توزع اليهود في العالم العربي


undefined

إعداد: قسم البحوث والدراسات

توزع اليهود في ظل النظم الإسلامية التاريخية 
توزع اليهود بالعالم العربي منذ منتصف القرن الـ19

توزع اليهود في ظل النظم الإسلامية

شبه الجزيرة العربية:
كانت لليهود تجمعات في جنوب شبه الجزيرة العربية واليمن، واشتهر منهم ملوك حمير، ويقال إن يهود اليمن هم أقدم يهود العالم.

وكانت يثرب (المدينة المنورة) تضم تجمعا يعد من أكبر تجمعات اليهود في شبه الجزيرة، ويتوزع في ثلاث قبائل: بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع. الأولى والثانية كانتا من الكهنة ويقال لهما بنو هارون.

ورغم ذلك لم يكن عددهم كبيرا، فلم يكن يتجاوز عدد المقاتلة في القبائل الثلاث ألفي شخص، مما يعطينا صورة تقريبية عن عددهم الكلي.

وهذا ما يفسر خسارتهم السيادة والنفوذ لصالح القادمين الجدد من الأوس والخزرج، اللتين اشتعلت بينهما حرب استمرت إلى ما قبل هجرة رسول المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وانقسم اليهود فيها بين الطرفين تحالفا وحربا وقتلا.

وكان لهم أيضا تجمع في أعلى الحجاز على الطريق بين يثرب والشام في خيبر، ويقال لها ريف الحجاز، ولم يكن يتجاوز عدد المقاتلة فيهم 1400 شخص على أبعد تقدير، بالإضافة إلى تجمعات محدودة في فدك وتيماء ووادي القرى.

"
لما بلغ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حديث الرسول "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" أجلى يهود خيبر وفدك ونجران، وأدى إليهم حقوقهم ويسر لهم التوطن في الشام والعراق

"

بنو النضير وقينقاع
وبدأ الإسلام الدين الجديد عهده مع اليهود بمواعدة ومهادنة، حفظا لهم ولمصالحهم، ولكن الحال لم تستمر على هذا المنوال.

وبحسب المصادر الإسلامية فقد بادر اليهود الإسلام بالخصومة وأخذوا يتدخلون تجسسا وتأليبا وموالاة في الصراع المتصاعد بين المسلمين وكفار قريش، فأجلى المسلمون بني قينقاع عن المدينة لنقضهم العهد إلى الشام بعد حصار استمر 15 يوما، وذلك في السنة الثانية للهجرة (624 ميلادية).

وفي السنة الرابعة للهجرة (625 ميلادية) حاول بنو النضير اغتيال الرسول فأجلاهم بعد قتال استمر 20 ليلة، فنزل البعض منهم في خيبر والبعض الآخر مضى إلى الشام.

بنو قريظة
أما بنو قريظة فقد انضموا لتحالف الأحزاب في غزوة الخندق وكشفوا ظهر المسلمين لقريش، حيث إن المسلمين لم يمدوا الخندق إلى بني قريظة اعتمادا على العهد الذي يجمعهم.

لذلك لما فشلت قريش في حملتها حاصر المسلمون بني قريظة في السنة الخامسة للهجرة (627 ميلادية)، ولما استسلموا أعطى نبي الإسلام الحكم فيهم لسعد بن معاذ سيد الأوس حلفاء بني قريظة، فأمر الأخير بقتل المقاتلة منهم وسبي النساء والذرية.

يهود خيبر
وبحسب المصادر الإسلامية فإن ما كان من يهود خيبر ليس بأقل مما كان من أقرانهم من تأليب وتحالف وإعداد، فعاجلهم المسلمون في السنة السابعة للهجرة (628 ميلادية) وحاصروهم في حصونهم إلى أن استسلموا على أن تحقن دماؤهم، فصالحهم المسلمون على ذلك وتركوا لهم الأرض يزرعونها بالنصف، ثم نزل بقية اليهود في فدك وتيماء ووادي القرى على مثل ذلك.

ثم كان من عمر بن الخطاب رضي الله عنه -خليفة المسلمين الثاني- لما بلغه حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب" أن أجلى يهود خيبر وفدك ونجران، وأدى إليهم حقوقهم ويسر لهم التوطن في الشام والعراق خاصة الكوفة، وبقي لهم بعض الوجود في المدينة ووادي القرى وتيماء لقرون عديدة، وكذلك استمر وجودهم في اليمن والبحرين إلى يومنا هذا.

يهود العراق:
وبعد الفتح الإسلامي للعراق قدر عدد اليهود فيه سنة 655 ميلادية بحوالي 90 ألف نسمة، وفي أوائل القرن السابع عشر الميلادي قدر الرحالة تكسيرا (1604-1605) يهود العراق بين 20 إلى 30 ألف بيت، وقدر الرحالة الدانماركي نيبور (1766) يهود الموصل بحوالي 150 بيتا. وفي مطلع القرن التاسع عشر قدر يهود العراق بنحو 2500 أسرة.

ومنذ عام 1870 أخذ اليهود بالتحرك نحو الجنوب، وشهد عام 1910 بداية ترك اليهود أحياءهم الخاصة وازدياد اختلاطهم بالمسلمين، خاصة بعد الحرب العالمية الأولى. وبلغ عددهم عام 1920 حوالي 78488 يهوديا تمركزت غالبيتهم في منطقة بغداد، وارتفع عددهم عام 1947 إلى 118 ألف يهودي.

يهود الشام:
يهود سوريا هم عبارة عن جماعتين، قدمت الأولى من الأندلس واستقرت في المدن السورية الكبرى، وما لبثت أن تعربت. ومع ظهور نظام الامتيازات الأجنبية في الدولة العثمانية، تدفقت جماعة أخرى من يهود أوروبا وشكلت نصف يهود دمشق وحلب، ومع نهاية القرن التاسع ذابت الفوارق بين المجموعتين.

أما يهود لبنان فأغلبهم قدم من إسبانيا في نهاية القرن الخامس عشر ومطلع القرن السادس عشر وسكنوا في بعض المناطق الجبلية والمرتفعة مثل دير القمر والمختارة وعين زحلتا وراشيا وجزين.

يهود الأندلس:
لم يكن لليهود أعداد كبيرة في الأندلس، ولكنهم استفادوا من الفتح الإسلامي وعززوا وجودهم فيها، وتعد الحقبة الأندلسية العهد الذهبي لليهود، ولم يشر التاريخ إلى تدهور أحوالهم في الأندلس إلا ما كان من المرابطين بعد استيلائهم على الحكم سنة 1086، حيث طهروا أجهزة الدولة من اليهود، ثم ما لبثت الأمور أن عادت إلى نصابها، وكذلك مع صعود أسرة الموحدين سنة 1146، حيث لم يعد اليهود يتمتعون بذلك الوضع الممتاز.

وتركز الوجود اليهودي الأندلسي في المدن مثل قرطبة وطليطلة وإشبيلية وسرقسطة، وذلك تبعا للوضع المميز الذي حازوه

والمناصب العالية في أجهزة الدولة التي شغلوها.

توزع اليهود منذ منتصف القرن الـ19

"
بعد عام 1950 أخذت أعداد اليهود في التناقص لأسباب اقتصادية وغيرها، ولكن السبب الأخطر برأي البعض هو قيام الدولة الصهيونية المعادية للعرب

"

كان يهود العالم الإسلامي مع بداية العصور الوسطى في الغرب يشكلون أكثر من نصف يهود العالم، وأخذوا في التناقص للأسباب التالية:

  1. تحول كثير من يهود الحاخامية إلى اليهودية القرائية التوحيدية المتأثرة بالإسلام، التي يصعب تفسير اختفائها دون اعتبار الإسلام كسبب أساسي في ذلك.
  2. تراجع العالم الإسلامي ككل، وتدهور أوضاعه عموما أدى إلى نزوح كثير من اليهود عنه.
  3. يعد الريف مصدرا للزيادة السكانية، وكان يهود الدول الإسلامية من سكان المدن، ولهذا كانت أعدادهم آخذة في التناقص.
  4. وآخرها وأهمها نشاط الحركة الصهيونية التهجيري وقيام دولة إسرائيل في قلب العالم العربي والإسلامي.

ويؤشر لهذا التناقص الإحصاءات التي سنعتمدها كصورة تقريبية لأعداد اليهود في العالم العربي.

عام 1946
بناء على مصادر الوكالة اليهودية وإحصائياتها التي قدمت إلى اللجنة الأنجلوأميركية عام 1946 قدرت أعداد اليهود في البلاد العربية بنحو 700 ألف أي 5 أو 6% من مجموع اليهود في العالم والذي كان يبلغ ما بين 16 و17 مليونا.

أما توزعهم فكان على النحو التالي:

البلد

التعداد التقريبي لليهود بالألف
سوريا ولبنان

16-18

العراق

120-130

اليمن وعدن

45-50

مصر

70-80

تونس

70-80

مراكش الفرنسية

170-180

مراكش الإسبانية وطنجة

30

الجزائر

120

مناطق أخرى
(حضرموت، البحرين، السودان)

3

عام 1950*
وبتقدير بعض المصادر الأخرى كانت أعدادهم سنة 1950 على النحو التالي:

البلد

عدد سكان اليهود

النسبة المئوية

مصر

75.000

0.4%
العراق

120.000

2.4%
لبنان

6700

0.8%
سوريا

6000

0.3%
البحرين

400

0.4%
حضرموت

2000

اليمن

8000 (غير مؤكد)

0.2%
عدن

1200

2.5%
ليبيا

14.000

15%
تونس

100.000

2.9%
الجزائر

120.000

1.7%
المغرب

225.000

2.6%
مراكش الإسبانية

14700
(عام 1940)

21%
طنجة

7000

2.8%

كانت نسبة اليهود ضئيلة بالنظر إلى التعداد العام في كل بلد من بلدان العالم العربي، وأعدادهم ليست بالضرورة أن تكون من حملة الجنسيات العربية، فاليهود العرب أقل من ذلك كثيرا.

ففي الجزائر ومصر كانت تحمل الأغلبية الساحقة من اليهود جنسيات أجنبية، وكانت نسبة الأجانب منهم أيضا عالية جدا في طنجة والمغرب الإسبانية وتونس. بينما من جهة أخرى تقل نسبة اليهود الأجانب في العراق وتكاد تنعدم في اليمن وعدن.

عاما 1958 و1969 *

البلد

عام 1958

عام 1969

مصر

40.000

1000

العراق

6000

2500

لبنان

6000

3000

سوريا

5000

4000

اليمن

3500

ليبيا

3750

100

تونس

85000

10000

الجزائر

140.000

1500

المغرب

200.000

50000

كما يلاحظ فإنه بعد عام 1950 أخذت أعداد اليهود في التناقص لأسباب اقتصادية، حيث ظهرت الدولة القومية وأخذ الاقتصاد الوطني يلعب دورا منافسا للأجنبي، ومعظم اليهود في العالم العربي يحملون جوازات أجنبية.

والسبب الأخطر برأي البعض هو "قيام الدولة الصهيونية المعادية للعرب"، حيث هاجر عدد كبير من اليهود إلى العالم الغربي وإسرائيل، ثم حرب 67 وما تلاها من حروب وأزمات بين العرب وإسرائيل أعطت هجرة اليهود العرب مبررات أكبر.

عاما 1986 و1992*

يصل عدد يهود الدول العربية حسب إحصاء عام 1986 إلى 26.900، أما عام 1992 فيصل عددهم إلى 13.200 على النحو التالي:

البلد

عام 1986

عام 1992

المغرب

17.000

7500

سوريا

4000

1200

تونس

3700

2000

اليمن

1200

1600

الجزائر

300

300

لبنان

250

250

مصر

250

200

العراق

200

200

المجموع

26.900

13.200

"
ترددت بعض الأنباء عام 2002 عن إعداد حكومة أرييل شارون خطة طارئة لإجلاء يهود المغرب وتونس بسبب الضائقة التي يحياها اليهود في هذين البلدين

"

فكما يبدو بين عامي 1986 و1992 تناقص عدد اليهود في العالم العربي إلى النصف تقريبا، وإذا أضفنا إلى ذلك ما يسمى بمصطلح "موت الشعب اليهودي" فإنه يؤشر إلى أنه لن يبقى يهود في دول العالم العربي.

ومن المهم الإشارة إلى أنه قد جرت بعض المحاولات العربية لاستعادة بعض اليهود العرب من فلسطين إلى بلادهم الأصلية في العالم العربي، حيث صدرت قوانين وتصريحات رسمية بهذا الشأن.

منها العراق والمغرب والسودان وليبيا والجمهورية العربية اليمنية ومصر، حيث دعا الرئيس المصري الأسبق أنور السادات اليهود من أصل مصري للعودة، وكذلك فعل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والعاهل المغربي الراحل الحسن الثاني.

ومنها أيضا الدعوة التي كان قد وجهها العقيد معمر القذافي ليهود ليبيا كي يعودوا إلى وطنهم، ومثل هذه الدعوات لم تلق استجابة جدية ما عدا قلة صغيرة لا تذكر، فضلا على ذلك فإن السلطات الإسرائيلية تفرض قيودا قاسية على هجرة أولئك اليهود إلى أي دولة في العالم.

ومن المهم الإشارة إلى الأخبار التي تتوالي من طرابلس الغرب ومن أكثر من عاصمة عربية وغير عربية عن عزم السلطات الليبية دفع تعويضات مالية ليهود ليبيا، وهو ما أكده من حيث المبدأ سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس القذافي، وجدد الدعوة لهم بالعودة إلى أرضهم ليبيا.

أما آخر الإحصاءات اليهودية (2004) التي تتحدث عن عدد اليهود في العالم العربي فقد أشارت إلى التالي:

الدولة

عدد اليهود

المغرب

7500

تونس

2000

العراق

120

سوريا

250

اليمن

800

مصر

أقل من 100

وتشير المصادر العربية إلى أن يهود البحرين بضع عائلات، ولهم ممثل يهودي في البرلمان، وذهب الدكتور عبد الله رمزي أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس إلى أن يهود البحرين حاليا 15 شخصا فقط، وذلك أثناء ندوة عقدت صيف 2002 في مركز زايد للتنسيق والمتابعة في أبو ظبي.

وعلى صعيد آخر يعتقد رمزي أنه توجد 100 عائلة يهودية تتحدر من أصول عراقية استوطنت في الكويت، عاد البعض منها إلى بغداد بينما اختارت أربع منها الاستقرار هناك.

ويقول رمزي أيضا إن الوجود اليهودي في مصر قد "اندثر بوفاة المحامي شحاتة هارون وهو آخر اليهود المصريين"، ويقدر عدد يهود اليمن بـ 500 فرد ويهود لبنان بنحو 50، أما يهود سوريا فيقدر عددهم بنحو 250.

ويرى الدكتور رمزي أن الوجود اليهودي في المنطقة العربية يتركز في المغرب، فيما تتحدث بعض المصادر المغربية عن تراجع عدد اليهود المغاربة إلى ما بين خمسة وأربعة آلاف بسبب الهجرة.

وترددت بعض الأنباء عام 2002 عن إعداد حكومة أرييل

شارون لخطة طارئة لإجلاء يهود المغرب وتونس بسبب "الضائقة التي يحياها اليهود في هذين البلدين".
________________
الجزيرة نت
* مصدر الجداول المشار إليها هو: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، عبد الوهاب المسيري المجلد الرابع، دار الشروق، القاهرة، الطبعة الأولى 1999، صفحة 262-263

المصادر:

1- موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، عبد الوهاب المسيري.
2- مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، اليهود في يثرب
3- مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، الأوس والخزرج
4- موقع الإسلام، سيرة ابن هشام-الجزء الأول، كتابه صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وموادعة اليهود
5- موقع الإسلام، المغازي للواقدي-الجزء الأول، غزوة بني قينقاع
6- موقع الإسلام، سيرة ابن هشام-الجزء الثاني، أمر إجلاء بني النضير
7- موقع الإسلام، المغازي للواقدي-الجزء الثاني، غزوة بني قريظة
8- موقع الإسلام، سيرة ابن هشام-الجزء الثاني، ذكر المسير إلى خيبر وما يليه

9– موقع الإسلام، سيرة ابن هشام-الجزء الثاني، إجلاء اليهود عن خيبر أيام عمر
10-اليهود في الشرق الأوسط، مأمون كيوان، الأهلية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 1996.
11-اليهود في الشرق الأوسط، مأمون كيوان.
12- موقع نداء القدس، يهود العالم، من دليل إسرائيل العام، عبد الوهاب المسيري
13- رئيس مجلس الشورى البحريني في حوار مع صحيفة الوطن القطرية 11 فبراير/ شباط 2004

14- تراجع عدد اليهود المغاربة، الشرق الأوسط، عدد 10 يناير/ كانون الثاني 2003
15- خطة لنقل يهود المغرب وتونس، الشرق الأوسط، عدد 6 مايو/ أيار 2002
16- ندوة في أبو ظبي عن انتشار اليهود العرب، الشرق الأوسط، عدد 18 يونيو/ حزيران 2002

17- jewish virtual library
18- مجلة الأمان اللبنانية، العدد 634، 3/12/2004

المصدر : غير معروف

إعلان