انسحاب القنوات واستقالة المدير الفني.. هل تطيح الأزمات بمهرجان الجونة؟

جاءت استقالة المدير الفني تزامنا مع أزمة الفيلم المصري "ريش" للمخرج عمر الزهيري، واتهام الأخير بتشويه صورة مصر عن عمد.

حريق في المقر الرئيسي لحفل مهرجان الجونة قبل ساعات من الافتتاح (الصحافة المصرية)

خاص – دورة الأزمات هو الاسم الذي أطلق على الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، التي انطلقت يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتستمر حتى 22 من الشهر نفسه.

ورغم وجود نحو 52 فيلما من مختلف دول العالم، فإن الخلافات كانت محور الاهتمام للموجودين في الجونة.

لا تراجع

قبل ساعات، تقدم المدير الفني لمهرجان الجونة المخرج أمير رمسيس باستقالته رسميا عبر البريد الإلكتروني الخاص لفريق المهرجان، وهو الخبر الذي تم تسريبه ليضع إدارة المهرجان في موقف حرج، وفي الوقت الذي حاول فيه القائمون على المهرجان احتواء الموقف، أصر رمسيس على الاستقالة، إذ من المقرر أن يتم إصدار بيان من القائمين على المهرجان لتوضيح ملابسات الأمر، وقبول الاستقالة بشكل يرضي جميع الأطراف.

وعقب مدير المهرجان، انتشال التميمي، على الأمر بأنه مشغول بالفعاليات وليس لديه فكرة عن الاستقالة، ولا يعتقد أن أمير رمسيس يترك المهرجان في وسط الطريق، إلا أن رمسيس أكد استقالته وأنه لن يتراجع، وجاء القرار اعتراضا على بعض الأمور التنظيمية، ووجود خلافات مع التميمي، إلى جانب خلافات الأخير أيضا مع الممثلة بشرى رزة رئيسة العمليات بالجونة.

حادث بشرى

إلى جانب الأزمات المستمرة التي واجهها المهرجان خلال الأيام القليلة الماضية، فقد تعرضت الممثلة المصرية بشرى لحادث سير في أثناء تصويرها مشهدا كان لأغنية تخص المهرجان، ولم يتم التأكيد بعد بشأن قدرتها على حضور حفل الختام يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وذلك لخضوعها للرقابة الطبية بأحد المستشفيات.

إعلان

انسحاب القنوات

جاءت استقالة المدير الفني تزامنا مع أزمة الفيلم المصري "ريش" للمخرج عمر الزهيري، واتهام الأخير بتشويه صورة مصر عن عمد، وهي الأزمة التي أثيرت بعد انسحاب عدد من الفنانين في أثناء عرض الفيلم ومنهم أحمد رزق وأشرف عبد الباقي وشريف منير الذي هاجم الفيلم واتهمه بأنه يسيء إلى سمعة مصر.

هجوم شريف منير على الفيلم لم يمر مرور الكرام، إذ تصاعدت الأزمة وقررت إدارات عدد من القنوات الفضائية التي تغطي الفعاليات في الجونة الانسحاب نهائيا، كما أعلنت بعض الصحف المصرية منع التغطية الخاصة بالمهرجان، وعلى رأسها مجلة روز اليوسف التي طالب رئيس تحريرها بمقاطعة المهرجان وحفل الختام.

ورغم استمرار الهجوم على الفيلم، فإن إدارة المهرجان منحت مخرجه عمر الزهيري جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط، التي تقدمها مجلة "فارايتي".

ولدى تسلمه الجائزة، قال الزهيري إنه قدم الفيلم من أجل الإنسانية، وإنه فخور بحصوله على الجائزة في مصر والشرق الأوسط، وقدم الشكر لوزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم على دعمها له وتكريمه وقال "سعيد بالسينما التي تقدمها مصر".

"نمبر وان"

ولا يخلو المهرجان من أزمات تزامنت مع حضور الممثل المصري محمد رمضان حفل الافتتاح، إذ قيل حينها إنه لم يتم تقديمه بالصورة المناسبة قبل تقديمه لأغنية "جو البنات" في حفل الافتتاح.

وتغافلت مقدمة الحفل عن تقديم المطرب المغربي ريدوان والملحن نعمان بلعياشي، مما تسبب في غضب الأخيرين. وهو ما اضطر إدارة المهرجان إلى إصدار بيان اعتذار رسمي للشعب المغربي جاء فيه "تقدم إدارة مهرجان الجونة السينمائي الدولي اعتذارا رسميا للشعب المغربي الشقيق عن عدم تقديم النجم العالمي من أصل مغربي ريدوان، والملحن المغربي نعمان بلعياشي، خلال حفل الافتتاح، وتود التوضيح أن ما حدث هو خطأ غير مقصود في الإعداد للحفل، وتعرب عن أسفها لوقوع ذلك".

إعلان

بينما رد رجل الأعمال نجيب ساويرس على المعترضين على حضور رمضان حفل الافتتاح قائلا "محمد رمضان نورنا في الجونة.. واللي زعلان من وجوده ميجيش (ومن لا يعجبه وجوده.. لا يحضر)" وذلك في حفل خاص على هامش فاعليات المهرجان.

حريق وأزمات

وكان مسرح البلازا الذي أقيم عليه حفل الافتتاح وعدد من الفعاليات المختلفة تعرض لحريق هائل قبل يوم واحد من الافتتاح، إلا أن مؤسسي المهرجان نجيب وسميح ساويرس نجحا في احتواء الأزمة بشكل سريع عبر الاستعانة بعمال الشركات الخاصة بهم.

بجانب الخلاف الذي نشب بين الفنانة يسرا وإدارة المهرجان بعد رفضها تصريحات سابقة لانتشال التميمي بأن المهرجان لا يكرم يسرا لأنها في اللجنة الاستشارية، وانتقدت الأخيرة تلك التصريحات، لا سيما وأن الممثلة التونسية هند صبري أيضا في اللجنة نفسها، وقد سبق وأن عرض فيلمها، وتم تكريمها كأفضل ممثلة من المهرجان.

إلا أن التميمي تقدم بالاعتذار ليسرا خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم في الجونة قبل ليلة الافتتاح، غير أن صعودها على المسرح في ليلة الافتتاح مع سميح ساويرس أكد على وجود خلاف قوي بين يسرا والتميمي، وأن هناك محاولات لإرضائها.

ويبدو أن الخلافات الداخلية وسوء الحظ يلاحقان مهرجان الجونة هذا العام، رغم محاولات إدارته لتجاوز الأزمات بشتى الطرق، فإن آثار تلك المشكلات فرضت نفسها على الجميع، وأضفت أجواء من الإحباط على القائمين على المهرجان والحضور أيضا.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان