استياء وضجر في مصر.. "الكوبرا" بشرى تهاجم "الملك" رمضان

شريف حلمي-القاهرة
عمت حالة من الاستياء والضجر أوساط الموسيقيين والنقاد بعد ما أثاره الصراع الصريح بين الفنان محمد رمضان والفنانة بشرى من جدل واسع عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي.
فقد أشعل رمضان فتيل تلك الأزمة حينما أذاع أغنيتيه "نامبر وان" في يونيو/حزيران الماضي، ثم "الملك" في شهر أغسطس/آب" الماضي، ورغم ما حققته الأغنيتان من نسب مشاهدة عالية وتخطي الأولى حاجز الـ 66 مليون مشاهدة، والثانية 60 مليون مشاهدة عبر موقع يوتيوب، فإنهما أحدثتا فجوة جلية بين رمضان وبعض زملائه في الوسط الفني.
تصف كلمات الأغنيتين رمضان بأنه ملك الوسط الفني وأنه الأسد ورقم واحد وكل من دونه هم مجرد قطط صغيرة لا ترقى إلى مستوى شهرته ونجوميته، مما أخرج الفنانة بشرى من صمتها الغنائي، الذي دام لمدة عام، للرد على رمضان بأغنية "كوبرا"، التي وصل عدد مشاهديها إلى 700 ألف مشاهد خلال يومين من بثها على موقع يوتيوب.
قوبل كل مقطع غنائي لمحمد رمضان بصفعة شديدة اللهجة ضمن كلمات "كوبرا"، مما شكل حوارا غنائيا أشبه بوصلة "ردح" واضحة، كما يصفها النقاد.
ومع اشتعال الحرب الكلامية بين الطرفين، تباينت ردود الفعل بين مؤيدين للفنانة بشرى لوقوفها في وجه ما وصفوه "بعجرفة رمضان"، وبين رافضين لهذا التصرف الذي صدر من فنانة ليست مبتدئة، بل إنها مديرة لمهرجان الجونة السينمائي وأحد مؤسسيه، كما أنها أحد المشاركين في لجنة تحكيم بمهرجان منارات للسينما المتوسطية في تونس، فضلا عن كونها مطربة وممثلة ومذيعة.
في حين رأى آخرون أن أغنية "كوبرا" إن دلت على شيء فإنما تدل على نجاح ونجومية "الأسطورة" رمضان التي باتت محل حقد بعض زملائه في الوسط الفني، على حد قولهم.
في المقابل، أكدت الفنانة بشرى أنها لم تخطئ في حق "رمضان"، ولكنها تنتهج نمط أغاني متعارف عليه في مختلف بلدان العالم وهو "المبارزة بالأغاني"، الذي يتضمن طرقا مشروعة للنقد الفني، مؤكدة أن حرية الرد مكفولة للطرف الآخر، وأن لكل شخص كامل الحرية في التعبير عن رأيه.
بينما اكتفى رمضان بتعليق بسيط عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ناشرا مقطع فيديو مُجمع لجمهوره وهو يردد أغنية "الملك".
من جانبها، أعربت الدكتورة ياسمين فراج أستاذة النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، عن انزعاجها الشديد لما أثارته تلك الحالة الفردية بين اثنين من المغنيين في الوسط الفني من جدل واسع النطاق، لافتة إلى أن هذه الوقائع ينبغي ألا تندرج ضمن دائرة النقد الفني، التي تتضمن العديد من الأعمال والمنتجات الأكثر قيمة وأهمية وجدوى.
وأكدت فراج أن ما حدث يُعد هدما لأحد أبرز عناصر الثقافة المصرية وهو الفن المصري صاحب التأثير الأقوى والأبقى على جميع الفنون في مختلف دول العالم، وبالتالي علينا ألا ننظر لمثل هذه السلبيات.
في السياق ذاته، أكد الموسيقار هاني مهنا أن رمضان أخطأ منذ البداية حينما بادر بتقييم أعماله والمبالغة في مدحها، واصفا نفسه بـ"الملك" و"نمبر وان" في الوسط الفني، لافتا إلى أن هذا الفعل لم يصدر من عمالقة الفن على مر العصور، مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وغيرهم.
وحول رد فعل بشرى علق مهنا قائلًا "تصرف غير متوقع وغير لائق، كما أن بشرى لم تحصل على توكيل للرد باسم الفنانين".
وأشار مهنا إلى أن أغنيات رمضان وبشرى لا تُعد سبا علنيا يحاسب عليه القانون، إلا أنها تتضمن العديد من الإيماءات والتلميحات المُبتذلة التي تكشف عن خلل واضح في شخصيتهما، وما يفترض أن يتحليا به من خلق رفيع يرقى إلى مستوى الفن المصري، على حد تعبيره.