طعن الثورة.. كيف لعبت السينما دورا في تشويه 25 يناير؟
إيمان محمد-القاهرة
وثقت بعض الأعمال الفنية -سواء أفلام روائية طويلة أو وثائقية- أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 في مصر، إلا أن صناع السينما والدراما المصرية صنعوا أيضا بعض الأعمال المشوهة لصورة الثورة.
ننقل لكم في هذا التقرير أهم الأفلام التي نقلت صورة مغايرة لأحداث الثورة، في محاولة للتشكيك في أهدافها، والطعن في نقاء سيرتها، بالإضافة إلى محاولة تحسين صورة الشرطة والجيش.
عيار ناري.. بلطجة الثورة ومغازلة السلطة
تدور أحداث فيلم "عيار ناري"، الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي العام الماضي، حول جريمة قتل وقعت أثناء إحدى الاشتباكات في الثورة، إلا أن طبيب التشريح يقرر أن الضحية ماتت برصاصة قريبة، مما يستبعد احتمال مقتله على يد رجال الشرطة، بينما يصر شقيق الضحية على أن أخاه من الشهداء.
ومع الأحداث نكتشف أن هذا الشاب الذي حصل على لقب شهيد هو شاب فاسد مستهتر يحاول أن يستولي على ملك والدته وشقيقه من أجل الزواج بحبيبته التي حملت منه سفاحا، ومع احتدام الموقف بينه وبين شقيقه يقتله دون قصد، ومن ثم يقرر مع أسرته والشارع أن يتم نقله للأحداث وادعاء أنه شهيد.
الفيلم هو أول إنتاج سينمائي لرجل الأعمال نجيب ساويرس، وهو أحد مؤسسي المهرجان، ومن كتابة الصحفي هيثم دبور، وإخراج كريم الشناوي، وبطولة نجوم شاركوا في ثورة 25 يناير، مثل روبي وأحمد مالك، بالإضافة إلى أحمد الفيشاوي وعارفة عبد الرسول ومحمد ممدوح؛ لتمرير أكاذيبهم.
أحمد السقا.. جنرال التشويه
اعتمدت أحداث الجزء الثاني من فيلم "الجزيرة" للممثل المصري أحمد السقا في بدايته على ثورة 25 يناير، ولكن استخدام الثورة في الأحداث لم يكن تأريخا لها، لكنه سبب في اقتحام السجون، مما يساعد على هروب منصور الحفني الذي يقوم بدوره السقا والمحكوم عليه بالإعدام ليعود مجددا لتجارة المخدرات، أما المتظاهرون في الفيلم فيتبين لاحقا أنهم من الجماعات التكفيرية.
كما وقع الاختيار على السقا ليجسد شخصية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من خلال فيلم "سري للغاية"، الذي بدأ تصويره قبل عام ويخرجه محمد سامي، وهو الفيلم الأضخم إنتاجيا، لكن لم يحدد موعد عرضه حتى الآن، حيث كان من المفترض أن يعرض في 30 يونيو/حزيران الماضي.
الخلية.. الشرطة فداء الشعب
لم ينكر المخرج والمنتج طارق العريان الدعم الذي تلقاه من الداخلية من أجل فيلم "الخلية"، كما قام النقيب عمرو صلاح من قطاع العمليات الخاصة بتدريب أبطال العمل بنفسه.
يظهر الفيلم تضحيات الشرطة مقابل سذاجة "الدواعش"، ليبرز هذا التضاد البطولة التي يتمتع بها رجال الشرطة، فمنهم من ترك ابنه الصغير وزوجته واستشهد في إحدى العمليات، والآخر -الذي يؤدي دوره الفنان المصري أحمد عز- رغم إصابته وخروجه من قطاع العمليات؛ فإنه يصر على الاشتراك في قتل "الإرهابي الداعشي" لحفظ الأمن والأمان والاستقرار في مصر.
"إعلام المصريين".. شرطي الدولة في صناعة الفن
بالإضافة إلى هذه الأعمال التي تسعى لتحسين صورة رجال الشرطة وتشويه صورة الثورة، تلعب الرقابة دورا مهما في منع الأعمال التي تسيء إلى السلطة أو الشرطة أو الجيش، حيث اعترضت الرقابة مؤخرا على أحد الأدوار المشاركة في مسرحية "3 أيام في الساحل" للفنان الكوميدي محمد هنيدي.
كما أن سيطرة مجموعة "إعلام المصريين"، التابعة للمخابرات العامة المصرية، على نصيب الأسد من سوق الفضائيات المصرية، وتحكمها في الأعمال المنتجة وفي الشخصيات المشاركة أيضا، بالإضافة إلى شروطها في كتابة السيناريوهات التي تنص على عدم التعرض لرجال الشرطة أو الجيش بما يسيء لهم أو ينتقص من هيبتهم؛ أسهمت كلها في رسم الصورة التي تود لها السلطة في مصر أن تكتمل عن المرحلة الماضية في البلاد.