موسم الانسحاب والأزمات.. ضريبة تصوير المسلسلات قبل رمضان مباشرة
يقع صناع الأعمال الدرامية في مجازفة كبيرة مع الإصرار كل عام على التصوير قبل شهر رمضان الكريم بأسابيع قليلة، وعدم الانتهاء مبكرا من الحلقات، بل في أغلب الأحيان يستمر التصوير حتى نهاية الشهر الكريم، وهو ما تسبب هذا العام في أزمة كبيرة لصناع الأعمال المعروضة حاليا بعد انسحاب بعض الفنانين من المسلسلات مع اليوم الأول للعرض، مما أوقع صناع تلك المسلسلات في مأزق للبحث عن حلول بديلة دراميا تغير سياق الأحداث.
إخلال بالتعاقد
مع عرض الحلقة الأولى من مسلسل "كله بالحب" -الذي يشارك في بطولته كل من زينة وأحمد السعدني وصابرين ومصطفى درويش- فوجئ الجمهور بانسحاب بطل العمل الفنان أحمد السعدني بشكل مفاجئ، قبل أن يعلن الممثل مصطفى درويش بعدها بساعات قليلة انسحابه أيضا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبطولات جماعية لحل أزمات النجوم.. الإنتاج الرمضاني بمصر يواجه تخمة في الفنانين
سخرية وانتقادات ومغالطات.. إعلانات مسلسلات رمضان تضع صناعها بمأزق
دعوة مفتوحة للبكاء.. الميلودراما حصان رابح لصناع المسلسلات
وكتب أحمد السعدني منشورا من خلال صفحته عبر فيسبوك قال فيه "أعلن بشكل رسمي انسحابي من المسلسل (المهزلة)، وتقدمي بشكوى رسمية للنقيب الدكتور أشرف زكي ضد شركة الإنتاج للخرق الواضح للعقد الموقع مع الشركة، متمسكا بكل حقوقي المادية، وآسف للإزعاج مرة أخرى ورمضان كريم".
وجاء موقف السعدني بعد أن فوجئ بكتابة اسم الممثلة زينة تسبقه كلمة "النجمة" مكررا أكثر من مرة في تتر المقدمة، إلى جانب لقطات مختلفة لها أثناء عرض أسماء أبطال المسلسل في التتر على غير المعتاد، وهو ما يخل بالتعاقد بين السعدني والشركة المنتجة.
وفي تصريحات صحفية لمواقع مصرية، قال السعدني إنه لم تحدث منه من قبل أي مشاكل في تصوير أو اختلاف، ولكنه فوجئ بما حدث بعد تصوير 24 ساعة رغم اعتياده احترام المواعيد والتحضير للعمل واحترام قواعد المهنة، ولكن شركة الإنتاج لم تلتزم بأي اتفاق، وفوجئ بهذا الشكل في الدعاية والأفيش وبرومو المسلسل.
وبعدها بساعات، كتب الممثل مصطفى درويش بطريقة ساخرة معبرا عن استيائه من تكرار اسم زينة أكثر من مرة، معلنا انسحابه ومعتبرا أن المشاركة خطأ لن يتكرر.
وتحاول نقابة المهن التمثيلية إجراء تصالح بين الممثلين المنسحبين وشركة الإنتاج كي لا يتم الإضرار بالعمل، لكن حتى الآن لم يتم حل الأزمة، وهو ما جعل المؤلف أحمد الشخيبي والمخرج عصام عبد الحميد يحاولان إيجاد حل بديل في حال عدم التصالح، بإجراء تغيير في السيناريو يقلل مشاهد السعدني ومصطفى درويش، والاستعانة بدوبلير لتقديم دوريهما، حيث سيقوم المخرج بتصوير المشاهد من الخلف دون إظهار الوجه.
سيطرة الفنانات
الأزمة ليست الأولى هذا العام، فهناك مزاعم بأن الممثلة روجينا تتدخل في تفاصيل مسلسلها "بنت السلطان"، فظهرت منفردة على أفيش المسلسل رغم مشاركة باسم سمرة وسوسن بدر وأحمد مجدي.
يضاف إلى ذلك عدم وجود أدوار نسائية قوية داخل الحلقات، وهو ما اشترطته على المؤلف أيمن سلامة والمخرج أحمد شفيق بألا تكون هناك أدوار نسائية ذات خطوط درامية مؤثرة في الأحداث من أجل أن يكون دورها هو الشخصية النسائية الأهم، خاصة أن العمل هو البطولة الأولى لها في عالم الدراما، كما أنها تتدخل أيضا في مونتاج الحلقات.
كما انسحب صناع مسلسل "كل ما نفترق" من التصوير قبل شهر رمضان بأيام، وشمل الانسحاب ورشة التأليف (القصة لمحمد أمين راضي، والسيناريو لأحمد وائل وياسر عبد المجيد)، والمخرج كريم العدل.
ورغم محاولات المنتج طارق الجنايني حل الخلاف، وإقناعهم بالعودة مقابل الحصول على زيادة في الأجر فإنه فوجئ برفضهم، وحتى الآن يقوم المخرج مصطفى أبو سيف بتصوير الحلقات المتبقية لحين إنهاء الخلاف حتى لا يتعطل التصوير.
لكن أبو سيف فوجئ أيضا برغبة الفنانة آيتن عامر في الانسحاب، وهو ما عبرت عنه حين قامت بنشر خبر انسحاب السعدني ومصطفى درويش من مسلسل "كله بالحب"، وعلقت "خذوني معكم"، في الوقت الذي قرر فيه منتج العمل الاستعانة بوحدتي تصوير من أجل تصوير مشاهد بطلة العمل ريهام حجاج بعيدا عن الوحدة التي تقوم آيتن عامر بالتصوير فيها، كما سيتم إلغاء المشاهد التي كان من المفترض أن تجمع بينهما في السيناريو.
تعطيل مسلسل ياسر العظمة
كما أعلن الفنان السوري ياسر العظمة أيضا عن خروج مسلسله "السنونو" من السباق الرمضاني لهذا العام، وكتب عبر صفحته على فيسبوك أن السبب هو عدم الانتهاء من العمليات الفنية التي استغرقت أكثر من المتوقع.
ملوك الجدعنة
تصوير الأعمال الدرامية في الأسابيع الأخيرة قبل رمضان جعل صناع مسلسل "ملوك الجدعنة" يغيرون في السيناريو والأحداث بعد وفاة الفنان يوسف شعبان في 28 فبراير/شباط الماضي متأثرا بفيروس كورونا، ورغم انتهائه من تصوير 90% من مشاهده فإن صناع العمل قاموا بإحداث تغيير في سياق الأحداث ومبرر درامي لعدم ظهوره في الجزء المتبقي من الأحداث، خاصة أنه يشارك بدور محوري في المسلسل الذي يعود به بعد غياب لسنوات طويلة، والمسلسل من بطولة مصطفى شعبان وعمرو يوسف.