ما بين المغالاة في الطرح وكشف المستور.. لماذا يثير مسلسل فايروس غضب العراقيين؟
المسلسل أثار دهشة المشاهدين لما تضمنه من وقائع تقدم الحياة الجامعية بصورة لم يألفوها
أثار المسلسل التلفزيوني "فايروس" جدلا كبيرا في الشارع العراقي تمخضت عنه ردود أفعال متباينة لاسيما أنه يتناول العلاقات بين طلاب الجامعة وسلوكياتهم والألفاظ التي يتحدثون بها، فضلا عن استخدامهم الخاطئ للتكنولوجيا.
و"فايروس" هنا يعني القراصنة أو ما يعرفون بالهاكرز باعتباره فيروسا اجتماعيا، حيث تظهر بطلة العمل منذ الحلقة الأولى وهي تمارس تهكير صفحات زملائها الطلاب.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجذوره عباسية والقادرية أشهر طرقه.. تعرف على الغناء الصوفي في العراق
رحلة فنية ثرية عمرها نصف قرن.. الجزيرة نت تحاور فوزية الشندي أهم ممثلات الجيل الذهبي في العراق
"الباشا" سليمة مراد.. سيدة الغناء العراقي التي رفضت الهجرة إلى إسرائيل
وحصد المسلسل -الذي ألفه الكاتب أحمد هاتف، وأخرجه جمال عبد جاسم، وشارك في أداء أدواره مجموعة من الممثلين الشباب- نسبة مشاهدة عالية جدا.
كما أثار دهشة المشاهدين العاديين لما تضمنه من وقائع تقدم الحياة الجامعية بالصورة التي لم يألفوها من قبل والتي كانت بعيدة عن تصوراتهم، وعن مجتمعهم الشرقي المحاصر بالكثير من القيود.
كما تم تداول أخبار عن منع أحد الآباء ابنته من دخول الجامعة بعدما أزعجته صور العلاقات داخلها، ومن ثم انتقل الاحتجاج إلى طلبة الجامعة الذين رأوا أن أحداث المسلسل إهانة لهم، في حين رأى البعض أن هذا المسلسل كشف المستور وفضح المسكوت عنه مما يحدث في الحرم الجامعي من علاقات متشعبة وتحرر على الطريقة الغربية.
وأكد عدد من طلاب الجامعة التقتهم الجزيرة نت أن المسلسل بالغ في التعاطي مع الأحداث وأعطى صورا مشوشة عن الواقع الطلابي، مشيرين إلى أن بعض النماذج التي سلط عليها الضوء لا يمكن تعميمها أو إصدار أحكام بشأنها لأنها صورت الحرم الجامعي على أنه مجرد علاقات عاطفية سطحية يقوم بها مراهقون يمارسون حياتهم بتحرر تام.
جريء ومؤثر
وانتقد الفنان جهاد جاسم طريقة عرض أحداث المسلسل ووصفها بالسمجة، وقال إن من الخطأ تصوير الجامعات بلا هموم ولا مشاكل وإظهارها على أنها مجرد علاقات حب عابرة أو لهو.
واعتبر أن هناك غلوا في الأداء والطرح خاصة أن الموضوع خطير ويتناول شريحة مهمة من المجتمع، وتضمن بعض المفردات البذيئة التي تثير الاستغراب فضلا عن إغفال الكثير من التفاصيل المهمة الأخرى.
من جهته يرى الفنان نظير جواد أن العمل جريء ومؤثر، وقال إن أي عمل يخرج للمشاهدين سيثير جدلا وصفه بأنه حالة صحية خاصة عندما يكون بعيدا عن الضغينة وتسقيط الآخرين.
وأضاف أن موضوع المسلسل خطير ويكشف المستور خاصة للآباء البسطاء الذين لا يعرفون ما يجري داخل الحرم الجامعي وتنبيهم إلى ضرورة الانتباه إلى أبنائهم، وأكد أنه لم يكن جديدا في الدراما العربية، فهناك الفيلم المصري "الباشا تلميذ" الذي تناول واقع الجامعات في مصر وكيف تحولت الكليات إلى معامل للمخدرات.
أما الفنان ماجد درندش فيعتبر مسلسل فايروس رد فعل لكل مشوه ساد الحياة وصار سلطة ودستورا، وقدم بغداد عاصمة جميلة زاهية بأماكنها وبيوتها الأنيقة والأثاث واللون وبجاذبية أبنائها وأنها لا تتأثر بالحروب ولا يمكن للمشوه أن يصادر حضارتها المتجذرة منذ الأزل.
وشدد على أنه مسلسل المسكوت عنه الذي نتعاطف معه ونشاهده ونتابعه في المسلسلات التركية والمصرية، ولكن الانفصام الذي نعيشه يدفعنا للدفاع عن قيم وعادات كاذبة ومدمرة للإنسانية والعقول التي تفكر خارج حدود الصندوق.
خادش للحياء
تعليقا على الجدل الدائر بشأن المسلسل، رأى الباحث الاجتماعي شاكرين آل الشيخ الأسدي أن أحداثه لا تطابق الواقع إلا بشكل محدود، والكثير منها خادش للحياء وللذوق العام وله تأثيرات سلبية على الشباب.
واعتبر أن هناك طبقة من المجتمع يؤثر بها وتتأثر بسرعة، خاصة أن أغلب مشاهدي المسلسل من طبقة المجتمع الهشة لاسيما المراهقين الذين يتأثرون بسرعة، متمنيا أن يركز كتاب الدراما على المسلسلات الهادفة وذات الرسائل الإيجابية للمجتمع.