الصومال.. أقاليم مقسمة وأخرى ضائعة

undefined
 
تتوسط العلمَ الصومالي الأزرق نجمة خماسية بيضاء تجسد ما يعرف بالصومال الكبير أو الصومال الإثني أي الفضاء الذي تسكنه قبائل ذات أصول صومالية والمتكون من خمسة أجزاء: جزآن منها شكلا من سنة 1960 إلى 1991 ما عرف حديثا بجمهورية الصومال ثم تفككا منذ ذلك التاريخ. أما الأجزاء الثلاثة الأخرى فيمكن تسميتها بالأقاليم الصومالية الضائعة لأنها ظلت وما تزال مستقلة عن الصومال أو أجزاء من دول مجاورة. وأقسام الصومال الخمسة هي:
 
أولا: الصومال الإيطالي
عرف بهذا الاسم لأنه كان مستعمرة إيطالية، وهو أكبر إقليم من حيث المساحة، ويشكل جنوب ووسط الصومال ويمتد ليشمل جزءا من الشمال الشرقي. وقد استقل عن إيطاليا في الأول من يوليو/تموز 1960 ويشكل ثلاث عشرة منطقة من أصل الثماني عشرة التي تشكل مجموع مناطق الدولة الصومالية، وأهم مدنه مقديشو عاصمة البلاد. ومع الحرب الأهلية الصومالية تقطعت أوصال هذا الإقليم وتفكك إلى مناطق وكيانات من أبرزها:
  • بلاد بونت (بونت لاند): وتقع شمال شرقي الصومال. وتبلغ مساحتها حوالي 200 ألف كلم مربع وتشكل 33% من الأراضي الصومالية ويقطنها حوالي 2.5 مليون. ومنذ أغسطس/ آب 1998 قرر مجلس الأعيان بهذا الإقليم إعلان الحكم الذاتي. وقد تم انتخاب زعيم الجبهة الديمقراطية لإنقاذ وخلاص الصومال العقيد عبد الله يوسف أحمد رئيسًا للإقليم. وتتجاور "بونت لاند" وأرض الصومال وتتنازعان على منطقتي "صول" و "سناج".
  • كيان جنوب غربي الصومال: ومن مظاهر تشرذم الصومال الإيطالي ما تم من إنشاء كيان أعلن الحكم الذاتي في جنوب غربي الصومال منذ أبريل/نيسان 2002 تحت اسم "كيان جنوب غربي الصومال". وقد اتخذ من بيداوا عاصمة له، وتزعم الإقليم العقيد حسن محمد نور "شاتي جدود" وتدعمه عسكريا وسياسي إثيوبيا. وأغلب سكان الإقليم من قبيلة الرحانوينيون.
  • كيان جالكعيو: حيث أعلن بعض السياسيين وبعض شيوخ القبائل الصومالية فضلا عن بعض علماء الدين في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 انفصال منطقة جالكعيو الواقعة شمال شرقى الصومال. وقد أخذت المنطقة اسمها من مدينة جالكعيو، ويغلب على سكان المنطقة الانتماء إلى قبيلتي الهويه والدارود. وقد أقام كيان "جالكعيو" علاقات دبلوماسية مع إدارة بونت لاند.
  • المحاكم الإسلامية: ومنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي ظهر ما أصبح يعرف بالمحاكم الشرعية التي انتشرت في الصومال بتمويل من بعض رجال الأعمال. وكان الهدف منها وضع حد للفوضى والوقوف في وجه الجرائم وملء الفراغ القانوني والأمني الناتج عن غياب الدولة المركزية. وقامت المحاكم الشرعية بتطبيق الشريعة الإسلامية، وتتهمها بعض الدوائر الغربية والأميركية والأوروبية بهيمنة الجماعات الأصولية عليها، وتحاول إلصاق تهمة الإرهاب بها. وقد دخلت منتصف السنة الجارية في صراع مع بعض أمراء الحرب حول السيطرة على مقديشو وانتهى الصراع بتغلب المحاكم وسيطرتها على العاصمة ومعظم مناطق ومدن الصومال المهمة في الوسط والجنوب.
ثانيا: أرض الصومال
وتعرف بـ"صومالي لاند" أو الصومال البريطاني لأنها كانت محمية بريطانية. وتقع شمال غربي البلاد. وقد استقلت أرض الصومال عن بريطانيا يوم 26 يونيو/حزيران 1960، وشكلت مع الصومال الإيطالي دولة الصومال الحديثة. وتبلغ مساحة أرض الصومال 137600 كلم مربع ويقدر سكانها بـ 3.5 ملايين. وتقع بأقصى شمال الصومال محصورة بين جيبوتي وإثيوبيا وخليج عدن. وتتشكل من خمس مناطق من أصل مناطق الصومال الثمانيي عشرة، وعاصمة أرض الصومال هي هيرجيسا. وقد انفصلت أرض الصومال منذ سنة 1991 عن جمهورية الصومال.
 
وتتهم الحركة الوطنية الصومالية، ذات النزعة الانفصالية والتي تأسست سنة 1981 الرئيسَ الصومالي السابق سياد بري باضطهاد سكان أرض الصومال، وإساءة جيشه معاملتهم وخاصة قبيلة الإسحاقيين التي تشكل نسبة عالية من السكان. وخلال عهد سياد بري تم تدمير مدينة هيرجيسا.

 
وما إن أطيح بنظام سياد برى يوم 19 يناير/ كانون الثاني 1991 حتى أعلن محمد إبراهيم عقال استقلال هذا الإقليم يوم 18 مايو/ أيار من نفس السنة، بالرغم من عدم الاعتراف الدولي بهم.
 
وفي عام 2001 تم إجراء استفتاء شعبي بأرض الصومال، كرس الانفصال المطلق عن الصومال وتأسيس جمهورية أرض الصومال.
 
وقد استحدثت أرض الصومال حكومة وبرلمانا وجيشا، كما أصدرت جواز سفر لسكانها منذ سبتمبر/أيلول 2000.
 

ومن أهم مدن أرض الصومال مدينة بربرة، ولها ميناء حيوي مطل على خليج عدن تستخدمه إثيوبيا لاستقبال بعض وارداتها. وتتميز أرض الصومال عن غيرها من الأقاليم الصومالية باستقرار نسبي، وبتوصلها إلى نزع أسلحة المليشيات العسكرية.
 
إقليم أوغادين
 يعرف هذا الإقليم أيضا باسم الصومال الغربي، وقد انضم إلى إثيوبيا منذ 1954، ويشتهر في التقسيم الإداري الإثيوبي باسم الإقليم الخامس أو إقليم أوغادينيا. وتقطن هذا الإقليم أغلبية عربية مسلمة ذات أصول صومالية.
 
وفي سنة 1977 حمل سكان إقليم أوغادين السلاح في وجه الجيش الإثيوبي بعد سقوط الإمبراطور هيلا سيلاسي بدعم من نظام الرئيس سياد بري، فاحتل مسلحو الأوغادين والجيش الصومالي معظم الإقليم. غير أن إثيوبيا في عهد الرئيس منجستو هيلا ماريام وبدعم من كوبا والاتحاد السوفياتي السابق، قامت سنة 1978 باستعادة السيطرة على الإقليم وهزمت الجيش الصومالي، كما دعمت في نفس الوقت مسلحي أرض الصومال المنتمين إلى الحركة الوطنية الصومالية وسمحت لهم بإقامة تدريبات ومعسكرات على أراضيها.
 
إقليم جنوب غربي الصومال
يعرف هذا الإقليم باسم "أنفدي" وهو الآن جزء من الأراضي الكينية وعاصمته غاريسا، وقد ضمته كينيا إلي أراضيها منذ 1963 بعد اتفاق أروشا. وقبل استقلال كينيا عن التاج البريطاني، اتفقت الأحزاب الصومالية بإقليم غربي الصومال على إجراء استفتاء يحدد وضعهم، فكانت نتيجته إعلان الانضمام إلى الصومال، فألغي الاستفتاء وأصبحت المنطقة جزءاً من كينيا.
 
إقليم العفر والعيسى
ويعرف بالصومال الفرنسي، ومنذ استقلاله عن فرنسا سنة 1977 أصبح الإقليم معروفا باسم جيبوتي. والعفر والعيسى هما القبيلتان الأساسيتان بهذا الإقليم. وتعتبر جيبوتي بحكم اللغة والتاريخ والبنية الاجتماعية جزءا من الصومال، غير أنها ومنذ استقلالها أصبحت عضوا بالجامعة العربية وفي الأمم المتحدة وغير ذلك من المنظمات الدولية.
_______________
الجزيرة نت
المصادر:
1 – أحمد إبراهيم محمود، الحروب الأهلية في أفريقيا، مطبوعات مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، القاهرة، 2001.
2 – مركز الدراسات السياسية والإستراتيجة، الأهرام من خلال الرابط:
w w w.ahram.org.eg/acpss/
ahram/2001/1/1/SBOk46.HTM
4 – مركز الدراسات الأفريقية (جامعة كولومبيا) من خلال الرابط:
w w w.columbia.edu/cu/lweb/indiv/
africa/cuvl/Somalia.html
5 – مجموعة مواقع مهتمة بالصومال من خلال الرابط:
w w w.politicalresources.net/somalia.htm
المصدر : الجزيرة