كيف سيبدو عالم مارفل السينمائي بعد "نهاية اللعبة"؟

لمياء رأفت
لا زال فيلم "أفنجرز: نهاية اللعبة" في دور العرض محطما الأرقام القياسية بإيراداته الضخمة، حاصدًا نجاحًا جماهيريًا ونقديًا غير مسبوق، ولكنه يطرح العديد من الأسئلة كل يوم، فخلال السنوات الماضية رسمت أستوديوهات مارفل بدقة عالمها الخاص، بداية من "آيرون مان 2008″، ثم الإعلان عن الأفلام القادمة كل عام، ولكن فجأة أصبحت الأمور غير مؤكدة.
فلم تعلن هذه الشركة المنتجة خططا واضحة للمرحلة الرابعة من عالمها السينمائي، لكنها طمأنت متابعيها بأن السنوات العشر القادمة يتم التخطيط لأفلامها منذ الآن بعناية.
فقدنا بالفعل في نهاية المرحلة الثالثة أبطالا رئيسيين قامت على أكتافهم السلسلة مثل "كابتن أميركا"، و"آيرون مان"، ولكن ذلك لا يعني أن الأمر قد انتهى، فمن المنتظر تسليط الضوء على أبطال آخرين متواجدين حاليًا مثل "سبايدرمان" و"بلاك بانثر" و"كابتن مارفيل" أو ظهور أبطال جدد يجتذبون الأنظار.
البداية مع فيلم سبايدرمان
رئيس أستوديوهات مارفل كيفين فايج صرح بأنه لن يتم الإعلان الآن عن تفاصيل دقيقة حول الأفلام القادمة، ولكنه أيضًا أكد وضع خطة للسنوات الخمس القادمة، ولكن هناك مشاريع أفلام تم الإعلان عنها مسبقًا، وستكون في هذه المرحلة الرابعة مثل "بلاك بانثر" الجزء الثاني و"دكتور ستراينج" الجزء الثاني، وكذلك الأبدية وشان تشي.
وستكون البداية مع فيلم "سبايدرمان.. بعيدًا عن المنزل"، وهو تتمة الجزء الأول "سبايدرمان.. العودة للمنزل" عام 2017، ومن بطولة توم هولاند في دور سبايدرمان، حيث يذهب في رحلة مدرسية بعد فقدانه صديقه ومعلمه "آيرون مان" في "إند جيم"، وفي هذا الفيلم سيظهر لأول مرة "جيك جلينهال" في دور "ميستيريو"، ويختتم هذا الفيلم المرحلة الثالثة من عالم مارفل.
ماذا ننتظر في المرحلة الرابعة؟
قسمت مارفل أفلامها للتحكم في السرد، والمعلومات التي تقدم للمشاهدين؛ حرصًا على جذب انتباههم لسنوات دون ملل، كانت المرحلة الأولى تهدف إلى تقديم الفريق الأساسي للأبطال، من "آيرون مان" و"ثور" و"كابتن أميركا"، وبلغت الأمور ذروتها بظهور "الأفنجرز" لأول مرة ومحاربتهم غزو شيتوري.
المرحلة الثانية بدأت عندما تعرفنا على "الأنفينتي ستونز" (أحجار الأبدية)، وكذلك عالم الكم، أما المرحلة الثالثة التي نشهد نهايتها بعد شهرين بدأت الاستعداد لوصول "ثانوس" ثم محاربته.
يقودنا هذا إلى المرحلة الرابعة، التي تبدو مختلفة عما شهدنا في السنوات العشر الماضية، وذلك بفقدان الأبطال الذين تأسس العالم على أكتافهم، ويشبه الأمر إعادة بناء للعالم بشكل مختلف، وكذلك تشير كل الآراء إلى أن الأرض لن تظل محور أغلب الأحداث في الأفلام القادمة، بل ستكون الحروب كونية أكثر، خاصة مع ظهور بطلة قادرة على التنقل بين الكواكب الفضائية مثل "كابتن مارفيل"، والضوء المسلط على "جارديان أوف ذا جلاكسي" (حراس المجرة).
وتبعًا لتصريحات فايج، فإن الهيكل المألوف لعالم مارفل نفسه سيهتز ويتغير في الأفلام القادمة، وهو أمر متوقع بل مطلوب لو أرادت السلسلة الحفاظ على مشاهديها من الملل والعزوف عنها.
ما بعد المرحلة الرابعة
في الحقيقة، يبدو مستقبل مارفل مشرقًا بعدما استحوذت شركة ديزني على أصول "توينتيث سينشري فوكس" (21st Century Fox)، التي امتلكت حقوق شخصيات مثيرة للغاية مثل "أكس مين" و"فانتاستيك فور" و"ديدبول"، الذين نتوقع ظهورهم جنبًا إلى جنب مع أبطال مارفل في مرحلة ما، مما يعني عوالم أكثر ثراء وتعقيدا مما يمكن تخيله، وقصصا مترابطة ستجذب انتباه المزيد من المشاهدين.
ولكن نظرًا لأن الصفقة لا زالت جديدة، والأفلام الخاصة بالفترة القريبة محددة مسبقًا، فإن هناك فترة خمس سنوات على الأقل قبل أن يظهر هذا الدمج بشكل صحيح، وهناك عشرات الاحتمالات التي يتوقعها محبو مارفل منذ الآن.
أبطال مارفل من الأفلام إلى المسلسلات
بالإضافة إلى الأفلام الجديدة والمرحلة الرابعة، تخطط ديزني لزيادة استغلالها لعالم مارفل وأبطاله، حيث ستقدم بعض الشخصيات في مسلسلات ستعرض على "ديزني+" وبالممثلين نفسهم.
حيث كشفت ديزني عن أربعة مسلسلات قادمة على خدمة "ديزني+" للمشاهدة، مع وجود إشاعات قوية بأن تزيد هذه المسلسلات عملا خامسا أيضًا، وهذه المسلسلات هي:
– واندا فيجن (WandaVision): ويظهر من اسمه أنه سيكون بطولة إليزابيث أولسن في شخصية واندا التي استطاعت مجابهة ثانوس في الحرب الأخيرة، وقد نستعيد كذلك شخصية فيجن حبيبها الآلي، ولكن لا يوجد تأكيد على ذلك بعد.
– الفالكون وجندي الشتاء (The Falcon and The Winter Soldier): حيث يعود أنتوني ماكي في دور فالكون وسباستيان ستان في دور جندي الشتاء، ويكونان ثنائيًّا في هذا المسلسل.
– لوكي: الشخصية الجذابة وأخو ثور سيعود كذلك من الموت في هذا المسلسل الأكثر انتظارًا من بين الأعمال كلها لجاذبية هذه الشخصية الكبيرة.
– مسلسل رسوم متحركة باسم "مارفل.. ماذا لو؟": وهو مقتبس من سلسلة قصص مصورة بالاسم ذاته، وكل حلقة تتناول لحظة مفصلية في عالم مارفل، يتغير فيها التاريخ بحدث مفاجئ، ونختبر كيف سيبدو الأمر بهذا التغيير.
إذن، تبدو الأمور مبشرة للغاية بالنسبة لمارفل، سواء لمحبي المسلسلات أو الأفلام، بأعمال قوية منتظرة، لكن هل تستطيع السلسلة بالفعل الحفاظ على اهتمام المشاهدين لسنوات عشر قادمة كما فعلت من قبل؟ أم أن الجمهور المتقلب سيمل قبل أن تنهي كل مشاريعها؟