عاديات الشمس.. الدوحة تحتفي بأعمال بيكاسو الهند

محمد السيد-الجزيرة نت


ويضيف هوسكوت أن المعرض يستكشف ثلاثة موضوعات رئيسية كانت حاضرة دائما في أعمال حسين، وهي فكرة الوطن بوصفه مكانا تتدفق منه ذكريات الطفولة، وتصاغ معانيه في الحاضر ويتبلور مفهومه من خلال استكشاف الحياة، ومغامرة الإنسان مع الإبداع عبر المجتمعات وعلى مر العصور وباختلاف التخصصات، والنهج التعددي في التعامل مع السنن الكونية للوجود، وهو النهج الذي تعبّر عنه رمزية أديان العالم وفلسفاته.
يعد حسين واحدا من أبرز الشخصيات المؤثرة في فن الحداثة بالهند، حيث كان أحد مؤسسي "مجموعة الفنانين التقدميين" في بومباي عام 1947، كما اضطلع بدور رائد بإحداث ثورة في عالم الفن بوطنه الأم من خلال ابتعاده عن أشكال الفن السائدة المتمثلة في الرسم الأكاديمي وعن التعلق بفن المنمنمات الهندية التقليدية.

الفنان الهندي الشهير الذي عاش سنواته الأخيرة في الدوحة، تأثر بالأحداث التي عاصرها طوال حياته التي امتدت لخمسة وتسعين عاما، منها الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة، كما كان شاهدا على الصراعات التي دارت رحاها في الجزائر وفيتنام وجنوب آسيا وحروب غرب آسيا، وجميعها كانت مصادر إلهام له وظهرت غالبيتها على لوحاته.
لوحات حسين الفنية المنتشرة في أرجاء المعرض تعدّ رمزا للحيوية وتجديد الذات على المستوى الشخصي، في ظل تنويعه في استخدام وسائطه الفنية، متنقلا بين الرسم بالزيت والألوان المائية والطباعة الحجرية وطباعة الشاشة الحريرية والنحت والعمارة وتصميم التراكيب، وذلك بجانب تفرده في صناعة الأفلام والشعر والكتابة، حيث كان يجيد اللغات الأردية والهندية والإنجليزية.

ومثلما عبرت لوحاته ورسوماته في المعرض، اكتنف الغموض جميع جوانب حياة الفنان الهندي الذي هجر بلده خوفا من الموت على يد بعض الهندوس المتشددين، بداية من تاريخ مولده الذي اعتقد خطأ لمدة طويلة أنه ولد في عام 1915، بينما كان ميلاده الحقيقي قبل هذ التاريخ بعامين، وعند وفاته في الثامنة والتسعين من عمره، كان حسين -أيقونة الفن الهندي- قد عاش قرنا من أعنف القرون التي سجلها تاريخ البشرية وأكثرها إثارة في الوقت ذاته.
وبالتوازي مع معرض "مقبول فدا حسين: عاديات الشمس"، نظم المتحف العربي للفن الحديث عضو مؤسسة قطر، معرضا ثانيا بعنوان "مجموعة رقص ميديا: تبقى عوالم أخرى" ضمن فعاليات العام الثقافي قطر-الهند 2019، ويتضمن 13 عملا فنيا متنوعا، على أن يستمر المعرضان إلى نهاية يوليو/تموز المقبل.