من الميدان إلى الفنان.. أول معرض رقمي يمزج الفن بالرياضة في الدوحة

لوحات رقمية تمثل سير مباريات مونديال قطر بمنظور فني جديد (الجزيرة)

الدوحة– فنان سعودي يرسم لوحة عن مباراة منتخب بلاده أمام الأرجنتين في كأس العالم، وآخر أرجنتيني يرسم لوحة مماثلة. وباستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (NFT) تمتزج اللوحتان لتشكل لوحة فنية واحدة تحمل كافة تفاصيل المباراة.

ذلك النوع من الفن أو ما يعرف باسم "إن إف تي" (NFT) أي الرموز غير القابلة للاستبدال، وقد تجسدت في إطلاق أول معرض رقمي يتم تنظيمه في قطر، من خلال مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) السعودي وبالتعاون مع مشيرب قلب الدوحة.

المعرض يحمل اسم من "الفنان إلى الميدان" ويضم 32 فنانا و64 لوحة فريدة تجسد جميع مباريات المونديال، ويقدم تجربة فريدة من نوعها، ولم يتبق سوى لوحات قليلة تمثل مباريات الدور قبل النهائي والنهائي ومباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

مركز إثراء بالتعاون مع مشيرب ينظمان المعرض الأول من نوعه في قطر (الجزيرة)

وتترجم اللوحات الرقمية مجريات المباريات وديناميكية اللاعبين داخل المستطيل الأخضر عبر تقنية الذكاء الاصطناعي "إن إف تي" حيث تمكّن هذه التقنية الجمهور من قراءة أحداث المباريات من خلال إحصائيات رقمية تعزز تجربة المشاهدة والتحليل.

ووفق قراءة هذه التقنية، تمثّل الأعلام الدول المشاركة، وتعبّر الدوائر المظلمة عن عدد أهداف الفريق الفائز، بينما تعبر الدوائر المفرغة عن الأهداف المسجلة بالفريق الخاسر، كما تجسد الخطوط المتصلة عدد تسديدات الفريق الخاسر، في حين تظهر الخطوط المقطعة عدد تسديدات الفائز، كما تجسّد علامة "إكس" (X) ضربات الجزاء الضائعة بطريقة إبداعية مبتكرة.

ويساهم المعرض في تعزيز قدرات الجمهور وعشاق الكرة في قراءة وتحليل بيانات المباريات، ومعرفة العديد من التفاصيل، للحصول على صورة أوضح عن مجريات المباريات وتحركات اللاعبين والخطط التكتيكية لكل فريق.

مد جسور التواصل

تقول هديل العيسى رئيس قسم التواصل بمركز "إثراء" -في تصريح للجزيرة نت- إنه من منطلق دور المركز الثقافي والعالمي "نحرص دائما على مد جسور التواصل الثقافي والحضاري مع العالم بتقديم مبادرات عدة على مدار الأعوام الماضية، ورأينا في كأس العالم فرصة عظيمة كأكبر حدث ثقافي عالمي وليس فقط رياضيا، حيث تجتمع أكثر من 32 دولة حول العالم؛ ومن هنا جاءت فكرة إطلاق أول معرض رقمي يربط بين الرياضة والفنّ بطريقة مبتكرة."

اللوحات الرقمية تترجم مجريات المباريات عبر تقنية الذكاء الاصطناعي (الجزيرة)

ولاقى المعرض الكثير من اهتمام الجمهور والإعلام المحلي والعالمي، كما شهد العديد من النقاشات عن الرسومات والأعمال الفنية التي تمثل كل دولة، وهو ما يعد بابا للتعرف على الثقافات المختلفة وفنون الدول.

الجمع بين الفن والرياضة والتكنولوجيا

من جهتها، تقول الكويتية الدكتورة شروق أمين، والقيمة على المعرض والتي تمتهن الفن منذ أكثر من 30 عامًا -في تصريح للجزيرة نت- إن المعرض هو الأول من نوعه بالمنطقة الذي تُستخدم فيه تقنية "إن إف تي" التي ستظل معنا في المستقبل عبر استخداماتها الكثيرة، معربةً عن سعادتها بكونها أحد القيمين على هذا المعرض الذي استطاع أن يستقطب 32 فنانا وفنانة من جميع أنحاء العالم لتمثيل دولهم التي شاركت في بطولة كأس العالم 2022.

هديل العيسى: رأينا في كأس العالم فرصة كأكبر حدث ثقافي عالمي وليس فقط رياضيا (الجزيرة)

وما يميز هذا المعرض أنه من خلال لوحات "إن إف تي" نجد -على سبيل المثال- أن لوحة فنان سعودي وأخرى لأرجنتيني تحويان جميع التفاصيل التي حدثت في المباراة التي جمعت بين الفريقين من تصويبات وأهداف وضربات ثابتة وغيرها، مما يجعل هذه اللوحة خريطة مفصلة للمباراة لتجمع بين الفن والرياضة والتكنولوجيا.

يُذكر أن مركز "إثراء" تم افتتاحه عام 2018 كمبادرة من شركة أرامكو السعودية للمجتمع، ويقع المركز بمدينة الظهران، ويضم العديد من الأقسام منها متحف مكون من 5 صالات عرض رئيسية، ومسرح للفنون الأدائية، إلى جانب مختبر لتطوير الأفكار وقاعة سينما ومتحف للطفل يعد الأول من نوعه في المملكة.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)