الكاتب عبد الرحيم كمال.. حكايات شعبية ترويها الدراما المصرية

عبد الله غنيم
جاء هذا التصريح في ندوة حل فيها صاحب سيناريو فيلم "الكنز"، ومسلسلات الرحايا، شيخ العرب همام، دهشة، ونوس، يونس ولد فضة و"أهو دا اللي صار" الذي يعرض حاليا على الشاشات العربية، ضيفا على صالون "الجيزويت" الثقافي، الأسبوع الماضي بالقاهرة.
الحكاية تبدأ بمشهد واحد
وفي هذا السياق قال عبد الرحيم كمال إنه يفضل أسلوب الحكي المتسلسل، وأن المشهد الأول هو أهم عنصر بالنسبة له في كتابة الحكاية، وتأتي بعدها تفاصيل الحكاية.
وضرب مثلا بمسلسل "أهو دا اللي صار" الذي بدأت فكرته بمشهد لثلاثة فنانين هم علي بحر وأصداف والبساطي، داخل كوخ إلى جوار قصر لم يره حينها، لكن تفاصيله وشخصياته جاءت بعد ذلك حين تعمق في الحكاية، وأن هؤلاء الثلاثة القابعين على هامش الحياة بالتأكيد لديهم حكاية وتاريخ هامشي لن يجد من يحكيه، ومن هنا بدأت حكاية القصر وهاجس التاريخ بسردياته المختلفة.
وتابع أنه رغم إخلاصه للحكاية المصرية الخالصة فإنه لا يرفض تمصير الحكايات العالمية، إذ أعاد تقديم "الملك لير" لشكسبير بتفاصيل مصرية من الصعيد، حيث أنها تناسب أجواء حكايات الصعيد من ناحية البناء الدرامي والشخصيات، وعقدة القصة المتمثلة في الميراث والصراعات الدائرة حوله، لكنه قدمها بنكهة مصرية ونسجها بقصص شعبية مصرية.
وعن اختياره لوسيط عرض الحكاية ما بين الرواية كوسيط أدبي والمسلسل التلفزيوني كوسيط درامي، ذكر كمال أنه حاول لمدة 12 عاما تقديم "الخواجة عبد القادر" داخل رواية، لكنه لم يستطع طرحها بهذا الشكل، وقدمها في مسلسله الدرامي.

التاريخ ملك من يشتريه
هاجس التاريخ متعدد الروايات والزوايا كان محور الحديث في الجزء الثاني من ندوة عبد الرحيم كمال، الذي قال إن هناك دوما تاريخين، تاريخ حقيقي وتاريخ محكي، وأنه لا خلاف على الوقائع الموثقة وإنما الاختلاف في الدوافع والنوايا، وفي هذا السياق ترددت جملة حوارية وردت على لسان أحمد البساطي أحد شخصيات المسلسل بأن "التاريخ ملك اللي يشتريه".
وعن الخلاف بين التاريخ الحقيقي والمحكي، قال كمال إن لعبة المسلسل حول هاجس التاريخ تمثلت في سردية تاريخ "ريا وسكينة"، موضحا أنه لم يغير أيا من وقائع القضية التاريخية، فلم يقل إنهما لم تكونا قاتلتين، ولم ينف جرائمهما، وأيضا لم يغير الحكم القضائي الصادر بحقهما، وأن ما استطاع اللعب حوله هو دوافعهما، في النهاية هما قاتلتان سواء قتلتا جنودا إنجليز أم سيدات يعملن بالدعارة أو يتعاملن مع الإنجليز، سواء كانت دوافعهما وطنية أم بهدف السرقة، ذلك لن يغير من حقيقة كونهما قاتلتين.