صفقة "ساينفيلد".. هل تتمكن نتفلكس من تعويض خسارتها "فريندز"؟

ساينفيلد
نتفلكس ستصبح مالكة حصرية لحقوق البث العالمية لجميع حلقات مسلسل ساينفيلد بداية من 2021 (مواقع التواصل)

أحمد يوسف 

نجحت نتفلكس في الحصول على حقوق بث مسلسل "ساينفيلد" لمدة خمس سنوات تبدأ في عام 2021، بعد الوصول مع شركة سوني، التي تمتلك حقوق التوزيع لإنتاجات شبكة "إن بي سي" منتجة المسلسل، لتصبح نتفلكس مالكة حصرية لحقوق البث العالمية لجميع حلقات المسلسل. 

يعتبر مسلسل "ساينفيلد" أحد أكثر العروض شهرة في الولايات المتحدة، ويأتي سعي نتفلكس للحصول على حقوق بثه كنوع من تعويض مشتركيها عن خسارة أعمالها في الفترة الأخيرة، وبحسب تصريحات مايك هوبكنز رئيس تلفزيون سوني بيكتشرز "الآن، وبعد مرور 30 ​​عاما على عرضه الأول، يظل ساينفيلد في مركز الصدارة" 

ربما يكون هوبكنز محقا في حجم الشعبية الجارفة التي يتمتع بها مسلسل ساينفيلد داخل الولايات المتحدة، لكن المسلسل نفسه لم يحصد تلك الشهرة والشعبية عالميا، لذا إن كان المسلسل قادرا على تعويض خسارة نتفلكس لحقوق عرض "فريندز" محليا فمن الصعب تحقق الأمر ذاته عالميا.

لكن ما تراهن عليه نتفلكس كون هذه المرة هي الأولى التي تبث فيها جميع حلقات المسلسل البالغة 180 حلقة عالميا في مكان واحد وبجودة عالية "4 كيه" (4k)، أن يساهم إعلان الصفقة في احتواء غضب المشتركين على الأقل في الفترة الحالية، في ظل ترقبهم لسياسات نتفلكس في دعم محتواها الأصلي. 

نتفلكس في موقف حرج
أنهت نتفلكس هذه الصفقة بعد أشهر من الهجمات التي تعرضت لها، حيث قرر عدد من شركات الإنتاج إطلاق خدمات البث المستقلة الخاصة بهم، مما أدى إلى خسارة نتفلكس حقوق بث عملين من أهم وأكثر المسلسلات مشاهدة على موقعها وهما "ذا أوفيس" (The Office) و"فريندز" في السنوات القادمة.

فحصلت شبكة "إن بي سي" على حقوق مسلسل "ذا أوفيس" بداية من عام 2021، بينما ستحصل منصة "إتش بي أو ماكس" على حقوق بث مسلسل "فريندز"، وكذلك ستقوم ديزني بسحب جميع إنتاجاتها عند إطلاق منصتها ديزني بلاس.

هذه الخسائر المتسارعة لنتفلكس دفعت العديد من مشتركيها للتغريد على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بشكل غاضب، وهددوا بسحب اشتراكاتهم من المنصة بعد خسارتها حقوق عرض أهم عملين غير أصليين على موقعها. 

فبحسب دراسة أجرتها شركة نيلسون بين عامي 2017 و2018 احتل مسلسلا "ذا أوفيس" وفريندز صدارة الأعمال الأكثر مشاهدة على شبكة نتفلكس، حيث تخطت نسبة مشاهدة "ذا أوفيس" حاجز الـ45 مليار دقيقة، بينما وصل فريندز إلى أكثر من 30 مليار دقيقة، أي أن خسارة شبكة نتفلكس لهذين العملين من الصعب تعويضها. 

الأزمة التي تواجه نتفلكس لم تقتصر على خسارة اثنين من أهم الأعمال المعروضة على موقعها، الأسوأ هو دخول شركات الإنتاج الإعلامي والسينمائي العملاقة إلى مضمار المنافسة، أبرزها شبكات إن بي سي، إتش بي أو، ديزني بلس، ووفقا لشركة جامب شوت الأميركية، فإن أكثر من نصف عروض نتفلكس الأكثر شهرة البالغ عددها 50 عرضا مملوكة لشركات تخطط لإطلاق خدمات البث الخاصة بها. 

وتمتلك تلك الشركات محتوى أصليا ضخما تكون عبر مراكمة ميراث كبير وسنوات عديدة من صناعة السينما والبرامج التلفزيونية، إلى جانب جمهور واسع متحمس لإنتاجاتها الحصرية، لا سيما متابعي ديزني المخلصين، حيث تمتلك ديزني أكبر مكتبة سينمائية في العالم، وتتصدر إنتاجاتها أغلب المراكز، بينما تمتلك شركة وراونز ميديا المالكة لشبكة قنوات إتش بي أو، واحدة من أنجح العروض التلفزيونية في السنوات الأخيرة، أهمهم بالطبع مسلسل صراع العروش. 

ومن خلال هذه المجموعة الكبيرة من المنصات المتوقع إطلاقها قريبا، ستخسر نتفلكس واحدة من أهم ما كان يميزها خلال عقد من الزمن، أنها كانت تغرد وحيدة في مضمار البث الإلكتروني.

المزيد من المال لمحتوى أصيل
انتبهت نتفلكس لذلك الحراك الذي يهدد وجودها بشكل متأخر في العام الماضي، وقررت مجابهة تلك الأزمة من خلال تعزيز محتواها الخاص، ويقدر ما أنفقته نتفلكس في العام الماضي على المحتوى الأصلي لها بـ12 مليار دولار، ومن المتوقع أن يزيد الرقم هذا العام ليصبح 15 مليار دولار، لتصبح نتفلكس الشركة الأكثر صرفا للأموال على محتواها الخاص هذا العام.

وهو ما يفسر أيضا قرار نتفلكس الإعلان المبكر عن فيلمها "إل كامينو" المكمل لأحداث المسلسل الأشهر "بريكينغ باد"، في محاولة لطمئنة مشتركيها بعد الخسارات المتتالية التي لحقتها مؤخرا.

ومن المتوقع أن تستمر سياسة نتفلكس في تعزيز محتواها الخاص، رغم التكلفة الباهظة التي تتكبدها جراء عدم امتلاكها بنية تحتية كمنافسيها.

المصدر : الجزيرة