هآرتس: يجب وقف العملية فورا.. مشكلة غزة لا تحل عسكريا

قضية غزة لا يمكن حلها عسكريا، وعملية "حارس الأسوار" لن تغير شيئا في ذلك ويجب إيقافها فورا

إسرائيل استهدفت الأبراج والبنى التحتية لغزة (رويترز)

طالبت صحيفة "هآرتس" (Haaretz) الإسرائيلية بالوقف الفوري للحرب على غزة، قائلة إن ذلك ليس فقط بسبب الألم والمعاناة الرهيبين اللذين تسببهما هذه الحرب لملايين الناس، وليس فقط لأن الولايات المتحدة الأميركية تطالب إسرائيل بذلك، وإنما أيضا لأن هذه الحرب لا تفيد إسرائيل بأي شيء.

وحتى، لو سلمنا جدلا، تقول الصحيفة في افتتاحيتها، بأن هذه العملية قد حققت إنجازات لإسرائيل، وهي في أفضل الأحوال إنجازات على المدى القصير، فإنه لم يبق هناك ما يستحق العناء من أجله.

وتحت عنوان "كفى" أبرزت الصحيفة أن إسرائيل مستمرة في هذه الحرب ببساطة لأنها تدفع ثمنا منخفضا نسبيا، وتريد إثارة إعجاب مواطنيها بقدرات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، اللذين يقاتلان جيشا بعيدا كل البعد عن أن يكون ندا لهما.

وحذرت من أن استمرار هذه العملية لعدة أيام أخرى لن يؤدي إلا إلى مزيد من الموت والدمار دون أن يخدم ذلك أي هدف لإسرائيل، بل لن يؤدي استمرار الحرب إلا إلى زرع المزيد من الخوف والكراهية والإحساس بالإهانة والرغبة في الانتقام، وفقا للصحيفة.

وحتى كتابة هذه السطور، تقول الصحيفة، بلغ عدد القتلى في عملية "حارس الأسوار" -سيف القدس- 212 في غزة، من بينهم 61 طفلاً ومراهقًا و36 امرأة، بينما قتل في إسرائيل 13 شخصا بينهم طفل في الخامسة من العمر، في حين أصيب 1400 شخص في غزة نصفهم من النساء والأطفال، منهم 50 في حالة حرجة، كما تعطلت الحياة في نصف دولة إسرائيل بشكل كامل ويعيش الكثير من الإسرائيليين في خوف دائم.

وبينما تتراكم الجثث ومعها أنقاض المنشآت العسكرية والمباني الشاهقة والمنازل والشقق والمكاتب والبنى التحتية المدنية في غزة، تستمر العملية دون هوادة، على الرغم من أنه من الواضح منذ بضعة أيام أنه لا طائل من ورائها ولن تقود إلا إلى نشر المزيد من الموت والدمار في غزة وإسرائيل، وفقا لهآرتس.

أما والحالة هذه فيجب، حسب الصحيفة، وقف هذه العملية فورا ودون أي تأخير أو ذرائع حتى قبل أن يضع المجتمع الدولي حدا لها.

فهذه حرب اختيارية أخرى خاطئة، حسب الصحيفة، ارتكبت قبلها إسرائيل جميع الأخطاء المحتملة، بما في ذلك الاستفزازات العنيفة وغير الضرورية في القدس الشرقية -في الشيخ جراح وباب العامود والمسجد الأقصى- وعلى الرغم من أن أيا من هذا لا يبرر إطلاق حماس العشوائي للصواريخ على السكان المدنيين، وفقا للصحيفة، فإنه كان من الأفضل لو أن إسرائيل حافظت على الهدوء خلال هذا الظرف الحساس بدلا من إثارة الاستفزازات.

ومهما صدر من تصريحات على المستويين العسكري والسياسي في إسرائيل، فإن هآرتس تشدد على أن هذه الحرب لا طائل من ورائها، إذ سيتم استبدال قادة جدد بقادة حماس والجهاد الإسلامي الذين قتلتهم إسرائيل، وستتم إعادة تأهيل القدرات العسكرية لكلا الحركتين بسرعة وستكون أكثر تعقيدًا وفتكًا من السابق، كما حدث بعد كل حروب غزة الأخرى.

وخلصت الصحيفة، في النهاية، إلى أن قضية غزة لا يمكن حلها عسكريا، وعملية "حارس الأسوار" لن تغير شيئا في ذلك ويجب إيقافها فورا.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية