العلاقات العراقية العربية (الدوري 6)
العلاقات العراقية العربية
لا يبدو أن هذه العلاقات ستتطبع تماما في المستقبل القريب خاصة في ضوء الموقف العربي عموما من الحرب على العراق، عدا بعض الاستثناءات، أو من الاحتلال ومن ممثليه من العراقيين فيما يسمى مجلس الحكم الانتقالي.
ورغم التطور في الموقف العربي الذي حصل أخيراً بشكل إيجابي إزاء الاحتلال سلطة وممثلين عراقيين له بسبب الضغوط الأميركية سواء على الجامعة العربية أو على الدول العربية كلاً على انفراد، فالحكام الجدد في العراق لا يكنون حباً ووداً للعرب عموماً. وما سيعزز هذا الاتجاه هو التوجه الأميركي الذي يخضع له تماما "حكام العراق الجدد"، لذلك فإن علاقات من الشد والجذب والفتور ستستمر وستكون هي السائدة إلى حين وخاصة في الجامعة العربية التي ستكون الباب لعلاقات عراقية عربية مستقبلية.
ولا أظن أن العراق سيعود عودة طبيعية إلا بعد فترة قد تطول، كما أن فرض هذه العلاقات من قبل الولايات المتحدة لن يؤدي أبدا إلى علاقات طبيعية بانتظار حسم موضوع الشرعية في العراق والذي يعني انتهاء الاحتلال وإقرار دستور وانتخابات.
وإذا كان موضوع الدستور والانتخابات مسألة وقت فإن انتهاء الاحتلال لن يكون قريباً بل سيحتاج إلى سنين طويلة، وبذلك ستكون عودة العراق الطبيعية إلى الجامعة العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك بعيدة نسبياً.
أما موضوع العلاقة مع مجلس التعاون الخليجي، فبالرغم مما أعلن أخيراً حول استعداد بعض دوله للنظر في انضمام العراق إلى عضوية المجلس، فالمرجح ألا يحدث شيء من ذلك في المستقبل المنظور إلا في إطار حدود الإستراتيجية الأميركية للمنطقة، حتى لو افترضنا تدخل واشنطن في هذا الاتجاه وهو أمر بعيد الاحتمال، فستكون هناك معارضة من قبل دول من داخل مجلس التعاون لأسباب ذاتية، ناهيك عن المشاكل العراقية الداخلية المعقدة التي ستنتقل إلى المجلس.