أهم 3 أيام في حياة ديانا.. فيلم جديد يتناول اللحظة الفارقة في الزواج الملكي
على الرغم من جهودها لتقديم نفسها كطائر في قفص من ذهب، جاءت مقابلتها التلفزيونية الشهيرة مع مارتن بشير عام 1995 لتضع حدا لهذه الصورة السائدة، وتعيد تقديم ديانا سبنسر، أميرة ويلز (1961-1997)، بوصفها امرأة أكثر تعقيدا، من الممكن أن تكون صادقة ومخادعة، حذرة وساذجة، قاسية وضعيفة، كأي إنسان.
هذه الصورة فشلت معظم الأعمال التي صدرت عن الأميرة ديانا حتى الآن في رسمها بشكل دقيق وخال من الانحياز (صُنع عنها فيلم روائي طويل واحد هو "ديانا" (Diana) الصادر في 2013، بالإضافة إلى 13 فيلما تلفزيونيا ووثائقيا).
والآن، نحن بصدد فيلم جديد يُنتظر عرضه في الخريف القادم، سيقدم معالجة مختلفة لقصة الأميرة الراحلة، تبتعد عن التناول التقليدي لحياتها العاصفة وموتها المأساوي، لتركز على أهم 3 أيام في حياتها.
"سبنسر"
أصدرت الشركة المنتجة "نيون" أول صورة للنجمة الأميركية كريستين ستيوارت بشخصية الأميرة ديانا في فيلم السيرة الذاتية الملكية المرتقب "سبنسر" (Spencer).
ستيوارت بلغ رصيدها من الجوائز 51 جائزة و72 ترشيحا، وكان آخر أعمالها في عام 2020 فيلم رعب بعنوان "تحت الماء" (Underwater).
فيلم "سبنسر" من تأليف ستيفن نايت، وإخراج التشيلي بابلو لارين، وستدور أحداثه في عطلة نهاية الأسبوع في شهر ديسمبر/كانون الأول، أوائل التسعينيات. عندما قررت ديانا أن زواجها من الأمير تشارلز قد انتهى رسميا. حيث نرى كيف تتعامل الأميرة مع علاقة زوجية فارغة، بالتوازي مع حبها غير القابل للكسر لأبنائها، على مدى 3 أيام خلال أحد أعياد الميلاد المصيرية والأخيرة التي قضتها مع العائلة المالكة في منزلهم في ساندرينغهام، والذي شهد الانهيار التدريجي للزواج الملكي.
النجمة الشابة ستيوارت، التي كانت في السابعة من عمرها فقط عندما ماتت الأميرة ديانا، ستواجه التحدي المذهل المتمثل في تجسيد شخصيتها.
وقد عبّرت المحررة الفنية لورا هنران عن ترحيبها باختيار ستيوارت لتشابه إطلالتها مع ديانا، قائلة "أنا لا أبالغ عندما أقول إنهما يمكن أن يكونا توأمين". من ناحيتها، وصفت ستيوارت دورها لموقع "فاريتي" (variety) بأنه "غوص عاطفي في نقطة تحول محورية في حياة الأميرة الراحلة، يبدأ من الاسم (سبنسر) الذي كانت تسعى جاهدة للاحتفاظ بما يعنيه لها". كما أكد المؤلف ستيفن نايت للموقع نفسه أن الفيلم يقدم "منظورا مختلفا لقصة لا نعرفها جميعا جيدا".
ومن المقرر أن يتم التصوير هذا العام في ألمانيا والمملكة المتحدة، على أن يكون العرض في الخريف القادم، أي قبل عام تقريبا من الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لوفاة ديانا.
نماذج من معالجات سابقة لسيرة الأميرة ديانا
"ديانا"
فيلم دراما وسيرة ذاتية، إنتاج بريطاني، أخرجه الألماني أوليفر هيرشبيغل عام 2013 عن نص كتبه ستيفن جيفريز، ووصفه الناقد السينمائي علي أريكان بأنه "ببساطة فظيع".
الفيلم بطولة النجمة الأسترالية نعومي واتس التي رُشحت لجائزتي أوسكار، وفازت بـ59 جائزة و91 ترشيحا، وعُرض لها الفيلم التلفزيوني "بنغوين بلوم" (Penguin Bloom) منذ أيام.
الفيلم المستوحى من كتاب "ديانا: حبها الأخير" (Diana: Her Last Love) للكاتبة البريطانية كيت سنيل، يصور العاميْن الأخيرين من حياة أميرة ويلز السابقة، عندما أقامت علاقة مع جراح القلب الباكستاني حسنات خان (نافين أندروز)، وكيف وجدا صعوبة في الحفاظ على سرية علاقتهما في ظل ملاحقة الصحافة والجمهور. لتدخل ديانا بعدها في علاقة مع دودي الفايد (كاس أنفار) لمجرد إثارة غيرة خان.
يعطي الفيلم انطباعا بأن ديانا لم تمت في الحادث المأساوي المثير للجدل، لكنها بدأت تحتضر قبلها بسنوات، عندما منعها المشاهير والأرستقراطية والحياة الصارمة من التمسك بحبها الحقيقي.
ورغم الجهد الواضح لتصويرها باعتبارها "سيدة القلوب المكسورة"، ظهرت ديانا كشخص مهووس تماما بنفسه، وخال من أي قلق بشأن روابط المجتمع. فأسوأ ذنوبها تتمثل في "التصرف مثل المنفلتة المجنونة بين الحين والآخر" كما قالت في الفيلم، الذي وصفه الناقد تشارلز غانت بـ"انعدام الطعم والبلادة".
ولم تكمن مشكلة الفيلم في "الحوار الفاسد وغير اللائق فقط، لكنها تجلت أيضا في تجاهله للملكة إليزابيث والأمير تشارلز، واقتصاره على وجهة نظر أحادية الجانب للأميرة"، بحسب الناقد أريكان.
"ديانا: بكلماتها الخاصة"
"ديانا: بكلماتها الخاصة" (Diana: In Her Own Words)، فيلم سيرة ذاتية وثائقي تلفزيوني مليء بالفيديوهات الأرشيفية. كتبه وأخرجه كل من توم جينينغز وديفيد تيلمان، وأنتجته ناشيونال غرافيك عام 2017. من تسجيلات أعدتها الأميرة ديانا للسيرة التي كتبها أندرو مورتون عن حياتها والأحداث التي أحاطت بزواجها.
في سرد شخصي للغاية وصريح بشكل مدمر، تحكي ديانا كيف ساءت الأمور منذ شهر العسل، وسرعان ما أصبحت لديها أفكار انتحارية، "كنت في حالة سيئة للغاية، لم أستطع النوم، لم أتناول الطعام، كان العالم كله ينهار من حولي"، حتى انتهى الأمر بتناولها "جرعات عالية من الفاليوم".
ويروي الفيلم كيف جعلها الحمل تشعر "باليأس" ولم تتحسن الأمور كثيرا بعد ولادة الابن الأول ويليام، حيث كانت ديانا تعاني من اكتئاب حاد بعد الولادة. وكيف اعتبرت مواجهتها مع كاميلا باركر واحدة من "أشجع اللحظات" في حياتها بعد "7 سنوات من الغضب المكبوت".