باسل خياط يطل بـ 3 شخصيات في "النحات" وكورونا يقسم المسلسل إلى جزأين

ياسمين عادل
قرر النجم السوري باسل خياط للعام الثاني على التوالي هجر الدراما المصرية، وخوض السباق الرمضاني بمسلسل لبناني جديد وهو "النحات" الذي تميز بكونه توليفة عربية متعددة الجنسيات، مما بشر بشعبية كبيرة واستقطاب مشاهدين من مختلف أنحاء الوطن العربي.
ينتمي المسلسل لفئة الغموض والإثارة، وأخرجه التونسي مجدي السميري وكتبت قصته الكاتبة السورية بثينة عوض. وقد أسندت البطولة إلى نجوم تنوعت جنسياتهم بين سوريين ولبنانيين وجزائريين على رأسهم خياط وأمل بو شوشة وندى أبو فرحات وإيلي متري ودارينا الجندي وليا أبو شعيا، وغيرهم.
حبكة مثيرة أم مبالغات درامية؟
تدور أحداث المسلسل في إطار تشويقي، إذ تحكي عن "يمان" النحات الذي يقرر العودة إلى مسقط رأسه للعمل بالتدريس في إحدى الجامعات، وهو ما يعني إقامته في منزل الأسرة الذي غادره برفقة والدته قبل ثلاثين عاما إثر قتل والده.
الغريب أن والدته ترفض سواء عودته للبلدة أو المنزل، وأمام إصراره ينفذ ما برأسه وهو ما يقلب حياته رأسا على عقب، إذ فجأة تتكشف أسرار من الماضي واحدا تلو الآخر مما يعيد فتح قضية مقتل الأب، وسط محاولات البطل المستميتة للوصول إلى الحقيقة مهما بدت صادمة.
هل أحسن الاختيار؟
يلعب خياط في مسلسل "النحات" ثلاثة أدوار تنوعت بين النحت والغناء والملاكمة، وهو العمل الذي جذبه ورأى في السيناريو الخاص به تحديا مثيرا للدرجة التي دفعته لرفض بطولة مسلسلات عربية أخرى مهمة سبق وعرض عليه بطولتها، وهي مسلسل "لعبة النسيان" الذي يعرض حاليا من بطولة دينا الشربيني، ومسلسل "أسود فاتح" لهيفاء وهبي.
ومع أن الخياط اعتاد مفاجأة الجمهور بأدوار إما سيكوباتية أو شديدة التشويق، وهو ما فعله أيضا هذا العام، إلا أن الجمهور يبدو أنه كان له رأي آخر هذه المرة.
فمع عرض الحلقات الأولى من المسلسل ورغم كل ما بها من غموض وإثارة بالفعل حيث بدت أشبه بالأحجية، ومع كل حلقة نكتشف قطعة جديدة في حين نبدأ البحث عن أخرى، إلا أن الأحداث كانت تسير ببطء شديد أشعر المشاهدين بالملل خاصة مع عدم ظهور بطلة العمل بو شوشة طوال الحلقات التسع الأولى.
|
لكن وتيرة السرد الدرامي ازدادت حدة وتصاعدت بداية من الحلقة العاشرة مع ظهور بو شوشة، وبدء وجود أكثر من خط درامي بين الحاضر و"الفلاش باك" الذي جعل العمل أكثر حيوية وإمتاعا خاصة وأن الشخصية التي يقدمها الخياط في الماضي امتازت بالتحرر وحب الحياة بجانب الكثير من المغامرات. فهل كان على المشاهدين الانتظار كل هذا القدر قبل بدء الاستمتاع والإشادة بالعمل؟
على الصعيد الفني، جاء التمثيل ملائما لطبيعة الأدوار من غالبية الممثلين حتى هؤلاء الذين يلعبون أدوارا ثانوية، أما الرابح الأكبر فكان خياط الذي نجح في تجسيد ثلاث شخصيات مختلفة لكل منهم روحها ولغة جسدها وطريقة أدائها الخاص نبرة وحركة.
بين الابن المضطرب -الذي يملؤه الشك والغضب والكثير من الفضول تجاه كل ما حوله على خلفية مقتل والده- والأب رب الأسرة هادئ الطباع والمحب لأسرته الذي يقتل في ظروف غامضة، وأخيرا الشقيق التوأم للأب الذي لا أحد من العائلة يعرف عنه شيئا ويعيش حياة صاخبة يعمل خلالها بالتهريب بجانب ممارسة الملاكمة والغناء.
|
كذلك نجح المخرج السميري في اختيار كادرات مميزة تليق مع الجو العام للأحداث، بجانب حسن توظيفه للإضاءة التي أبرزت الروح نفسها وأكدتها، وهو ما تضافر مع موسيقى تصويرية زادت من حدة الإثارة.
ربما العيب الأبرز والأكثر سوءا بالعمل كان المونتاج وهو ما بدا واضحا للغاية، وجاء بشكل فج وذي قطعات غير مدروسة ولا منطقية.
كورونا تقسم المسلسل إلى نصفين
ومع تفشي جائحة كورونا وتبعاتها التي أثرت على الإنتاج الفني في العالم كله، كان من البديهي أن يطول هذا التأثير الوطن العربي أيضا. فبسبب الفيروس وما استلزمه من إجراءات احترازية فضلت شركة "آي سي ميديا" المنتجة للمسلسل الاكتفاء بعرض 15 حلقة فقط من العمل كجزء أول.
وجاء التنسيق مع كاتبة العمل لوضع نهاية منطقية ومشوقة للنصف الأول من الأحداث، وذلك لضمان الحفاظ على حماس الجمهور وعودتهم لمتابعة النصف الثاني من المسلسل متى ما عرض حين ينتهون من تصويره في ما بعد. حيث أعلن صناع المسلسل إصرارهم على الحفاظ على جودة العمل وعدم الإخلال بمستواه حتى ولو كان ذلك يعني عدم استكمالهم الوجود الرمضاني المعتاد.
|
هذا الأمر نفسه قررته الشركة لمسلسلها الآخر "الساحر" الذي سيعرض منه نصفه الأول فقط هو الآخر. ويذكر أن "الساحر" مسلسل لبناني يجمع أيضا بين التشويق والإثارة، أما بطولته فيلعبها الممثل السوري عابد فهد واللبنانية ستيفاني صليبا.
ترى هل يصب ذاك القرار في صالح العملين أم يخسر صناعه المتابعين؟ على الأغلب سوف يتوقف على النهاية التي وضعت للأجزاء الأولى من العملين، وموقف الجمهور من الحلقة 15 لكل منهما.