بأنه فيلم طريق، هل كان الفيلم يعد نسويا أيضا؟
أجابت المخرجة ذات الجذور الصينية: أعتقد ذلك. ففي الغرب، تبقى المرأة في الوراء، ثم يغلق الباب، وتبقى هي في المنزل. أما في "نومادلاند"، فلا تبقى المرأة داخل المنزل، ولكنها تذهب إلى المناظر الطبيعية الخطرة والوعرة والجميلة أيضا، شأنها شأن ما يقوم به الرجل عادة.
مضيفة: نعم.. لا يتم إخبار النساء عادة أنهن بإمكانهن التحكم في سرد حياتهن. وأعتقد أن هناك الكثير من النساء من جيل طفرة المواليد، واللاتي تخلى الكثير منهن عن معظم حياتهن لأزواجهن وعائلاتهن ومجتمعهن وأطفالهن. ثم فجأة، يختفي كل شيء، ليتساءل الكثير من هؤلاء النساء: من أكون أنا؟ ثم يذهبن لمعرفة ذلك.
ماذا عن حديث فيلم "نومادلاند"، بشأن الحلم الأميركي والولايات المتحدة باعتبارها أرض الاحتمالات غير المحدودة، ومدى إمكانية أن يتحطم ذلك سريعا؟
تقول تشاو، نحن نتحدث عن جيل، جيل طفرة المواليد، الذين هم حاليا في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من العمر. ويعد قلة الاهتمام بكبار السن مشكلة كبيرة في مجتمعنا الحديث، بشكل عام. ولكن في الوقت نفسه، أرى أن هناك الكثير من الحكمة في ذلك الجيل.
وتضيف المخرجة المعروفة، لسوء الحظ، فإن الشباب لا يكترثون، على الرغم من أن كبار السن يعتبرون أهم جزء في المجتمع في كثير من الثقافات التقليدية. وأعتقد أن هناك الكثير من المرونة والكثير من التواضع في ذلك الجيل.