مسرحيات من ثلاث قارات في مهرجان مراكش للمونودرام
عبد الغني بلوط-مراكش
على مدى أربعة أيام (23 إلى 26 يناير/كانون الثاني 2019) استمتع جمهور مهرجان مراكش الدولي للمونودرام النسائي في دورته الرابعة بعشرة عروض فنية قدمتها نساء منفردات على المسرح، وذلك تحت شعار "متعددة على الخشبة".
واعتبر مدير المهرجان والمخرج المسرحي المغربي سعيد شكور في تصريح للجزيرة نت أن "المونودرام النسائي هو حلقة جديدة من حلقات المسرح الفردي الذي ظهر في بلدان متعددة عبر العالم على الخشبة، وقبله في الساحات العمومية والأسواق".
وشارك المغرب في المهرجان -الذي ضم ثمانية بلدان من ثلاث قارات مختلفة- بثلاث مسرحيات، وكان اختيار المرأة ممثلة منفردة في المهرجان اعترافا بالمكانة المميزة للمرأة بصفتها منبع الحرية والجمال، كما يقول شكور.
ويضيف أن ما يجمع العروض أنها مقدمة من طرف فنانات موهوبات سحرن بجمال أدائهن المنفرد الجمهور، ومنحنه لحظات من المتعة والاحتفال.
المسرح رسالة عالمية
يقول المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد، الذي تم تكريمه في المهرجان، في حديثه للجزيرة نت إن "المونودرام النسائي هو موضوع يساير العصر، وهو مناسبة جديدة لإعطاء الكلمة للمرأة بصفتها نصف المجتمع".
كما أشار برشيد إلى إلى أن الفن هو حرية وإبداع، والمسرح النسائي يدخل في هذا الإطار للتعبير عن الواقع، ولا يمكن أن يصل المسرح إلى العالمية إلا انطلاقا من المواضيع المحلية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
أما الممثلة والكاتبة المسرحية نورة عرفاوي فترى أنه "لا فرق بين مسرح نسائي وآخر رجالي"، وتقول إن المونودرام هو الإنسان، سواء كان أنثى أو ذكرا، لأن المسرح يقدم القضايا الإنسانية وليس قضايا الجنس.
وتقول الممثلة الفرنسية تيفاني ييناريس للجزيرة نت إن "المسرح الفرنسي عريق جدا، لكن التجارب الحديثة لا تجد لها مكانا في الإعلام إلا قليلا، فقد أبعدت وسائل الاتصال الحديثة الناس عن المسرح، لكنه ما زال يحتفظ بجاذبته لدى عشاقه، خاصة عندما يناقش قضايا جدية بطريقة قوية ومبدعة".
وأضافت ييناريس أن الفن لا يرتبط ببلد، وإنما هو رسالة عالمية تقدم لجميع الشعوب، والجودة في طرح القضايا والإبداع في الكتابة والأداء هو ما يميز عملا عن آخر، متسائلة "كيف لنا أن نفسر أن أعمالا كثيرة ومن بلاد مختلفة تمت ترجمتها إلى لغات متعددة؟".