إطلاق أول منصة فلسطينية إلكترونية للأرشيف الفني المتخصص من قلب القدس
تنوعت أعمال المعرض بين الرسم والنحت والكولاج والفيديو والصوت والتركيب وفن الحدائق
القدس المحتلة- في شارع الزهراء وسط القدس أعلن "حوش الفن الفلسطيني" عن إطلالته الجديدة، في ميلاده الـ15، بإطلاق المنصة الإلكترونية "يُرى" للأرشيف الفني المتخصص، والمعرض الفني التفاعلي "ما زلنا نخطو نحوها"، الذي يتناول العلاقات والروايات الشخصية والجمعية حول مدينة القدس.
وستمثل المنصة الإلكترونية "يُرى" جسرا بين الفلسطينيين في كافة أماكن وجودهم، لما ستتيحه من أرشيف لموارد فنية وإنتاجات معرفية حول الفنون البصرية الفلسطينية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsليدي غاغا وواكين فينكس وويل سميث.. أفلام منتظرة في مهرجان القاهرة السينمائي 2021
أنامل فناني “باو! واو!” تبدع لوحات جدارية في قلب الدوحة
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ43.. عودة قوية لألق سيد المهرجانات العربيةسيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدة
أكدت روان شرف، المسؤولة عن منصة "يُرى" ومعرض "وما زلنا نخطو نحوها"، في حديثها للجزيرة نت، أهمية المنصة في رسم صورة أوضح عن التاريخ الاجتماعي الفلسطيني بكل أبعاده، من خلال توفير أرشيف فني بصري مهم للجمهور بما يزيد على 500 مادة تضم كتيبات وكتالوجات ومطويات ودعوات وصورا وكتبا.
مساحة بحثية
وأضافت روان "ستوفر المنصة مساحة لانكشاف الباحثين والنقاد والفنانين والأكاديميين وطلبة الفنون والكُتّاب على أرشيف ضخم لدراسته والبحث فيه سعيا لخلق حالة من التعلم والنقد والإنتاج وإعادة الإنتاج".
وتطرقت المسؤولة عن المشروعين لأهمية إنشاء وإتاحة الأرشيف الفلسطيني قائلة "إنه جزء من مهمتنا الأوسع في لملمة آثارنا وتاريخنا والحفاظ عليهما لتثبيت روايتنا الفلسطينية وأحقيتنا في هذه الأرض من جهة، ومن جهة أخرى فإن الأرشيف هو المدخل لفهم تاريخنا وإنتاجنا الثقافي ولتعزيز هويتنا الفلسطينية".
ووصفت روان منصة "يُرى" بأنها أرشيف مركز الواسطي الذي بُني في فترة نشاط هذا المركز بين عامي 1996 و2002، بالاعتماد على الفنان كمحور أساسي لتجميع وبناء المادة الأرشيفية، واحتوى الأرشيف الذي تسلمناه من هذا المركز على ملفات أكثر من 300 فنانة وفنان فلسطيني.
فنانون غابوا قسرا
في غرف "حوش الفن الفلسطيني" توزعت أعمال 13 فنانة وفنانا من جميع أنحاء فلسطين شاركوا في معرض "وما زلنا نخطو نحوها" الذي يقدم مجموعة من الإنتاجات الفنية التي تُسائل وتبحث في التباين بالعلاقات الفردية والتصورات الجمعية حول القدس من خلال وجهات النظر المختلفة لسكانها وزائريها وأولئك الذين حُرموا من حق الوصول إليها.
وعن المعرض قالت روان شرف "سعينا من خلال معرضنا الذي سيستمر لشهرين لاكتشاف مركبات الهوية وتعدديتها وتنوعها، عبر إنتاج روايات تتحدى الحدود الاستعمارية المرسومة لفضاءات المدينة ومساحاتها مرورا بالتعبير عن تصورات نابعة من الحنين إلى الماضي ونوستالجيات الطفولة".
تنوعت أعمال المعرض بين الرسم والنحت والكولاج (فن قص ولصق عدة خامات مختلفة معا في لوحة واحدة) والفيديو والصوت والتركيب وفن الحدائق، بالإضافة لأعمال تفاعلية تتطلب من الجمهور المشاركة في العمل والمساهمة في بناء روايات المدينة الجديدة وفي تتبع مساراتها.
أحد الأعمال اللافتة كانت للفنان المقدسي عاصم عطّون بعنوان "عصافير الليل.. سيمفونية ابن آوى"، وبجوار عمله وقف لإطلاع الجزيرة نت على تفاصيله قائلا إنه ترعرع منذ طفولته في بلدة صور باهر جنوب القدس ولطالما سمع صوت حيوان "الواوي" الذي اختفى صوته تدريجيا مع مرور الوقت.
وتابع عطون "قررتُ التجول في القرى المهجرة وفي جبال القدس لأنني اشتقتُ لسماع صوته، وهناك بالفعل لاحظت انتشار هذا الحيوان الذي رحل عنّا نتيجة التوسع العمراني وضيق المساحات التي يمكنه التحرك بها".
ويندرج عمل هذا الشاب في إطار الفن التركيبي الصوتي، الذي يدخل من خلاله الزائر إلى كابينة صغيرة بداخلها كرسي يمكن الجلوس عليه للاستماع لمزيج مركب بين صوت الإنسان وحيوان الواوي.
وأضاف الفنان المقدسي "في اللغة العربية يتنوع استخدام حرف الواو، فهو للقسم والعطف وللواوي طريقته أيضا في استخدام الواو كصوت متعدد فهو يمد حنجرته ويطيل أو يقصر، يضخم أو يرقق ويُخرج الصوت مليئا بالمشاعر المحملة بالمعاني".
عمل آخر حضر في القدس وغاب صاحبه قسرا وهو الفنان الغزّي محمد حواجري الذي حملت لوحته الثلاثية اسم "رحلة مع المُجنّح" واحتاج وصولها إلى القدس لجهود دبلوماسية.
يقول حواجري "كبرت في غزة المكان الأكثر اختناقا في هذا العالم بفعل الحصار والقيود على الحركة مما يجعل من أصغر الأحلام وأبسطها مآلات مستحيلة، ولكن الطفل الذي كُنته ذات يوم يعاودني من جديد ويُيسر لي طريق الحلم، وها أنا اليوم أستعين بطفولتي ومخيلتي لأحلم بهذا الحيوان المُجنّح الذي سيحملني فوق غزة وفوق البحر وفوق الحصار.. إلى القدس".