8 أفلام مدعومة من قطر في المنافسة.. البندقية السينمائي أول مهرجان بعد كورونا
وسط قيود صارمة وتشديدات صحية فرضتها جائحة كورونا، حجزت أفلام متميزة مدعومة من مؤسسة الدوحة للأفلام مساحتها في قاعات العروض ضمن أيام مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته 77، بين 2 و12 سبتمبر/أيلول الجاري.
وافتتح المهرجان بفيلم "لاتشي" (Lacci) الإيطالي، ويتناول هذا الفيلم الذي يخرجه دانيالي لوتشيتي قصة عائلة من نابولي على مدى 30 عاما حافلة بقصص الحب والخيانة والحقد، ويقتصر الحضور المسموح به في الصالات على نصف قدرتها الاستيعابية، وسيكون وضع الكمامات إلزاميا.
ويتنافس 18 فيلما على الفوز بجائزة "الأسد الذهبي" لأفضل فيلم في مهرجان البندقية هذا العام، وهو عدد أقل من المعتاد، ومن بينها فيلم "زوجة جاسوس" (Wife of a Spy) للياباني كيوشي كوروزاوا، و"آمان" للمخرجة نيكول غارسيا، وهو الفيلم الوحيد من فرنسا، وفيلم "نوماد لاند" (Nomadland) للمخرجة الصينية المقيمة في الولايات المتحدة كلوي تشاو، وفيلم "الحرب العالمية الآتية" للمخرج كيسي أفليك.
وتضم باقة الأفلام المتنوعة المدعومة من مؤسسة الدوحة للأفلام أعمالا مثيرة لصانعي أفلام صاعدين وناشئين، منها 6 أفلام من العالم العربي وواحد من إيطاليا وواحد من تركيا، ومن بين المشاريع الثمانية، سيتم عرض 5 أفلام في أقسام رئيسية في المهرجان، بما في ذلك المسابقة الرئيسية، وبرنامج آفاق، وأسبوع النقاد، وأيام البندقية، كما اختير 3 مشاريع لمبادرات الصناعة والسوق في المهرجان.
وعبرت الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة حسن الرميحي، عن فخر المؤسسة بتقديم الدعم للمشاريع، التي ستنضم لمجموعة حصرية من الأفلام المختارة للمشاركة في أول مهرجان سينمائي دولي لهذا العام منذ بداية الأزمة.
وذكرت أن اختيار تلك الأعمال من قبل إدارة المهرجان اعتراف بجودة المحتوى المرئي وتقنيات سرد القصص المقنعة لكل مشروع من المشاريع الثمانية، وهي المرة الأولى التي تتمكن فيها أفلام مدعومة من مؤسسة الدوحة للأفلام من المنافسة في المسابقة الرئيسية، بعد اختيارها من بين 60 فيلما من مجموعة أفلام المهرجان المصغر لهذا العام.
قصص إنسانية
يظل القاسم المشترك الذي يجمع بين الأفلام المدعومة قطريا، هو ارتباطها بالقضايا الإنسانية والقيم الجمالية في هذه الحياة، والانتصار للحب والسلم في البيئات التي تعيش نزاعات وصراعات، وذلك في قوالب متنوعة فنيا وإبداعيا.
وهنا يعود مخرج الأفلام الوثائقية الوحيد الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في عام 2013، وهو المخرج والمصور السينمائي والمنتج وكاتب السيناريو الإيطالي جيانفرانكو روسي إلى البندقية مع فيلمه الوثائقي الخامس "نوتورنو"، لينافس في المسابقة الرئيسة للمهرجان، والفيلم إنتاج مشترك بين قطر وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، ويعكس صورة من يحاولون البقاء على قيد الحياة في الشرق الأوسط، الذي مزقته الحروب مع رؤية مميزة لمنطقة على وشك التغيير، والذي صور على مدار 3 سنوات بين سوريا والعراق وكردستان ولبنان.
أما فيلم "غزة مونامور" (Gaza Mon Amour)، وهو شراكة بين قطر وفلسطين وفرنسا وألمانيا والبرتغال، للأخوين طرزان أبو ناصر وعرب أبو ناصر، فيتنافس في قسم جائزة أوريزونتي الرسمي (آفاق)، والذي يقام بالتوازي مع المسابقة الرئيسية، والمخصص للأفلام التي تمثل أحدث الجماليات والاتجاهات التعبيرية في السينما العالمية. وهو عبارة عن فيلم تهكمي عن الحب والرغبة، وتأكيد على استمرار الحياة وسط عبثية العيش، سيعرض الفيلم أيضا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي لهذا العام، علما أن مؤسسة الدوحة للأفلام سبق أن قدمت الدعم لأول فيلم روائي طويل للأخوين بعنوان "ديغراديه"، والذي اختير للمنافسة في قسم أسبوع النقاد الدولي في مهرجان كان السينمائي 2015.
وللمرة الأولى، سينافس فيلم "الأشباح" بين تركيا وقطر، وهو من إخراج أزرا دنيز أوكياي، في برنامج أسبوع النقاد المرموق في المهرجان، والفيلم حكاية صاخبة للجيل المعاصر، ويتناول قصة 4 شخصيات من مختلف مناحي الحياة، يمرون عبر شبكة تهريب للمخدرات في اسطنبول، وهو أول فيلم تركي منذ 2018 يعرض في برنامج البندقية.
أما فيلم "200 متر"، المنتج بين قطر وفلسطين والأردن وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، لأمين نايفة، وهو جزء من البرنامج الموازي للمهرجان، أيام البندقية، ويروي قصة رجل فلسطيني يعيش في الضفة الغربية، ويفصله الجدار عن ابنه في المشفى، الأمر الذي اضطره إلى خوض رحلة مروعة لرؤيته تقدر بمسافة 200 متر، لتصبح ملحمة 200 كيلومتر.
كما يتصدر فيلم "تحت جلدها" بين قطر والجزائر وفرنسا للمخرجة مريم مسراوة، مسابقة أوريزونتي للأفلام القصيرة، ويتناول قصة فتاة صغيرة في الجزائر تستعيد السيطرة ببطء على أفعالها وصورتها أمام العالم. وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم القصير السابق لمريم "وقتنا يمضي" والحاصل أيضا على دعم برنامج منح مؤسسة الدوحة للأفلام، كان قد عُرض في مهرجان أجيال السينمائي لعام 2017.
أما فيلم الواقع الافتراضي التجريبي "الانتظار الأعظم" بين قطر وفلسطين وفرنسا وكندا لرزان الصالح، فيروي قصة لاجئة فلسطينية من الجيل الثالث، تعود إلى منزل أجدادها في حيفا عن طريق الواقع الافتراضي،لتصدمها الحقيقة.
رئاسة تحكيم نسائية
وترأس لجنة التحكيم الأسترالية كيت بلانشيت، وهي المرة الثانية التي تسند إلى امرأة، إلى جانب الممثل الأميركي مات ديلون، والمخرج الألماني كريستيان بيتزولد، والممثلة الفرنسية لوديفين سانييه، والفيلم الذي ستختاره هذه اللجنة لنيل "الأسد الذهبي" سيخلف فيلم "جوكر" لتود فيليبس الذي حاز الجائزة عام 2019، قبل أن يفوز بعد 5 أشهر بجائزتي أوسكار.
ورئيسة اللجنة بلانشيت إحدى أكثر الممثلات نجاحا في أستراليا، وهي معروفة بأدوارها في أفلام سينمائية مستقلة ومنخفضة الميزانية، وحصلت على العديد من الجوائز، بما فيها جائزتا أوسكار و3 جوائز غولدن غلوب و3 جوائز من الأكاديمية البريطانية للأفلام، وصنفتها مجلة التايم كواحدة من 100 شخص، الأكثر تأثيرا في العالم في عام 2007، وفي عام 2018 صنفت بين الممثلات الأعلى أجرا في العالم.
وأيا كانت نتيجة المسابقة، فإن هذه الدورة من مهرجان البندقية، التي أصر المنظمون على إقامتها رغم كل الصعوبات، لن تكون كسابقاتها، فالمساحات المخصصة للعروض وسواها من الأنشطة ستكون أقل، في حين أن الأفلام الأميركية ستكون قليلة جدا هذه السنة، خلافا لما درج عليه مهرجان البندقية، إذ كانت أهم الإنتاجات الأميركية تعرض فيه، مما كان يمهد لتعزيز فرصها في الحصول على جوائز أوسكار، إذ إن المهرجان الإيطالي يعد بمثابة غرفة انتظار للجوائز الأميركية.