محمد صافي: اعتقاله ضربة للعمل الصحافي
محمد صافي
عرفت الزميل تيسير علوني منذ أكثر من ثلاث سنوات صحفيا من الطراز الأول في بلد كانت أبعد ما يكون عن المثالية في ظروف العمل بالنسبة لصحفي في ذلك الوقت، وكان ببساطته حينذاك أبعد ما يكون -في نظري على الأقل حيث كنت أجهل قدراته الحقيقية- من تحقيق سبق صحفي سيشد به أنظار العالم كله.
تيسير استطاع كسر القيود التي فرضتها الظروف السياسية والأمنية آنذاك، وكان عين العالم على أحداث ذلك الجزء من العالم لفترة بدت طويلة رغم قصر أيامها. كانت بيننا ملاحاة فيما يتعلق ببعض الأخبار لاهتماننا المشترك بالمنطقة، ورغم ذلك -وعدا ذلك- كان تيسير زميل عمل يتمسك بأقصى درجات المهنية وصديقا مخلصا ومصارحا في آن واحد، وهي خصال أزعم أن القليل يتحلى بها.
اعتقال تيسير يمثل بالنسبة لي ضربة لحرية العمل الصحفي والحرص على تحقيق السبق الصحفي، وندبة غائرة في وجه الديمقراطية قد لا تزول، وتعميقا لمفاهيم التباعد بين الحضارات والثقافات والأديان بدل تقاربها لمصلحة الناس، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.