خسائر فادحة لمنتجي الدراما في الكويت بعد توقف تصوير مسلسلاتهم بسبب كورونا
محمود الكفراوي-الكويت
ومع بدء الموسم فعليا في ظل منافسة شرسة تشهدها الشاشات الخليجية المختلفة، فشلت نحو 8 مسلسلات في اللحاق بالسباق، رغم تمكن عدد من المسلسلات الكويتية من إنهاء تصويرها مبكرا أو تلك التي سُمح لأصحابها بالتصوير في فترة الحظر والانتهاء مما تبقى.
وقال عدد من المنتجين للجزيرة نت إنهم تعرضوا لخسائر مالية فادحة بسبب الظروف والإجراءات التي استجدت عقب بدء تصوير أعمالهم، مما حال دون إتمام تصويرها في النهاية والاستفادة من بيعها خلال الموسم الرمضاني الذي ترتفع أسعار البيع خلاله بشكل كبير.
ونجح عدد من المسلسلات التي صورت داخل الكويت في الإفلات من فخ كورونا بعدما منحت وزارة الإعلام منتجيها تصريحا بالتصوير عقب بدء تفعيل قرار الحظر الجزئي وذلك حتى 30 أبريل/نيسان الجاري، ومن بينها مسلسلات "آل ديسمبر" و"محمد علي رود" و"ورود ملونة"، والأخير تأخر تصوير بعض مشاهده حتى بداية رمضان، في حين لا يزال عدد من المسلسلات لم ينته منتجوها من تصوير حلقاتها رغم بدء عرضها.
وتضم خريطة تلفزيون الكويت حاليا 7 مسلسلات هي "جنة هلي" لسعاد عبد الله، و"محمد علي رود" لسعد الفرج، و"ذاكرة الظل" لداود حسين، و"كسرة ظهر" للسعودي عبد الله السدحان، و"آل ديسمبر" لطارق العلي وجمال الردهان، و"مساحات خالية" لإبراهيم الحربي، و"هيا وبناتها" للفنانة باسمة حمادة.
لا تصريح
وفشل منتجون آخرون في الحصول على تصريح بالتصوير، وقال المنتج عبد الله السيف إنه أوقف تصوير عمليْن من إنتاجه هما "سما عالية" و"أنا أحبك بعد" بقرار شخصي منه وذلك يوم 14 مارس/آذار الماضي، قبل صدور قرار مجلس الوزراء يوم 22 من الشهر ذاته بفرض الحظر الجزئي، إلا أنه فشل فيما بعد في الحصول على تصريح باستئناف التصوير من وزارة الإعلام.
وتبلغ تكلفة مسلسل "سما عالية" 740 ألف دينار كويتي (2.4 مليون دولار) وتم تصوير 80% من المشاهد الخاصة به، وكان من المفترض استكمال جزء من المشاهد المتبقية في العاصمة البريطانية لندن بعد أن حجز الفنادق ودفع 70% من تكاليف التصوير، إلا أن فريق العمل لم يستطع السفر.
والمسلسل بطولة نخبة من النجوم منهم جاسم النبهان وزهرة الخرجي وسليمان الياسين وانتصار الشراح وعبد الله التركماني، ويشاركهم مجموعة من الفنانين المصريين منهم نهى رأفت وأحمد كشك وندى عادل.
وقدرت تكلفة مسلسل "أنا أحبك بعد " بنحو 500 ألف دينار ( 1.6 مليون دولار)، وانتهى فريق العمل من تصوير 40% من مشاهده الخاصة.
وأكد المنتج عبد الله السيف للجزيرة نت أنه سيستأنف التصوير عقب الأزمة، وسيدرس مع القنوات التي سبق أن تعاقد معها موعد العرض، وما إذا كان عقب رمضان الحالي أم الانتظار إلى رمضان المقبل.
ويتحمل المنتجون ممن توقفت أعمالهم تكاليف إقامة وإطعام بعض فرق التصوير والفنيين الذين استقدموا من كل من مصر وإيطاليا وتركيا وإسبانيا بسبب توقف حركة الطيران في الوقت الحالي.
توقف الطيران
ومنع توقف حركة الطيران كذلك منتج مسلسل "بيت بيوت" من استقدام بطل العمل عبد المحسن النمر من الإمارات إلى الكويت لتصوير المشاهد الخاصة به.
وبحسب منتج المسلسل محسن الملا فإنه تعرض لخسائر مالية كبيرة بسبب عدم الاستفادة من مواقع التصوير رغم الإيجارات الخاصة بها، وكذلك فسخ التعاقد مع القنوات التي كان من المقرر عرض العمل على شاشتها، وهي روتانا والشارقة والإمارات، التي من المقرر إبرام عقود جديدة معها للعرض بعد سباق الموسم الرمضاني.
و"بيت بيوت" هو عمل اجتماعي للكاتب عبد المحسن الروضان وإخراج سلطان خسروه، وتدور أحداثه حول لعبة قديمة معروفة بالاسم ذاته كان أطفال الفريج (الحي) يلعبونها سويا، ومن خلالها يناقش المسلسل قضايا اجتماعية مثل الطلاق قديما وبعض المشكلات مثل إصابة الأطفال بالتوحد وكيفية التعامل معهم.
وتقدر تكلفة إنتاج المسلسل بنحو 500 ألف دينار كويتي، ويعني عرض العمل في غير شهر رمضان خسارة 50% من قيمة بيعه خلال الموسم، ويرفض منتجه الانتظار لرمضان المقبل لوجود خطة خاصة بالعام الجديد يمكن أن تتأثر حال تأجيل عرض المسلسل.
مسلسلات خارج السباق
ويعد الفنان والمنتج باسم عبد الأمير صاحب شركة "المجموعة الفنية" أحسن حالا من غيره، إذ نجح في الانتهاء من تصوير مسلسل "الكون في كفة" الذي يعرض على عدد من القنوات ضمن السباق الرمضاني، كما انتهى من تصوير مسلسل آخر هو "عداني العيب" المقرر عرضه عقب رمضان، أما مسلسله الثالث "بيت الذل" فتم تصوير 50% من مشاهده قبل أن يتوقف التصوير.
وفي حديث للجزيرة نت، أوضح عبد الأمير أن ظروف جائحة كورونا وراء توقف التصوير، لكن وجود المسلسل خارج السباق منذ البداية أعطى العاملين به فرصة لاستكمال التصوير لاحقا، وقلل من الخسائر المترتبة على التوقف.
وبعد تصوير نحو 25% من مشاهد مسلسل "أبشر بالسعد" من إنتاج وإخراج نايف الراشد، اضطر فريق العمل لإيقاف التصوير، ومن المقرر استئناف العمل به عقب انتهاء الأزمة لعرضه فور جاهزيته.
ويؤكد الناقد الفني عبد الستار ناجي أن تأجيل الأعمال له أثر كبير على صناعة الدراما ليس في الكويت وحدها ولكن في عموم العالم العربي، وذلك لأن أغلب المنتجين يعتمدون على حصيلة البيع لإنتاج أعمال أخرى.
ويرى ناجي أن غياب آليات تلك الصناعة في عالمنا العربي وراء تأثرها بأي هزة، إذ يضمن وجود تلك الآليات، وفي مقدمتها الميزانيات الضخمة، عدم تأثر صناع الدراما وكذلك صناعة السينما بالأوضاع الاقتصادية الطارئة.
وتزامن الانتشار الكبير لوباء كورونا مطلع العام الجاري مع بدء الاستعداد لموسم رمضان في مضاعفة التأثير السلبي للأزمة على موسم الدراما، وهو ما يفرض مستقبلا تغيير فكر صناع الدراما للانتهاء من إنتاجهم بشكل مبكر مع جدولة توزيعها وتسويقها تحسبا للظروف.