بعد أكثر من 30 عاما.. انفصال الأخوين كوين والسبب شكسبير!
فوجئ الجمهور بانفصال الأخوين كوين "جويل ديفيد كوين، وإيثان جيسي كوين"، بعد أكثر من 30 عاما من التعاون السينمائي المشترك الذي أسفر عن 18 فيلما، وهو الخبر الذي جاء صادما وغير متوقع، ليس فقط للعاملين معهما وإنما للجمهور أيضا.
خسارة سينمائية فادحة
يعرف المتابع لتاريخ الأخوين كوين أنهما انطلقا في العمل معا في أفلامهما الروائية الطويلة بداية من الثمانينيات وتحديدا 1984، مما نتج عنه تاريخ طويل وحافل بالأفلام المهمة والملهمة فنيا، التي لا تشبه غيرها نظرا لطبيعة أفكارهما الفلسفية الخاصة جدا، وهو ما توج بفوز كليهما بعدد من جوائز الأوسكار والغولدن غلوب والبافتا البريطانية.
ووفقا لما صرح به ملحن ومؤلف موسيقى الأفلام "كارتر بورول" -صاحب التاريخ المشترك من الأفلام مع الأخوين كوين- لموقع "إندي واير" الشهير، فإن تعاونه مع أحد الأخوين دون الآخر جاء مختلفا للغاية، ليس بالنسبة إليه فحسب بل وللأخوين أنفسهما اللذين أعربا عن شعورهما بالغرابة تجاه ما يحدث، ذلك أن أحدهما لم يعتد يوما العمل دون الآخر في أي مرحلة من مراحل حياتهما.
What does it feel like for the #CoenBrothers to split up after over three decades of making movies together? According to their longtime composer Carter Burwell, the directors are feeling strange about it. #JoelCoen and Joel Coen alone is behind The Tragedy of Macbeth pic.twitter.com/n51m6uYi7g
— Universal Cinema (@universalcinem3) June 26, 2020
السبب شكسبير!
أما عن سبب الانفصال، فهو إحدى روائع شكسبير وتحديدا "ماكبث" التي أراد جويل تقديمها، في حين رفض إيثان ذلك مقررا السعي خلف مشاريع أخرى، مما يجعل فيلم "مأساة ماكبث" (The Tragedy of Macbeth) هو أول عمل روائي سيحمل اسم أحد الأخوين دون الآخر.
وكان الفيلم قد تخطى بالفعل ثلثي الطريق في ما يتعلق بالإعدادات اللازمة قبل بدء التصوير، إلا أن تفشي جائحة كورونا تسبب في تعطيل الإنتاج مؤقتا، وهو ما ترتب عليه عدم قدرة شركة (A24) لتوزيع الأفلام والإنتاج السينمائي والتلفزيوني على تحديد تاريخ رسمي لإصدار الفيلم حتى الآن.
وقد أوضح جويل أنه أسند البطولة الرئيسية بفيلمه الجديد للحائزين على الأوسكار، النجم دينزل واشنطن والنجمة فرانسيس مكدورماند.
وبالرغم من أن هذا هو التعاون الأول لدينزل مع جويل، فإنه السابع لفرانسيس التي اعتاد الجمهور وجودها مع الأخوين كوين بأفلامهما، آخرها كان في فيلم "يعيش القيصر" (!Hail, Caesar) الذي صدر في 2016.
"إثارة على مدار الساعة"
فيلم "إثارة على مدار الساعة"، هكذا وصف جويل فيلمه الجديد الذي سيستعرض عبره مأساة ماكبث التي سبق وأن قدمت مرات عديدة سواء في السينما أو المسرح وحتى التلفزيون، حيث يعتزم وضع بصمته الخاصة بالعمل وذلك عن طريق إدخال عنصر "الساعة الموقوتة" إلى القصة، مما يضع ضغطا زمنيا على الشخصيات ويعيد تشكيل الدراما، مضيفا عاملي التشويق والإثارة.
ولما كانت هذه ليست المرة الأولى التي يقتبس فيها جويل فيلما عن عمل أدبي، فإن الجمهور يعرف جيدا كيف يحافظ على سقف توقعاته مرتفعا بمنتهى الحماس ودون أي قلق من خيبات الأمل، إذ جرى العرف في مثل تلك الأعمال أن تأتي المفاجآت خارج نطاق الحبكة الرئيسية، فيما يتعلق بطريقة التصوير والزاوية التي يختارها جويل نفسه سواء لجهة السرد أو المعالجة ومن ثم تسليط الضوء من خلالها على الأحداث.
Joel Coen says his next film is titled 'The Tragedy of Macbeth' and is 85% faithful to Shakespeare's original text: https://t.co/c62MVOKZaz pic.twitter.com/GnwLi4C0j8
— The Film Stage 📽 (@TheFilmStage) April 14, 2020
التعاون الأخير
يذكر أن آخر عمل قدمه الأخوان معا كان فيلم "أغنية باستر سكراجز" (The Ballad of Buster Scruggs) الذي عرض عام 2018 عبر شبكة نتفليكس، وأسندت بطولته إلى مجموعة من أشهر النجوم جاء على رأسهم تيم بليك نيلسون ووليام نيسون وجيمس فرانكو.
وضم العمل ست قصص قصيرة جمعت بين الدراما والغناء والكوميديا السوداء كعادة أعمال الأخوين كوين، وقد حاز العمل على شعبية هائلة بجانب استحسان النقاد، حتى أن "المجلس الوطني لمراجعة الأفلام" صنّفه ضمن أفضل عشرة أفلام في 2018.
Experience six stories of the Wild West that only Joel Coen and Ethan Coen could tell. #TheBalladOfBusterScruggs is now playing in select theaters and on @Netflix. pic.twitter.com/7LnAtwsbuv
— The Ballad of Buster Scruggs (@balladofbuster) November 16, 2018