طالبوا بفتح الحدود وطرد السفير الإسرائيلي.. آلاف الأردنيين يحتشدون بالأغوار دعما لفلسطين

الأردنيون وجهوا عددا من الرسائل في زحفهم من شتى المحافظات تجاه الحدود مع فلسطين

الأردنيون يحتشدون بالأغوار غد الجمعة دعما للشعب الفلسطيني ومقاومته
أردنيون من كافة المحافظات ومن جميع الأعمار احتشدوا بالأغوار فرحا بانتصار المقاومة الفلسطينية (الجزيرة)

"جئت من مدينة معان بصحبة زوجتي وأولادي زحفا للحدود، لنشارك المقاومة انتصارها ونحتفل معها، ولنقول لإخواننا الفلسطينيين إنكم لستم وحدكم في هذه المعركة، فكما استشهد جدي في الدفاع عن فلسطين في معارك عام 1948، فنحن جاهزون لتقديم الروح والمال دفاعا عن القدس والمقدسات".

بهذه الفرحة والروح المعنوية العالية يشارك الستيني يوسف كريشان أبو صالح قادما من محافظة معان (250 كيلومترا جنوبي الأردن) في اعتصام جماهيري في منطقة سويمة بالأغوار الأردنية، في نقطة هي الأقرب للقدس والحدود الأردنية الفلسطينية، ويصرخ بأعلى صوته "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

يشارك كريشان آلاف الأردنيين ممن زحفوا لمناطق الاعتصامات من شتى محافظات المملكة، شيبا وشبابا وأطفالا، نساء ورجالا، تركوا يوم عطلتهم واتجهوا صوب المناطق الحدودية، محتفلين بالانتصار الذي حققته المقاومة، وفق مشاركين.

ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، شهدت ساعات الليل والفجر خروجا لآلاف الشباب المحتفلين بانتصار المقاومة، وفق وسائل التواصل، وشهدت عدة مناطق بالعاصمة عمان ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومحافظات خروجا للمحتفلين رغم الحظر الليلي.

وبعد صلاة الجمعة، نظمت فعاليات شبابية مسيرة حاشدة في منطقة وسط البلد احتفالا بانتصار المقاومة، وشهدت محافظات وقفات احتفالية بانتصار المقاومة ووقف إطلاق النار.

الأردنيون يحتشدون بالأغوار غد الجمعة دعما للشعب الفلسطيني ومقاومته
قيادات سياسية أردنية شاركت في الاحتفالات بانتصار المقاومة الفلسطينية (الجزيرة)

مطالب بانتظار التنفيذ

وشهدت المناطق الحدودية عدة اعتصامات اليوم الجمعة، أكبرها في منطقة سويمة التي تفصلها عن المنطقة الحدودية مسافة 1.5 كيلومتر، حيث تجمع الآلاف للمشاركة في احتفال دعت له الحركة الإسلامية وفعاليات شعبية وشبابية، بعد انتصار المقاومة الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة.

المشاركون في الاحتفالات على طول المناطق الحدودية، توحدت مطالبهم بـ"فتح الحدود والسماح للشباب بدخول الأراضي الفلسطينية لمشاركة الفلسطينيين معركتهم، وإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمّان وطرد السفير الإسرائيلي، وإعادة سفير الأردن من تل أبيب وإغلاق السفارة الأردنية هناك، وإلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية، وإلغاء اتفاقية استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل"، وفق مشاركين.

ويتشارك الأردن بأطول حدود مع فلسطين تم تقسيمها عام 1922، حسب اتفاقيات سايكس بيكو، ويصل طول تلك الحدود إلى نحو 360 كيلومترا، ويفصل بينهما نهر الأردن في المناطق الشمالية، والبحر الميت في الوسط، وسياج حديدي جنوبا يفصل بين أراضي وادي عربة شرقا وغربا، وصولا لحدود مائية على البحر الأحمر.

انتصار للأمة

وفي احتفال الانتصار بمنطقة سويمة، قال المتحدثون إن "معركة سيف القدس خاضتها المقاومة الفلسطينية نيابة عن الأمة، وباتت المقاومة عنوان الأمة وحاضرها ومستقبلها، وتأتي هذه المعركة تمهيدا لتحرير القدس وكل فلسطين".

ووفق متحدثين، فإن المقاومة أثبتت "للمطبعين من الدول العربية أن الكيان الصهيوني إلى زوال، وأن جيشه هش، ولا يخيف أطفال غزة وفلسطين"، مؤكدين أن "الأردن كان ولا يزال داعما للشعب الفلسطيني ومقاومته".

وطالب المتحدثون "الحكومة الأردنية وصناع القرار في المملكة بالانفتاح على حركة حماس وعودة العلاقات معها وفتح مكاتبها".

الأردنيون يحتشدون بالأغوار غد الجمعة دعما للشعب الفلسطيني ومقاومته
الجميع شارك المقاومة فرحتها (الجزيرة)

أجيال متعطشة للكرامة

من جانبه، وصف وزير التنمية السياسية السابق صبري الربيحات التفاعل الشعبي مع ما يجري غرب النهر "بالمهم وغير المسبوق أردنيا وعربيا، لأن الأجيال العربية والأردنية متعطشة للكرامة، فجاءت الأحداث لتعبر عن غضب هذه الأجيال واحتفاظها بهويتها، ولو أتيح لها المجال لفعلت أكثر من المسيرات والاعتصامات".

وتابع للجزيرة نت أن "الأنظمة العربية كانت شريكة في جرم تجريد الأمة العربية من أية أيديولوجيا، سواء الدين أو القومية أو حتى الإنسانية، لينمو الكيان الصهيوني في المنطقة بأريحية، وتم ضرب أية أيديولوجيا بتهم الإرهاب والعنصرية ومعاداة السامية وغيرها".

ويرى الوزير السابق أن "غالبية المشاركين بالفعاليات هم جيل الشباب الذي تعرض لمحاولات شطب تاريخ وذاكرة الأمة في مناهجه وإرثه وتراثه، حتى بات الموقف الشعبي متقدما جدا على الموقف الرسمي، فمن المؤسف أن يفقد الأردن قدرته على التأثير، ويغيب عن تفاصيل الأحداث والمفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار لصالح دول أخرى بالمنطقة، هذا ونحن أصحاب الوصاية على القدس، ومن غير المنطقي تقزيم دور الأردن وحصره بمستشفيات ميدانية وشاحنات من الأدوية".

الأردنيون يحتشدون بالأغوار غد الجمعة دعما للشعب الفلسطيني ومقاومته
الأطفال احتفلوا بانتصار المقاومة والقدس حاضرة على صدورهم (الجزيرة)

طرد السفير يراوح مكانه

برلمانيا، طالب مجلس النواب الأردني بـ"طرد السفير الإسرائيلي من عمّان وإغلاق السفارة، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة النظر في بنود معاهدة وادي عربة، ووقف العمل باتفاقية استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل"، وذلك خلال جلسة رقابية خصصت الاثنين الماضي لمناقشة ما يجري في فلسطين.

وفي رده على مطالب النواب، قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة إن "الحكومة ستدرس مذكرة مجلس النواب، وخيارات أخرى للرد على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".

المصدر : الجزيرة