عندما يتألق الأطفال أمام النجوم الكبار.. شاهدهم في أحدث 3 أفلام قادمة
ما إن يُطرح ملصق دعائي لفيلم سينمائي يحمل صورة البطل بصحبة طفل أو طفلة، إلا ويلفت نظر الجمهور ويثير الفضول إزاء القصة، ويطرح التساؤلات عن طبيعة العلاقة بين البطل والطفل.
وربما نصادف لأول مرة ملصقات لـ3 أفلام دفعة واحدة تنتظر العرض في الأيام القادمة، وتدور أحداثها حول مغامرة يتقاسمها البطل مع طفلة أو طفل، لتكون فرصة نرصد فيها مدى تباين الأدوار، ودرجة التفاعل والتناغم بين الطرفين من فيلم إلى آخر.
سماء منتصف الليل
"ملحمة خيال علمي طموحة، يمشي فيها رجل يحتضر، عبر كوكب يحتضر". بهذه الكلمات وصف الناقد بريان تاليريكو فيلم "سماء منتصف الليل" (The Midnight Sky) الذي أخرجه جورج كلوني، واستوحاه السيناريست مارك إل سميث من أفضل الكتب مبيعا عام 2016، للكاتبة الأميركية ليلي بروكس دالتون، بعنوان "صباح الخير منتصف الليل". وسيعرض للجمهور يوم الأربعاء المقبل.
وشهد الفيلم كيمياء سريعة وفعالة بين البطل والطفلة، رغم غلبة الصمت على علاقتهما معظم الوقت. كما عدّه أكثر النقاد "تجميعة خوارزمية" من أفلام: "الطريق" (The Road) عام 2009، و"الجاذبية" (Gravity) عام 2013، و"إنترستللر" (Interstellar) عام 2014، و"العائد" (The Revenant) عام 2015، وأفلام أخرى من النوع نفسه. وإن كانوا لا يرون بأسا في هذا الاقتباس، لكنهم يعيبون على كلوني "الأداء البارد كبرودة المناظر الطبيعية التي تسافر شخصيته عبرها".
ويؤدي كلوني دور أوغسطين لوفتهاوس، عالم فلك شهير يعيش في محطة رصد مهجورة في القطب الشمالي، تم إخلاؤها من جميع من فيها تحسبا لكارثة غير محددة، إلى مكان غير معلوم.
ليكتشف لوفتهاوس أن هناك مكوكا فضائيا به عُطل في طريقه إلى الأرض، فيحمل على عاتقه مهمة التحذير من كارثة تهدد مستقبل البشرية. لكن الظروف تفرض عليه القيام برحلة شاقة عبر الثلج، لاجتياز القطب الشمالي بغية الوصول إلى هوائي إرسال أقوى لإجراء اتصال لاسلكي، بصحبة فتاة تُدعى إيريس (كايلين سبرينغول)، وجدها تتجول في المكان الفارغ المخيف، ليتضح أنها تخلّفت عن أمها أثناء إخلاء المحطة.
ثم تتوالى الأحداث على مدى 122 دقيقة، لكن دون استثمار حقيقي لوجود الفتاة الصغيرة بصحبة كلوني، حسب رأي النقاد.
أخبار العالم
"فيلم غربي قوي أخلاقيا، يتحدث عن أمة بحاجة إلى الشفاء". هذا هو وصف الناقد ديفيد إيرليش لفيلم "أخبار العالم" (News of the World) للنجم توم هانكس، الذي أخرجه وشارك في كتابته المخرج البريطاني بول غرينغراس، مقتبسا من رواية للكاتبة الأميركية بوليت غايلز تحمل الاسم نفسه. ويُنتظر عرضه للجمهور يوم الجمعة المقبل.
ويحكي على مدى 118 دقيقة أحداث رحلة شاقة تمتد إلى مسافة 400 ميل وسط تضاريس وعرة ومخاطر جسيمة، يخوضها الكابتن جيفرسون كايل كيد (هانكس)، لتسليم الفتاة الشقراء جوانا (هيلينا زنغل) التي اختطفتها قبيلة "كيوا" وقتلت والديها المهاجرين الألمان قبل سنوات، إلى أقاربها.
"كلنا نتألم، هذه أوقات عصيبة". تلك هي فلسفة الشخصية التي يؤديها هانكس (64 عاما) بذكاء ودفء ودون مبالغة، كرجل من الغرب يمثل خط الشجاعة الأخلاقية، اجتمعت فيه ندوب المحارب القديم، وحزن الأرمل، وفخر راوي القصص، وكونه مصدرا للأخبار والمعلومات، وبطل محو الأمية والحرية والتقدم الاجتماعي، في تفاعله مع الطفلة الموهوبة (10 أعوام) ذات النظرة الثاقبة بعيونها الزرقاء التي قد تبدو متمردة ومثيرة للتأنيب. لذا نراهما يتألقان ويتناغمان.
ويجيء أداء جوانا ذكيا ومحببا إلى القلوب منذ البداية، رغم خوفها الدائم حتى عندما تلعب، ومحاولاتها المتكررة للهرب، بعد ما رأته من وحشية. فمع أنها تتصرف وفقا لعادات قبيلة كيوا التي نشأت فيها ولا تعرف سوى لغتها، لكنها تبذل قصارى جهدها، بالاعتماد على ثباتها الداخلي وجاذبيتها، للتلميح إلى مرافقها بالخسائر والصدمات التي لا توصف ولا يمكن وصفها.
الرامي
مغامرة إنقاذ أخرى يفصلها عن سابقتها أكثر من قرنين من الزمان، وتجمع بين البطل وصبي هذه المرة وليس فتاة، من خلال فيلم الإثارة الأميركي "الرامي" (The Marksman) الذي أخرجه وشارك في كتابته روبرت لورينز، وقام ببطولته النجم ليام نيسون. ومن المفترض أن يُعرض للجمهور مطلع العام الجديد، في الـ21 من يناير/كانون الثاني 2021.
وتدور أحداث الفيلم عن جيم هانسون (ليام نيسون) صاحب المزرعة الصارم، والقناص السابق في البحرية الذي يعيش في منطقة معزولة من الحدود الأميركية المكسيكية. ويجد نفسه في أحد الأيام مضطرا إلى الدفاع عن صبي مكسيكي مهاجر يبلغ من العمر 11 عاما، واسمه ميغيل (جاكوب بيريز) يفر مع والدته روزا (تيريزا رويز) من قتلة عصابات المخدرات بقيادة موريسيو (خوان بابلو رابا) الذي لا يرحم.
وبعد أن تتوسل الأم المحتضرة، إثر إصابتها في تبادل إطلاق للنار مع العصابة، إلى جيم ليأخذ ابنها إلى عائلتها في شيكاغو، يُصر جيم فعلا على ألا يتركه حتى يساعده على الوصول إلى بر الأمان، متحديا ابنته الشرطية سارة (كاثرين وينيك)، فيتسلل مصطحبا ميغيل متحاشيا مراكز الجمارك ودوريات الحدود المحلية في الولايات المتحدة، ويقطعان الطريق معا في مطاردة مثيرة مع مجموعة القتلة، بعد أن تغلّبا ببطء على خلافاتهما وشرعا في تكوين صداقة نادرة جعلت جيم يستخدم مهاراته العسكرية للدفاع عن الصبي الذي أصبح يحبه.