تستعد لعمل مسرحي فريد.. تعرف على مسيرة الفنانة العراقية ريام الجزائري
تقول الفنانة العراقية ريام الجزائري إن إنشاءها مسرح "يلا دا" عام 2013 من المراحل المهمة في حياتها لكونه المسرح الأول والوحيد بالسويد الذي يعنى بقضايا المهاجرين ويعمل على تعدد اللغات كأساس له.
حققت الفنانة العراقية ريام الجزائري نجاحات لافتة في أعمالها الفنية التي قدمتها باللغتين العربية والسويدية، حيث ركزت في أعمالها السويدية على نصرة قضايا اللاجئين والأطفال والعديد من الأمور المجتمعية المهمة.
وتستعد الجزائري لبدء تحضيراتها لمسرحية جديدة ستبدأ التدريب عليها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بعنوان "شاب آب" (shape up) التي ستكون على شكل عرض متجول في الهواء الطلق وداخل المباني كذلك، ويتنقل الجمهور بينها من خلال الهواتف الذكية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعزفوا للأقصى.. رحلة الفن العراقي في مناصرة القضية الفلسطينية
أفلامه حصدت جوائز عالمية.. انضمام العراقي محمد الدراجي لأكاديمية الأوسكار بارقة أمل لسينما بلاده
الأغاني الشهيرة بتوزيع جديد.. تعرف على فرقة أنغامي العراقية
مشوارها الفني
ولدت ريام الجزائري في العاصمة العراقية بغداد، وانعكست البيئة التي نشأت فيها على تكوين شخصيتها الفنية، فوالدها هو المخرج سليم الجزائري، ووالدتها المذيعة العراقية المخضرمة فريال حسين.
وتقول الجزائري إنها دخلت مدرسة الموسيقى والباليه- قسم الباليه وفي عمر 6 سنوات، وكانت تذهب مع والدتها إلى الإذاعة والتلفزيون، ويصحبها والدها إلى مؤسسة السينما والمسرح آنذاك، فكانت في تماس مباشر مع الفن والمسرح والتلفزيون والإذاعة.
وتضيف للجزيرة نت أنها درست في قسم "السمعي والمرئي" في كلية الفنون الجميلة ببغداد، وبعدها انتقلت مع عائلتها إلى عمان فأكملت دراستها في جامعة اليرموك قسم المسرح، وعندما ذهبت إلى السويد أكملت دراسة الماجستير في الفنون المسرحية وتخصصت بصورة عامة في الإخراج والكتابة للمسرح.
وتشير الجزائري إلى أن أول محاولاتها في عالم الفن بدأت منذ سن مبكرة من عمر حوالي 7 سنوات، حيث اشتركت في أول منتج تلفزيوني وهو "ثلاثية كرة الثلج" مع القامات الكبيرة بعالم الفن في العراق، وبعدها توالت الأعمال.
كما عملت مع والدها المخرج سليم الجزائري في المسرح، وقدمت العديد من الأعمال المسرحية وأبرزها مسرحية "راشمون"، ومشيرة إلى أنها حصلت على أول جائزة في حياتها وهي جائزة أفضل ممثلة واعدة.
محطات
غادرت ريام الجزائري العراق عام 1995 إلى الأردن، وهناك درست واشتغلت على بعض الأعمال في الدوبلاج والمسرح والتلفزيون، وفي عام 1999 غادرت مع عائلتها إلى السويد.
وتؤكد الجزائري أنها استفادت من تجارب كل محطة مرت بها سواء في العراق أو خارجه، حيث استفادت من الخبرات المتراكمة والمميزات التي يتميز بها كل بلد، ففي عمّان استفادت من العمل العربي ونوعية ومجموعة الأعمال في ذاك الوقت، وبعد وصولها السويد بنحو 6 أشهر بدأت العمل في المسرح السويدي، واستفادت من التجربة السويدية من ناحية التنظيم والسياقات المعتمدة في أوروبا.
وتشير إلى أن تلك المحطات شكلت شخصيتها الفنية، ومن أبرز المحطات التي كونت شخصيتها عملها في التمثيل وقيادتها وإنشاءها مسرحا متعدد اللغات اسمه مسرح "يلا دا"، إضافة إلى أعمالها العربية والعراقية بشكل خاص في المسلسلات التلفزيونية.
أعمال فنية
قدمت ريام الجزائري عشرات الأعمال الفنية، حيث اتسمت بالعفوية والجرأة في اختيار الأعمال، وحاولت رسم الشخصيات بحيث تكون قريبة من الجمهور ومن دون تكلف، وهذا جعلها تحصل على جوائز عديدة منها أفضل ممثلة عراقية عن دور سارة خاتون عام 2006، وأفضل ممثلة عراقية عن دور سهير عام 2007، وأفضل ممثلة عراقية عن دور يارا عام 2009.
وتؤكد أنها تحرص على اختيار مواضيع هادفة تناقش قضية أو مشكلة أو حدثا من أجل معالجة العديد من القضايا الاجتماعية.
وأهم الشخصيات التي جسدتها "أليس في بلاد العجائب"، وشهرزاد في "ألف ليلة وليلة"، وبيرت في "دسكو الخنازير"، ودورثي في "الساجر أوز"، وهي ياسمين في أكبر مسلسل للأطفال تنتجه القناة الأولى السويدية.
وعن سر إجادتها الأدوار المركبة الصعبة بلغة غير لغتها الأصلية، قالت إن ذلك أثار انتباه أحد النقاد المسرحيين السويديين، وتطرق إليها في مقالة نقدية حول أحد الأعمال التي قدمتها، وتعزو هذا النجاح إلى إدراكها المبكر أن اللغة هي مفتاح العمل الفني بالسويد.
وتلفت إلى أنها لم تتدرج في الأعمال السويدية، وأخذت دور البطولة في أول عمل لها هناك، ثم قدمت 3 أدوار بطولة في العمل المسرحي، وكانت أدوارها مركبة وصعبة، وقد أشاد النقاد في السويد بهذا كونها وقفت على أكبر المسارح بالسويد وقدمت شخصيات مركبة بلغة غير لغتها الأصلية.
وحول أبرز أعمالها العربية، ذكرت الجزائري مسلسل سارة خاتون، ومسلسل إعلان حالة حب، ومسلسل مواطن جي، ومسلسل الباب الشرقي، ومسلسل 18، مشيرة إلى أن أعمالها مقسمة، ففي السويد تعمل غالبا في التمثيل والإخراج المسرحي وإدارة فرقة "يلا دا"، وأما في العراق فتقدم الإنتاج الدرامي التلفزيوني.
وتعزو سبب وصولها للعالمية قبل العربية والمحلية إلى أن الجمهور في أوروبا أوسع حيث عملت في أبرز المسارح السويدية والبرامج التلفزيونية والمسلسلات والأفلام السويدية القصيرة والطويلة، لذلك عمليا كانت السويد هي المحطة الأولى خارج المحيط العربي والمحلي.
مسرح "يلا دا"
وتعتبر ريام الجزائري إنشاءها مسرح "يلا دا" عام 2013 من المراحل المهمة في حياتها لكونه المسرح الأول والوحيد بالسويد الذي يعنى بقضايا المهاجرين ويعمل على تعدد اللغات كأساس له.
وتبيّن أن المسرح قدم منذ إنشائه نحو 18 عملا فنيا، بالإضافة إلى المشاريع الثقافية طويلة الأمد التي تعنى بشكل مباشر بأبرز المشاكل والصعوبات والتحديات التي يواجهها الفرد الأجنبي سواء كان متعدد اللغات أو متعدد الثقافات.
وتشير إلى أن هذا المسرح ساعد وقدم بشكل جريء وقوي المشاكل والتحديات التي يتعرّض لها الأجانب من ناحية العنصرية والمساواة وحقوق الإنسان، وأنها قدمت ذلك في إطار فني تجريبي جديد.
ثقافتها العراقية
ويتحدث الفنان والمخرج علي ريسان عن تجربة "رائعة" مع ريام الجزائري في العمل الدرامي من خلال "الباب الشرقي"، الذي أنتج عام 2013 في القاهرة، واعتبر الجزائري من الفنانات القديرات اللواتي يحترمن منجزهن الفني.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول ريسان إن الجزائري فنانة تحترم عملها الفني، وغير سهلة في التعامل مع الأشياء السطحية، فهي متأنية في اختيار الأعمال وبطولات في الدراما العراقية.
ويضيف "أشرفت على عمل لها في المسرح لكنه لم يكتمل، لكن كان لدينا عمل مشترك في مشروع استمر لمدة 6 أشهر تحت إشراف المخرج السويدي نيكلاس"، مشيرا إلى أن المشروع كان سينما-مسرح يجسد شخصيات متنوعة من المهاجرين.
ويبيّن أن هذا المشروع لاقى استحسان الجماهير، وأنه مزج بين المسرح ومشاهد مدروسة في الحياة العامة بالشوارع والأزقة والمنتزهات، ويتم تصويره ثم ينقل إلى المسرح، أي كان هناك رابط بين السينما والمسرح.
ويذكر ريسان أن الجزائري: شكلت مع زوجها الفنان القدير علاء رشيد فرقة أطلقا عليها اسم "يلا دا"، وتخصصا في مسرح الطفل، ولهما أعمال تعتمد على الفلكلور والموروث الحكائي وعلى الألعاب والقصص.
وحول تمسكها بالثقافة العراقية، يشير إلى أن "ريام الجزائري من عائلة مثقفة وطنية بالانتماء المطلق وليس ضمن سياق الأيديولوجيا، وعائلتها لم تتلوث بلوثة الاحتلال ولا جُندت ولا أدلجت، بل بقيت ضمن المطلق في المعرفة والوعي الثقافي، وهذه المؤثرات شكلت شخصية ريام".
ويعتقد أن الجزائري رفضت في السنوات الأخيرة بعض الأعمال لأنها تعرف أن العمل في العراق يمر بكثير من الإحباطات التي تضر بالعملية الإنتاجية كلها، بدءا من السيناريو مرورا بالمخرج إلى اختيار الفنانين، لذلك هي تتأنى في قبول الكثير من عروض الأعمال، لكنها تبقى ممثلة رائعة وقديرة وتستحق الإشادة والإعجاب.
وأعرب عن تمنياته بأن يرى ريام الجزائري في أعمال فنية قادمة، ويلتقيان في عمل فني سواء كان مسرحا أو سينما أو دراما تلفزيونية.