مهرجان الأغنية القطرية.. توثيق لمسيرة الغناء القطري وجسر للتواصل بين المبدعين
تتواصل على مدار 3 أيام فعاليات مهرجان قطر للأغنية في نسخته الثالثة بهدف دعم المبدع القطري في مجال الأغنية وإبراز دوره الحضاري والثقافي في المجتمع.

الدوحة ـ على مدار الأعوام الماضية، اعتاد القطريون أن تقام ليلة للأغنية المحلية سنويا، غير أن العام الحالي تحولت هذه الليلة إلى مهرجان للأغنية القطرية يسترجع إبداعات قدامى الفنانين ويدعم المواهب الشابة سواء كانوا مطربين أو ملحنين أو شعراء.
ويهدف مهرجان الأغنية القطرية في حلته الجديدة إلى دعم المبدع القطري في مجال الأغنية وإبراز دوره الحضاري والثقافي في المجتمع، فضلا عن توثيق المسيرة الغنائية القطرية بكل تاريخها لتقديمها للأجيال الراهنة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsخدمة للأجيال القادمة.. فنان قطري يصور الحياة القديمة في الدوحة
حفل افتتاح المونديال هدفه الأبرز.. المطرب القطري ناصر الكبيسي موهبة بالوراثة
الفنان القطري فهد الكبيسي يفوز بجائزة هوليود للموسيقى
ويحتضن مسرح قطر الوطني في الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري فعاليات مهرجان الأغنية القطرية تحت شعار "ولين الحين يا سدرة.. عروقج عايشة فينا" من كلمات أغنية الشاعر الدكتور مرزوق بشير، ويعبر الشعار عن البيئة القطرية الأصيلة.
وتوضح قصة شعار مهرجان الأغنية القطرية أن الفنان القطري هو ابن بيئته، عاش ولا يزال بين أحضانها، ومثال ذلك السدرة التي تقف على هذه الأرض شامخة شاهدة على ذلك كله وملهمة للأجيال المتعاقبة، وتعتبر "السدرة" تعبيرا ملهما لكل المبدعين.

تكريم الفنانين القدامى
ويحظى المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة القطرية ممثلة في مركز شؤون الموسيقى، بمشاركة نخبة من نجوم الغناء القطري والخليجي، بالإضافة إلى أصحاب المواهب الفنية الشابة، وبمشاركة المايسترو الموسيقار أحمد حمدان.
وقد شهدت الليلة الأولى من المهرجان تكريم وزير الثقافة والرياضة القطري لكل من الفنانين إبراهيم علي ومحمد جولو وعبد الرزاق الضاحي، في لمسة وفاء ورد الجميل لقامات تفانت في خدمة الفن القطري.
وبدورهم، أعرب المكرمون عن سعادتهم بالتقدير الذي قدمته وزارة الثقافة والرياضة عما قدموه للفن على مدى سنوات طويلة، وأكدوا أن تكريم الفنان يعد لحظة مضيئة في مشواره الفني، لأنه بمثابة اعتراف وتقدير لعطائه.
وقد استهلت الليلة الأولى من المهرجان بأغنية "حنيت للسدرة" التي أداها أطفال، وأعقبهم الفنان هاشم اليافعي، الذي غنى "أنا معاه"، ثم الفنان ناصر الكبيسي الذي غنى "بأسرع وقت وعلى طاري مبيت الليل"، ثم شدا الفنان خالد الدلوان بـ"الشتا والسحاب"، وبعدها صدح الفنان ناصر سهيم بـ"أجمل حب، ويا معلقة المشموم"، وغنى الفنان غانم شاهين بـ"قلبي حب وكذاب".

نافذة للشباب
وفي الليلة ذاتها، غني أيضا الفنان عبد الرزاق الضاحي "رحت يم الطبيب، وأنا باشكي"، كما قدم الفنان منصور المهندي أغانيه "أعطني حريتي، وفي ذمتك، وولد قطر"، وغنت الفنانة أصيل هميم "آخر حلول، وانكتب لي، وسماي صافية"، تلتها أغاني الفنان عيسى الكبيسي "العبق، والغلا غلاب، ونبكي على الدنيا، وأنت وينك"، ثم أغاني الفنان فهد الكبيسي "جرعة حب، وأسئلة، وبي حنين، واشتقت لك، وقل ايش".
ويقول الفنان القطري عبد الرزاق الضاحي إن السنوات الأخيرة شهدت مجهودات مقدرة لدعم الإبداع والمبدعين في قطر، مشيرا إلى أن القائمين على تنظيم مهرجان الأغنية القطرية حرصوا على حضور أكبر عدد من الفنانين القدامى ممن لهم بصمة وتأثير في مسيرة الأغنية القطرية، من أجل دعم الشباب والتلاحم معهم ودعمهم والأخذ بأيديهم نحو الطريق الصحيح.
ويرى الضاحي -في حديث للجزيرة نت- أن مهرجان الأغنية يعد نافذة جديدة للشباب من أجل استكمال مسيرة جيل الرواد وفرصة كي يطور الشباب من أنفسهم ومواكبة التغييرات التي طرأت على الأغنية ومكوناتها.
وتوقع الفنان القطري أن يشهد المهرجان مولد مواهب قطرية جديدة سواء في الغناء أو التلحين أو الشعر، داعيا في الوقت نفسه صاحب كل موهبة إلى صقلها بالدراسة والعلم.
تكريم سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة لكل من الفنانين جاسم صفر، خليفة جمعان، عبدالرحمن الماس في ختام الليلة الثانية من #مهرجان_الأغنية_القطرية وذلك تقديراً لما قدّموه من أعمال ستبقى حاضرة في الوجدان. pic.twitter.com/co9m9kUkjD
— مركز شؤون الموسيقى (@musicaffairss) October 15, 2021
انتشار أقوى للأغنية
وأعرب الضاحي عن أمله أن تشهد النسخ القادمة من مهرجان الأغنية القطرية مشاركات خارجية سواء من الخليج أو الدول العربية، معتبرا أن ذلك يخلق نوعا من التنافس والإبداع ويثري الأغنية بحيث تتجاوز الحدود إلى دول أخرى.
من جانبه، يقول الفنان القطري ناصر سهيم إن المهرجان يعد داعما كبيرا للأغنية القطرية والفنان القطري حيث يستطيع الفنانون خلاله تقديم أعمالهم إلى جانب الأعمال السابقة التي كان لها أثر في بناء الأغنية القطرية وتعد مدرسة من المدارس الموسيقية التي تعلم فيها كثير من الفنانين الشباب.
وأثنى سهيم -في حديث للجزيرة نت- على حرص وزارة الثقافة والرياضة القطرية على تقديم بعض المواهب الجديدة، مشيرا إلى أن هذا يعد دافعا لهذه المواهب إلى التعلم من الفنانين القدامى عن طريق المشاركة معهم، واستلهام النصائح منهم، والاقتداء بهم مما ينعكس على أدائهم وتطوير إمكانياتهم.
ولفت إلى أنه رغم وجود مشاركات خارجية لبعض الفنانين القطريين مثل فهد الكبيسي وعلي عبد الستار، فإنه يطمح إلى انتشار أقوى للأغنية القطرية، وأن تتبوأ مكانة كبيرة في الوسط الخليجي والعربي.