الأعياد كانت أهم مواسمها.. كورونا يصيب مسارح الكويت الحية في مقتل
المسرحيات الإلكترونية لم تكن بديلا مناسبا للعروض الحية على المسرح
لم يترك فيروس كورونا أي جانب من جوانب الحياة إلا وقد أصابها بالشلل، فالعروض المسرحية التي كانت تعج بالحياة في الكويت خاصة خلال فترة الأعياد والمناسبات الوطنية أثر عليها الفيروس بشكل مباشر وجعلها تعاني.
كحال الكثير من الأنشطة الفنية وغيرها التي توقفت وتضرر أصحابها بسبب الضيف الثقيل الذي حلّ على العالم دون سابق إنذار، توقفت النشاطات المسرحية في الكويت منذ أن بدأت الإجراءات الصحية الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث كانت تفتح المسارح أبوابها على مدار العام، إلا أنها تصل ذروة نشاطها في عيدي الفطر والأضحى.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالملك المحظوظ يحيى الفخراني.. صاحب الألف قناع على الشاشة والمسرح
الكاتب اللبناني عيسى مخلوف للجزيرة نت: الفن الشعري رحلة في المجهول ويتعذر الإبداع داخل مناخ يعادي الحرية
الناقد المسرحي حسن رشيد: المسرح القطري يعيش مرحلة ضبابية والمسلسلات استقطبت الفنانين
فشبابيك التذاكر في الأعياد الرسمية والوطنية في الكويت كانت تعج بالجماهير التي تجد في هذا النوع من الفن غير التقليدي متنفسا، في وقت سادت وسيطرت فيه الفنون التي تعرض عن طريق الشاشات الإلكترونية سواء الكبيرة، أي في دور السينما، أو الصغيرة (الهواتف الذكية) التي باتت تزدحم بتطبيقات الأفلام والمسلسلات والألعاب الإلكترونية.
الهجرة نحو الدراما
تقول الممثلة المسرحية غدير العقلة إن الحركة المسرحية بالكويت أصيبت بالركود بسبب فيروس كورونا، ودخلت حجرا فنيا بسبب الشلل الذي أصاب جميع أنشطتها من بروفات وعروض ومهرجانات.
وبينت غدير، في حديث للجزيرة نت، أن الكثير من الممثلين المسرحيين اتجهوا إلى الدراما التلفزيونية وبعضهم للسينما والراديو ليستطيعوا تعويض شغفهم الفني، كما أشارت إلى أن كثيرا من الفنانين اتجهوا إلى برامج التواصل الاجتماعي واليوتيوب لتقديم برامج فنية وترفيهية متنوعة.
وفي حين يكمن جمال المسرح في التواصل المباشر بين الممثل والمتلقي، ومن دون تلك الميزة تفقد خشبة المسرح مفهومها المميز، أكدت غدير أنه حتى لو تم عرض المسرحيات إلكترونيا، فستفقد هذه العروض حلاوة التواصل والعرض الحي بين الممثل والجمهور.
وكشفت أن العديد من المنتجين قرروا إغلاق مكاتبهم بشكل تام بسبب الخسائر المادية، مشيرة إلى أنه يمكن إعادة فتح المسارح في الكويت مع تطبيقات اشتراطات صحية تحمي الجمهور والممثل في آن واحد بتقليل عدد الحضور وتعقيم المسرح وفرض ارتداء الكمامات على جميع الحضور.
واتفقت الطالبة في معهد الفنون المسرحية في الكويت دانة غازي مع غدير العقلة في أن النشاط المسرحي في الكويت دخل في سبات عميق بعد أزمة كورونا، وخاصة بسبب الإجراءات الاحترازية التي تم فرضها، لافتة إلى أن أغلب العاملين في المجال المسرحي اتجهوا إلى الإعلانات أو مجالات أخرى.
واعتبرت دانة أن المسرحيات الكويتية كانت تلقى إقبالا كثيفا من المواطنين والمقيمين على حد سواء، بل إن الإقبال على المسارح يكاد يفوق نظيره في دور السينما في الأعياد والمناسبات، خاصة للأهالي الذين يبحثون عن بدائل للأفلام لأطفالهم، بطريقة ممتعة وجاذبة وربما أحيانا تعليمية مفيدة.
المسرحيات الإلكترونية.. غير فعالة
أما المخرج المسرحي الكويتي عبدالله الويس فأكد في حديث للجزيرة نت أن أزمة فيروس كورونا ألقت بظلالها القوية على المسرح خاصة من الناحية الإنتاجية وكيفية التواصل مع الجمهور، مبينا أن "التحدي الأكبر الذي تواجهه شركات الإنتاج هو كيفية تقديم عمل متكامل يرضي الجمهور في ظل إغلاق المسارح".
وبين الويس أن فكرة المسرحيات الإلكترونية قد تكون غير فعالة، موضحا أن أغلب من خطوا هذه الخطوة لم يستمروا بسبب أن الإقبال ليس كما على خشبات المسارح الحية إطلاقا.
ويبين الويس درجات التفاوت في التأثير على طواقم العمل في المسرح، حيث يؤكد أن "المتضرر الأكبر هو المنتج وشركات الإنتاج، أكثر من الممثل أو المخرج، لأن غالبية شركات الإنتاج هي من تكبدت الخسائر وتحملت التكاليف طيلة وقت إيقاف الإنتاج المسرحي، وانتهى الأمر بمعظمها إلى الإغلاق".
وأشاد المخرج الشاب بالنشاط المسرحي في الكويت، مبينا أن مستقبل المسرح في البلاد سيكون مميزا وبالأخص مسرح الطفل.
وعرفت الكويت بأنها السبّاقة في النشاط المسرحي بين أشقائها من دول الخليج، حيث بدأ النشاط المسرحي في الكويت في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي على يد أساتذة عرب قدموا إلى الكويت.
وشق الفن المسرحي طريقه إلى الكويت أولا بالمسرحيات التاريخية، والتي كانت من تقديم طلاب مدرسة المباركية خلال الفترة 1938-1939، تحت مسمى مسرحية "إسلام عمر".