بعيدا عن السياسة.. إرث ثقافي للراحل ناصر الصباح يجوب العالم
بعد أقل من 3 أشهر على وفاة والده الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، تشاء الأقدار أن يسلم ابنه الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح روحه إلى بارئها بعد صراع مرير مع المرض، عن عمر ناهز 72 عاما.
وبعيدا عن المناصب السياسية التي تولاها، حيث شغل منصب وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بدءا من ديسمبر/كانون الأول 2017، كما عُين نائب رئيس المجلس الأعلى للتنمية والتخطيط نهاية عام 2019، وعمل وزيرا لشؤون الديوان الأميري عام 2006، ناهيك عن كونه صاحب رؤية الكويت 2035، وكانت تهدف إلى التحول الاقتصادي والتنمية الشاملة للمجتمع الكويتي؛ فقد كان لدى الراحل شغف كبير بالإرث الثقافي والحضاري والإسلامي.
مجموعة "الصباح الأثرية"
كان من أبرز محطات الشيخ الراحل على المستوى الثقافي إسهامه في تأسيس دار الآثار الإسلامية في الكويت، والقائمة على مجموعة "الصباح الأثرية" التي كان يمتلكها شخصيا، حيث سافرت هذه المجموعة على مدار 13 عاما إلى أكثر من 13 بلدا، كما أنها جابت 7 ولايات أميركية، حيث تعد هذه المجموعة منارة الدبلوماسية الثقافية الكويتية، كما تصفها مديرة الدار الشيخة حصة الصباح عقيلة الشيخ الراحل.
وكانت الشيخة حصة ذكرت -في لقاء سابق مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا)- أن المجموعة الأثرية تشارك في معرض "الميتروبوليتان للفنون" بشكل ثابت منذ الثمانينيات في نيويورك، الذي كان الشيخ ناصر عضوا فخريا في مجلس أمنائه، حيث يضم المعرض 18 قطعة من مجموعة "آل الصباح" في معرض "البلاط والكون.. عصر السلاجقة العظيم" في حين تعرض 300 قطعة أخرى في أحد متاحف مدينة هيوستن بولاية تكساس.
متحف قطر الوطني
وكان متحف قطر الوطني عرض محتويات المعرض التاريخي "روائع الشرق القديم" في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وهي مقتنيات من مجموعة الصباح في صالات العرض المؤفتة التابعة للمتحف، وسيستمر عرض المجموعة حتى فبراير/شباط 2021.
وتشمل المعروضات أكثر من 170 قطعة من مقتنيات مميزة جمعها الشيخ الراحل وزوجته الشيخة حصة، لتقدم لمحة عن الثقافة الفنية والمادية للعالم القديم، وتكشف عن جذور الفن الإسلامي.
ونعت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني الشيخ ناصر بنشرها صورة تجمعه مع أمير دولة قطر الشيخ تميم في أروقة متحف قطر الوطني، قائلة "لقد كان محبا للفن، شاركنا بمجموعته الفنية المعروضة حاليا في متحف قطر الوطني. سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته".
كما ودعته دار الآثار الإسلامية عبر حسابها الرسمي في إنستغرام، وذكرت في رسالة الوداع أنه جاب العالم واقتنى القطع الأثرية من صخرة في الصحاري النائية، أو درة راسية في أعماق البحر، ولم يكن اقتناؤها بهدف الثراء بل من أجل الاحتفال بالجمال والمعرفة؛ إكراما لصانعيها، وتوثيقا لحقبهم التاريخية، وتتبعا لتطور الفن والثقافة في بني الإنسان.