هادي يطوي 10 سنوات من حكم اليمن.. من هم أعضاء مجلس الرئاسة الجديد؟

نقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كامل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، ليطوي بذلك 10 سنوات من حكم البلد، ونص إعلان هادي على أن يكون مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، وبعضوية 7 أعضاء هم سلطان العرادة، وطارق صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعبد الله العليمي، وعثمان مجلي، وعيدروس الزبيدي، وفرج البحسني، فمن هم أعضاء المجلس الرئاسي الجديد؟

أنهى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئاسته بتشكيل مجلس قيادة رئاسي لحكم اليمن في المرحلة الانتقالية (الجزيرة)

في خطوة مفاجئة نقل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كامل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي، ليطوي بذلك 10 سنوات من حكم البلد الذي دخل في عهده في حرب مستمرة للعام الثامن.

وبث التلفزيون اليمني فجر اليوم الخميس كلمة الرئيس هادي الذي أعفى أيضا نائبه علي محسن الأحمر من منصبه، وقال "أفوض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضا لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".

وقال هادي إن مجلس القيادة الرئاسي سيستكمل تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية التي أعقبت الانتفاضة الشعبية التي كان قد بدأها هو حين اعتلى الحكم كرئيس مؤقت في فبراير/شباط 2012 إثر انتخابات كان فيها هو المرشح الوحيد.

إعلان

ونص إعلان هادي على أن يكون مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، وبعضوية 7 أعضاء هم سلطان العرادة، وطارق صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعبد الله العليمي، وعثمان مجلي، وعيدروس الزبيدي، وفرج البحسني.

رئيس المجلس

ووفق القرار، فإن رئيس المجلس رشاد العليمي المولود في محافظة تعز (وسط اليمن) عام 1954 سيكون الرئيس الثالث لليمن منذ توحيده عام 1990، إذ سبقه كل من علي عبد الله صالح وعبد ربه منصور هادي.

والعليمي هو ضابط برتبة لواء قادم من خلفية أمنية أكاديمية، إذ عمل أستاذا بجامعة صنعاء، وتدرج في عدة مناصب أمنية في وزارة الداخلية، وعين إبان حكم صالح وزيرا للداخلية ونائبا لرئيس الحكومة لشؤون الدفاع والأمن ووزيرا للإدارة المحلية.

إعلان

كما عين العليمي -الذي كان مقربا من صالح، قبل أن ينشق عنه مع بداية عمليات التحالف في اليمن- مستشارا لهادي، وخلال سنوات الحرب ظل مقيما بين العاصمتين السعودية الرياض والمصرية القاهرة.

ومؤخرا طُرح اسمه كثيرا خلال الأزمات التي عصفت بالرئاسة اليمنية والحكومة، كما كان يحظى بتقدير في الوسط الأمني حين تولى قيادة الداخلية.

خلفيات سياسية وإدارية

ووفق قرار هادي، فإن كل عضو في مجلس القيادة الرئاسي سيكون بدرجة نائب لرئيس مجلس القيادة، غير أن اللافت أن كل الشخصيات المعينة قادمة من خلفيات مختلفة، وكان لها دور فاعل خلال سنوات الحرب.

ويتصدر تلك الشخصيات محافظ مأرب المعقل الأخير للحكومة شمالي اليمن اللواء سلطان العرادة الذي يقود القتال المستمر ضد جماعة الحوثيين منذ 2015، ويحظى بتوافق كبير من الأحزاب والقيادات العسكرية المناهضة للحوثيين.

إعلان

ويدير العرادة المحافظة الغنية بالنفط والغاز، وخلال سنوات الحرب استطاع أن يجعل من مدينة مأرب الصغيرة -التي تضم قرابة 300 ألف يمني قبل الحرب- مقصدا لليمنيين والنازحين، إذ يبلغ سكانها الآن أكثر من 3 ملايين يمني، وفق السلطات المحلية.

كما يضم المجلس محافظ حضرموت (جنوب شرقي البلاد) اللواء فرج البحسني، وهو عسكري سابق في جيش دولة جنوب اليمن أعاده الرئيس هادي من السعودية وعينه قائدا للمنطقة العسكرية الثانية عام 2015، قبل أن يضيف له منصب محافظ المحافظة عام 2017.

ويُتهم البحسني بفشل الإدارة، وتشهد المحافظة بشكل دائم احتجاجات غاضبة تنديدا بتردي الخدمات الأساسية، غير أنه يحسب له تجنيب المحافظة دوامة الصراع التي ضربت المحافظات الجنوبية.

إعلان

وضُم إلى المجلس عثمان مجلي عضو البرلمان عن حزب المؤتمر ووزير الدولة والزراعة السابق، ويُعرف الرجل المنحدر من محافظة صعدة (شمالي اليمن) بقربه من السعودية، كما أنه واحد من أبرز الشخصيات التي خاضت مواجهات ضد جماعة الحوثيين منذ الحرب الأولى عام 2004.

العضو الرابع في المجلس هو عبد الله العليمي، وينحدر من محافظة شبوة (جنوب شرق)، وسطع نجمه منذ بدء الحرب عقب تعيينه مديرا لمكتب الرئيس هادي.

موالون للإمارات

الأعضاء الثلاثة الباقون في المجلس يجمعهم الولاء للإمارات رغم تضارب أهدافهم ومصالحهم مؤخرا، وهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله عيدروس الزبيدي، وقائد المقاومة الوطنية طارق صالح، وقائد ألوية العمالقة ذات التوجه السلفي عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي.

والزبيدي كان أحد القيادات العسكرية في جيش اليمن الجنوبي، قبل أن يصبح مطاردا من نظام الرئيس صالح عقب حرب الوحدة عام 1994، وبرز اسمه خلال اجتياح الحوثيين عدن وجنوب البلاد، إذ قاد قوات من المقاومة التي أجبرت الحوثيين على الانسحاب.

إعلان

وعينه هادي محافظا للعاصمة المؤقتة عدن قبل أن يقيله، ليتجه مع آخرين إلى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم وتمويل من الإمارات، كما يقود تشكيلات عسكرية كبيرة أنشأتها أبو ظبي، مثل الحزام الأمني وألوية الدعم والإسناد التي خاضت مواجهات ضد القوات التابعة للحكومة لتسيطر في النهاية على عدن وعدد من المحافظات.

أما طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، فتولى قيادة الحرس الخاص واللواء الثالث حرس جمهوري إبان حكم عمه حتى إقالته في أبريل 2012، ومع اندلاع الحرب اصطف إلى جانب الحوثيين وقاتل بضراوة قوات التحالف بقيادة السعودية والقوات الحكومية.

لكن عقب فك عرى تحالف عمه مع الحوثيين وانتهاء بمقتله على أيديهم نهاية 2017 اضطر طارق صالح للفرار وبعد فترة ظهر مجددا، ثم عاد إلى عدن بحماية إماراتية، لينتقل إلى الساحل الغربي، وشكل هناك بدعم إماراتي قوات المقاومة الوطنية.

وخلال السنوات الثلاث الماضية أنشأ طارق صالح مكتبا سياسيا ونصّب نفسه رئيسا، ورفض الاعتراف بسلطة الرئيس هادي حتى الأيام الأخيرة، إذ بدأ يشير ضمنا إلى شرعية هادي.

وكان العضو الأخير في المجلس مفاجأة، إذ يعد أبو زرعة المحرمي قائدا لفصيل عسكري لطالما قدم نفسه أنه لا يسعى إلى منصب سياسي، كما أن الرجل -الذي يظهر للمرة الأولى على وسائل الإعلام- عين قائدا لقوات العمالقة من قبل الإمارات رغم معارضة عدد من القيادات العسكرية.

سلطات المجلس

ووفق القرار المعلن، فإن للقرار الرئاسي سلطة القيادة العليا للقوات المسلحة وتمثيل البلاد وتعيين محافظي المحافظات ومديري الأمن وقضاة المحكمة العليا ومحافظ البنك المركزي، والتصديق على الاتفاقيات، وإعلان حالة الطوارئ.

وتصدر قرارات مجلس القيادة الرئاسي بالتوافق، وفي حال عدم التوافق تتخذ القرارات عند التصويت عليها بالأغلبية البسيطة، وعند تساوي الأصوات يرجح الجانب الذي صوت له رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وفي حال تعذر وجود الأغلبية البسيطة يحال الموضوع إلى اجتماع مشترك مع رئاسة هيئة التشاور والمصالحة.

المصدر : الجزيرة

إعلان