لم أضغط على الزناد.. أول تصريحات أليك بالدوين بعد مقتل مديرة التصوير بفيلم "راست"
بعد أيام قليلة من ظهوره لأول مرة في مقابلة تلفزيونية لمناقشة الحادث المروع الذي وقع في موقع تصوير فيلم "راست" (Rust)، حذف الممثل الأميركي أليك بالدوين وزوجته هيلاريا بالدوين حسابهما على موقع "تويتر" (Twitter)، كما حذفا حساب مؤسستيهما الخيرية "هيلاريا وأليك بالدوين".
وكان بالدوين (63 عاما) قد استخدم حسابه سابقا لإصدار أول تصريح رسمي له بشأن حادث إطلاقه النار بالخطأ في موقع تصوير فيلم "راست" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أدى إلى مقتل مديرة التصوير هالينا هتشينز (42 عاما) وإصابة المخرج جويل سوزا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعندما يتألق الأطفال أمام النجوم الكبار.. شاهدهم في أحدث 3 أفلام قادمة
10 مشاهير بدؤوا حياتهم بمهن لا تخطر على البال.. تعرف عليها
في عصر أصبح فيه الفضاء على بعد خطوة.. إليك أفضل أفلام السفر خارج كوكبنا
لم أضغط على الزناد
ويأتي حذف حسابات تويتر بعد ظهور بالدوين في مقابلة تلفزيونية في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري على قناة "إيه بي سي" (ABC) مع مقدم البرامج جورج ستيفانوبولوس للحديث عن مأساة "راست" لأول مرة على الهواء، وانهار الممثل بالبكاء عدة مرات خلال حديثه، في وقت كان فيه يحاول إقناع الجمهور بأنه ليس مسؤولا عن مقتل هتشينز.
وأكد بالدوين أنه كان يتبع توجيهات هتشينز خلال التدريب (البروفة) على المشهد، إذ كانت توجهه إلى الزاوية التي سيصوّب المسدس نحوها، وقال "لقد أمسكت المسدس حيث طلبت مني أن أوجهه، وانتهى الأمر إلى التصويب مباشرة تحت إبطها".
وعندما سأله ستيفانوبولوس "إذن لم تضغط قط على الزناد؟"، أجاب بالدوين "لا، لا، لا، لم أكن لأصوب مسدسا إلى أي شخص أبدا وأطلق النار عليه أبدا أبدا".
لا أشعر بالذنب
وصرح بالدوين بأنه لا يشعر بالذنب، مؤكدا أن "أحدهم وضع رصاصة حية في المسدس، ولم يكن من المفترض أن تكون هناك"، وأضاف "أشعر بأن هناك شخصا مسؤولا عما حدث، ولا يمكنني أن أقول من هو، لكنني أعلم أنه ليس أنا".
وعلى الرغم من ذلك، فإنه أعرب عما يعيشه عقب الحادثة وكيف يكافح من أجل اجتياز كل يوم، وأضاف "أرى أحلاما حول الحادث باستمرار، وعندما أحاول أن أعيش يومي أنهار عاطفيا في نهاية اليوم".
كما ذكر أنه عانق زوج هتشينز عندما التقى به وابنه البالغ من العمر 9 سنوات، وأضاف آسفا "هذا الصبي لم يعد له أم".
لن أواجه تهما جنائية
وبينما يواصل مكتب عمدة مقاطعة سانتا فيه بولاية نيومكسيكو التحقيق في كيفية وصول رصاصة حية إلى المسدس، أشار بالدوين إلى أنه لا يعتقد أنه سيواجه اتهامات جنائية، وتابع "لقد أخبرني أشخاص على علم، حتى من داخل الدولة، أنه من المستبعد جدا أن أتهم بأي شيء جنائي".
من جانبها، صرحت ماري كارماك ألتوايز مدعية مقاطعة سانتا فيه بمقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" (ABC News) أنه "لا يوجد دليل على أن الحادث كان متعمدا، فمن الواضح أنه كان حادثا"، غير أنها لم تستبعد التهم الجنائية، قائلة إنها لا تزال "مطروحة على الطاولة".
اتهامات في غير محلها
وفي أعقاب إطلاق النار، تعرّض بالدوين إلى الانتقاد من شخصيات بارزة، من بينهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي وصف بالدوين بأنه "مختل" وألمح إلى أنه ربما يكون قد أطلق الرصاص عمدا على هوتشينز، وهو ما استنكره بالدوين بشدة.
كما أدلى جورج كلوني بدلوه أيضا، وعلق على الحادث قائلا "في كل مرة أحمل فيها مسدسا خلال التصوير، أفحصه وأفتحه وأريه للشخص الذي أصوبه ناحيته"، ووصف بالدوين انتقادات كلوني المستترة بأنها "في غير محلها".
لا أهتم بمهنتي
بعد أن هزت تداعيات وفاة هتشينز حياة بالدوين، شدد الممثل على أنه في هذا الوقت "لم يعد يهتم بأي شكل بمسيرته المهنية"، وبينما ظل غامضا بشأن نوع الأدوار التي يمكن أن يلعبها في المستقبل، أكد "لا أستطيع أن أتخيل أن أقوم بدور به مسدس مرة أخرى".
وقد ألهمت حادثة "راست" العديد من الممثلين الآخرين، ومنهم دواين جونسون (ذا روك) الذي تعهد باستخدام المسدسات المزيفة فقط في الأفلام المستقبلية، ووقع آخرون -بينهم أوليفيا وايلد- على عريضة لحظر استخدام الأسلحة الحقيقية في مواقع التصوير بهوليود.
مقابلة عقلانية أم كارثية؟
وتعليقا على الظهور الإعلامي لبالدوين خلال هذه المرحلة المبكرة من التحقيقات، نقلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" (Los Angeles Times) عن خبراء في القانون والعلاقات العامة قولهم إن قرار التحدث عبر التلفزيون أثناء تحقيق جنائي جار، ووسط قضيتين مدنيتين، كان تكتيكا محفوفا بالمخاطر للغاية، ويمكن أن يفاقم مشاكل بالدوين.
ووصف نعمة رحماني مساعد المدعي العام السابق المقابلة بأنها "خطأ" لأن تصريحات بالدوين "يمكن استخدامها ضده في المحكمة، ولكنها لن تفيد في الدفاع".
وأشار خبراء قانونيون آخرون إلى أن أجزاء من مقابلة بالدوين قد تصبح إشكالية بالنسبة له، كما أعرب البعض عن شكوكهم في تصريح بالدوين بأنه لم يسحب زناد المسدس، وإذا أثبت المحققون أن الزناد تم سحبه سيؤدي ذلك إلى الإضرار بمصداقية بالدوين.
ومن ناحية أخرى، قالت محامية الدفاع الجنائي المخضرمة لارا يريتسيان إن "دفاع بالدوين كان عقلانيا، وإظهاره بشكل عاطفي كان مناسبا، على الرغم من أن ذلك لم يساعد قضيته، فإنه لن يضر".