اليهودية أُم المـاركسية

إعلان
إعلان
إعلان

منذ بداية القرن العشرين بدأت الماركسية تتسرطن بعقول الأمم الغربية بشكل كبير جداً وكانت تستهدف الشعوب ذات الطبقة الفقيرة لاستغلالهم من خلال ما يسمى بالثورة الفكرية ونشرها من خلال تلك الطبقة التي تتعلق بأي فكرة جديدة تكون نتيجتها إخراجهم من عالم الفقر إلى عالم الثراء. لكن إن تعمقنا قليلاً سنجد الأيادي الخفية التي تستخدم الماركسية كأداة ثورية وفكرية تخدم بالمقام الأول المصالح اليهودية في العالم أجمع بشكل غير مباشر وتقف بوجه كل من يعارض فكرة الصهيونية والوطن البديل لليهود.

كان اليهود هم الداعم الأكبر للثورة البلشفية الشيوعية في الإمبراطورية الروسية، فقد كان رجال الأعمال اليهود الحاملين للفكر الصهيوني هم الداعمين الأساسيين لتلك الثورة بكامل قوتهم المالية وعلاقاتهم السياسية ومنابرهم الإعلامية. على سبيل المثال رجل الأعمال اليهودي المعروف جاكوب شيف ممثل ‫الروتشيلد ورئيس بنك كوهن ليب ومؤسس البنك الاحتياطي الفيدرالي وصاحب أكبر الشركات المهيمنة في الولايات المتحدة فهو كان الممول الرئيسي للثورة البلشفية الشيوعية في روسيا.

إعلان

بالإضافة إلى بعض الصحف المؤثرة آنذاك مثل صحيفة بروليتاريا وصحيفة غولوس سوسيال ديموكرات وصحيفة فيينا برافدا، فكل هذه الصحف كان يترأسها شخصيات يهودية ذات فكر صهيوني. وقد تم إصدار تلك الصحف في المؤتمر الخامس والأخير في لندن والذي شارك به شخصيات يهودية معروفة قبل البدء بالثورة البلشفية. وكان نجاح الثورة البلشفية هي نقطة تحول للحركة الصهيونية ولحظة توسع في العالم الأوروبي والأسيوي، ليصبح بفترة قصيرة أصحاب رأس المال وأصحاب المنابر الإعلامية والسياسية في العالم الاوروبي والآسيوي هم يهود لكن بشكل مبطن ومختبئ خلف الغلاف الماركسي. "فقد كانت هذه الدول تحكمها في الظاهر البوليتاريا، وتخضع بنفس الوقت لسيطرة شرذمة من أصحاب رؤوس الأموال اليهود".

الشيوعيون هم أول من رحب بقيام وطن قومي لليهود بعد وعد بلفور 1917 وكان ذلك على يد الزعيم الشيوعي ستالين عام 1928
 
إعلان

فالشيوعيون أول من رحب بقيام وطن قومي لليهود بعد وعد بلفور 1917 وكان ذلك على يد الزعيم الشيوعي ستالين عام 1928 حين التقى رئيس المنظمة الصهيونية يومها حاييم وايزمان الذي قال "نبارك هذا المشروع ونحييه، ليس هناك بديلاً عن التفكير في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، بل اعتبره كتجربة أولى لفكرة الوطن القومي لليهود"

فمنذ تلك اللحظة حتى يومنا هذا مازالت الخطة اليهودية في استعمال الأداة الماركسية بفكر التجديد والإبتكار للوصول إلى مجتمع خالي من المعتقدات الدينية والتربوية وإضعاف القيم الاجتماعية وإقناع هذا المجتمع بأن الدين عبارة عن تراث قابل للتغيير مع التطورات الحياتية وليس معتقد ومقدسات إلهية كما يقول رجال الدين. وقد نجحت تلك الخطة اليهودية الماركسية للوصول الى عالم منحرف اخلاقياً وغير متزن من خلال طرق كثيرة كالفن الإباحي وتغيير المنهج التربوي والتعليمي ونشر الأدب الرخيص والتحكم في السينما والمسارح التي يرتادها أغلبية الناس بشكل مستمر.

وقد وصلت تلك الأفكار الماركسية إلى عالمنا العربي الإسلامي، واستغلّت الدكتاتورية الإقطاعية بحق الشعب العربي في ذلك الحين ليتم تأسيس أول حزب شيوعي في مصر وقد كان مؤسسه جوزيف روزنتال وهو يهودي الديانة ليبدأ هذا الحزب بنشر ثقافة اللادين في المنطقة، وكذلك تم تأسيس حزب عمال أرض إسرائيل في فلسطين الذي كان علاقته وطيدة مع قيادات الشيوعية في روسيا، وكان أحد مؤسسين هذا الحزب الجندي في الثورة البلشفية بن جوريون وهو رئيس وزراء الاحتلال.

إعلان

نعم! إن العلاقة بين الشيوعية العالمية والصهيونية العالمية علاقة أخوية.. وقد تختلف هذه الرؤية لدى الأحزاب الشيوعية العربية التي أبدت مواقف صارمة مضادة للاحتلال الصهيوني، ولكن للأسف نحن واثقين بأن بعض الاحزاب الشيوعية الأكثر شهرة في الوطن العربي تعترف بوجود دولة إسرائيل على حدود ٤٨ ضمن بنود الانتساب أو البنود الفكرية لتأسيس الدولة الشيوعية سواء كان إسمها فلسطين أو إسرائيل.

أنا أثق اليوم بأن الماركسية هي جزء وأداة من الأجندة الصهيونية في منطقتنا الإسلامية، وللأسف نرى الكثير من شبابنا العربي قد تسرطنت الماركسية في عقولهم دون فهم العقيدة الماركسية بشكل مفصل

إن الفكر الماركسي قد نشر أهدافه المبطنة المشتركة مع أهداف الصهيونية في عالمنا العربي وبمسميات مختلفة كالعلمانية والإلحادية وعمال العالم العربي والاشتراكية وقد نجحت بإضعاف الأمة الإسلامية اجتماعيا وأخلاقياً بكل الطرق والوسائل المتاحة، فإن إضعاف الأمة الاسلامية اجتماعيا وأخلاقياً يصب بمصلحة الأجندة الصهيونية في المنطقة لسهولة التحكم بالشعوب والسياسيين وأصحاب الأموال من خلال نشر الفساد وتلبية احتياجات الشعوب بطرق غير أخلاقية كتجارة المرأة وبيع المخدرات ونشر فكرة العلاقة الجنسية الغير مشروعة على أنها أمر لا يتعارض مع الطبيعية الإنسانية، ونشر أفكار تسعى إلى تشويه صورة الإسلام المعتدل وصنع شرذمة من العنصريين دينياً وعرقياً والهدف منهم هو تصوير الإسلام للشعوب على أنها ديانة دموية إرهابية وليست ضمن حدود الإنسانية، وهكذا يكون المجتمع من السهل اختراقه واحتلال مؤسساته القادرة على قيادته فكرياً واقتصادياً.

في هذه المدونة لا أشكك أبداً بوطنية اليساريين وقياداتهم الشريفة خصوصاً في فلسطين ولا أوجه كلامي لهم أو أتهمهم بتطبيق الاجندة اليهودية بشكل مباشر، كل ما أود إيصاله بأن هناك أيادي خفية مختبئة خلف الكواليس الماركسية تعمل على تنفيذ الأجندة الصهيونية دون علم كوادر الصف الثاني التي تعيش في عالمنا العربي وتظن بأن العقيدة الماركسية تهدف لخلق أمة مقاومة مناضلة. لكنهم ربما لا يعلمون بأن ترويج الأفكار العلمانية والإلحادية قد تقضي على مبادئ الأمة الاسلامية كما قضت على الأمة الألمانية مثلاً في بدايات القرن العشرين من خلال ترويج ذلك الانحلال الاجتماعي والأخلاقي وهدم الحضارة الذي تحدثت عنه سابقاً. 

إعلان

أنا أثق اليوم بأن الماركسية هي جزء وأداة من الأجندة الصهيونية في منطقتنا الإسلامية، وللأسف نرى الكثير من شبابنا العربي قد تسرطنت الماركسية في عقولهم دون فهم العقيدة الماركسية بشكل مفصل فقد تبناها شباب الأمة لوجود فراغ في الوعي الفكري والثقافي وبناء على الدعاية الماركسية التي تلاعبت بعاطفة الجماهير لا أكثر وهذا ما حصل في أوروبا في بدايات القرن العشرين حيث أن هناك دراسة عمل عليها أدولف هتلر وذكرها في كتابه "كفاحي" توضح بأنه من بين كل مئة شخص يتبع الماركسية هنالك شخص واحد يفقه تلك العقيدة بشكل مفصل أما الباقي فهم عوام جذبتهم العاطفة الاشتراكية والثورية لا أكثر.

 

فمعظم حاملين تلك العقيدة في العالم العربي هم لا يحملون سوى الماركسية الثورية التي تجسد البندقية والمقاومة دون علمهم بالتبعيات المستقبلية من الماركسية الفكرية التي تهدف لمجتمع انحلالي غير متزن فمن الأمر الطبيعي حدوث هذا عندما نرى الخطة الصهيونية بالمسمى الماركسي قد اخترقت العقول بفكرة الاسلاموفوبيا ومقولة كارل ماركس المعروفة أن "الدين هو أفيون الشعوب". لذلك يا شباب أمتنا المجيدة إن التوجه لأي فكرة أو عقيدة بحاجة للفهم والدراسة كي لا تكونوا ضحية لتلك الفكرة التي تخدم أعداء الأمة والتي تسعى للقضاء على الإسلام بشتى الطرق والوسائل.

إعلان
إعلان

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.



إعلان