شعار قسم مدونات

الأحقية التاريخية في فلسطين (2)

مدونات فلسطين

بدأنا في التدوينة الأولى من سلسلة (الأحقية التاريخية في فلسطين) تعريفات عامة واليوم نجيب على السؤال المهم: هل سكن اليهود فلسطين؟ الإجابة بالمجمل "نعم" ولكن فيها تفصيل حسب التالي:
 

أصل اليهود:

يستند اليهود إلى التوراة في أدلتهم حول أحقيتهم في فلسطين، والحقيقة أن التوراة نفسها تحمل أدلة تثبت الرواية الفلسطينية، فروايات التوراة مثلا تقول بأن أصل اليهود ووجودهم هو سيدنا إبراهيم عليه السلام وقد جاء سيدنا إبراهيم عليه السلام في بدايات الألف الثانية قبل الميلاد هاربا من العراق وجاء مع مجموعة قليلة جدا، أي أنه لم يكن بهدف تكوين مجتمع أو دولة بل جاء فارا طالبا الحماية ولم يأت بغية الاستقرار في فلسطين وهو ما حدث فعلا عندما هاجر أحفاده (أبناء يعقوب عليه السلام) من فلسطين إلى مصر واستقروا فيها وقد كانوا لا يزيدون عن 70 شخص في أحسن الروايات وهذه القصة معروفة في القرآن والتوراة.
 

دخول اليهود إلى فلسطين:

امتد عهد القضاء لقرن ونصف من الزمن تقريبا، حكم خلاله اثنا عشر قاضيا، ثم حكمهم طالوت وبعدها جاء عهد الملوك وكان منهم سيدنا داود (1004-962 ق.م) وبعد وفاته حكم سيدنا سليمان (962- 923 ق.م) الذي بني في عهده الهيكل

حسب روايات التوراة أيضا فإن بني إسرائيل جاؤوا مع سيدنا موسى إلى فلسطين هاربين من فرعون مصر وقد دخلوا في التيه 40 سنة في الفترة (بين 1500 ق.م إلى 1460 ق.م تقريبا) حسب أقوى الروايات وقد كان التيه في أرض سيناء ولم يكن في فلسطين، ثم جاء يوشع بن نون الذي قاد بني إسرائيل إلى فلسطين وعبر بهم إلى أريحا وسنتحدث في التدوينة القادمة عن معركة أريحا والرواية اليهودية فيها.
 

عهد القضاة والملوك:

امتد عهد القضاء لقرن ونصف من الزمن تقريبا، حكم خلاله اثنا عشر قاضيا، ثم حكمهم طالوت وبعدها جاء عهد الملوك وكان منهم سيدنا داود (1004-962 ق.م) وبعد وفاته حكم سيدنا سليمان (962- 923 ق.م) الذي بني في عهده الهيكل، وبعد وفاته قسمت المملكة إلى قسمين: مملكة يهوذا وعاصمتها "أورشاليم" ومملكة إسرائيل وعاصمتها "السامرة"
 

يهوذا والسامرة:

قام الآشوريون بتدمير مملكة السامرة عام 722 ق.م وسبي اليهود للعراق، ومملكة يهوذا فدمرها الاحتلال البابلي (الدولة الكلدانية) بقيادة الملك نبوخذ نصر (بختنصر) الذي سبي يهود مملكة يهوذا إلى بابل عام 586 ق.م.
 

اليهود في عهد الفرس واليونان والرومان:

في عام 539 ق.م تمكن الملك الفارسي قادش الثاني من دخول بابل وتدمير مملكة بابل وذلك بمساعدة اليهود، وسمح لليهود بالعودة إلى فلسطين بشرط معاونته في الحكم فعاد بعضهم وعاشوا تحت حكم الفرس فترة دون أن يكون لهم حكم خاص.
 

انقطع الوجود اليهود على أرض فلسطين لألفي سنة تقريبا وكانوا مجرد أعداد بسيطة عاشت تحت حكم الفلسطينيين إلى أن جمعوا أنفسهم من أقصى البلدان وعادوا على هيئة احتلال "إسرائيلي" عام 1948

تمكن الإسكندر الأكبر بعدها من دخول فلسطين وهزيمة الفرس واضطر اليهود للنزول تحت حكمه، وبعد وفاة الإسكندر انقسمت مملكته وحدث صراع في فلسطين وأجبر اليهود على اعتناق الديانة الوثنية اليونانية فهاجر معظم اليهود إلى مصر.
 

ثم جاء الرومان سنة 64 ق.م، وقام اليهود أكثر من مرة بمحاولة التمرد والثورة، لكن الرومان قمعوا هذه الثورات، كان آخرها قيام الإمبراطور "هادريان" سنة 70 م – وهناك روايات تقول 135 م- بتدمير مدينة "أورشاليم" وهيكلهم، وبناء مدينة أخرى على أنقاضها تسمى مدينة "إيليا كابوتلينا".
 

انقطاع الوجود اليهودي:

بعد ذلك انقطع الوجود اليهود على أرض فلسطين لألفي سنة تقريبا وكانوا مجرد أعداد بسيطة عاشت تحت حكم الفلسطينيين إلى أن جمعوا أنفسهم من أقصى البلدان وعادوا على هيئة احتلال "إسرائيلي" عام 1948 ليطردوا السكان الأصليين ويشتتوهم في بقاع الأرض.
 

واضح جدا أن الوجود اليهود كان متقطعا ولم يكون حضارة على أرض فلسطين وإنما كان وجودا عابرا وفي مناطق محددة وبأعداد قليلة.

في التدوينة القادمة سنكمل ونتحدث عن الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.