كيف قابل مشجعون سعوديون إعلاميين إسرائيليين في المونديال؟

لم تأت رياح القنوات الإسرائيلية التي تنقل تغطيات كأس العالم في قطر كما تشتهيها، حيث تناقضت روايات مراسلي تلك القنوات، بين مدع بترحيب المشجعين السعوديين لهم، وواقع رصده مقطع فيديو يُظهر خلاف ذلك.
ونقل مراسل موقع يديعوت أحرونوت، راز شيشنيك، مشاعره بعد 10 أيام من وجوده في قطر لتغطية المونديال، قائلا "نشعر أننا مكروهون ومحاطون بالرفض والعداء، وغير مرغوب بنا هنا".
وفي سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر، قال شيشنيك "في قطر أدركنا كم هو حجم الكراهية لإسرائيل في العالم العربي، المونديال حدث ضخم، لكن حجم العداء أوصل مراسلينا لاستنتاج: كراهية إسرائيل ليست فقط في الحكومات أو بين الحكام، وإنما في الشارع وبين الكثير من الناس أيضا".
مشجع سعودي يرفض الحديث مع مراسل إسرائيلي "ليس هناك إسرائيل هناك فلسطين فقط" …. "انت ليس مرحب بك هنا" pic.twitter.com/1fLzuhRGiM
— Haitham El-Tabei التابعي (@Haithamtabei) November 26, 2022
وأضاف: "للبنانيين نظرات بغيضة، أما الاستثناء فهُم المشجعون السعوديون الذين تلقينا منهم الابتسامات".
ادّعاء الصحفي شيشنيك، أبطله مقطع فيديو يُوثق مواجهة بين مشجع سعودي ومراسل قناة "كان" الإسرائيلية، موآف فاردي، حيث خاطب المشجع المراسل، قائلا "إنها فلسطين وليست إسرائيل، أنت لست مُرحبا بك هنا، هذه قطر، أنت لست مُرحبا بك هنا، هناك فقط فلسطين، لا وجود لإسرائيل". وبدا المشجع السعودي غاضبا من وجود المراسل الإسرائيلي، ووجه له رسالته بحنق، بينما بدت مشاعر الارتباك على وجه المراسل فاردي.
ما فعله المشجع #السعودي ليس عيباً هوه ردة فعل لكل فلسطيني وعربي و مسلم تجاه كل إسرائيلي،كان يستطيع هذا الاعلامي يتوجه إلى أي مشجع غير عربي ويتحدث معاه عن كأس العالم هوه يريد أن يظهر للعالم انه غير مرحب بهم من الجمهور العربي في #قطر وهذا هو الواقع أنتم #إسرائيل غير مرحب بكم بيننا
— محمد العُمري🇸🇦✍🏻💚 (@mohammad1015) November 27, 2022
وشارك مراسل قناة "كان" مقطع الفيديو عبر حسابه على تويتر، وعلّق عليه "لم نلتقط الصور، لم نقم بنشرها، ولم نسأل عن رأيهم في إسرائيل" في إشارة إلى أن المشجع السعودي قد رفض وجوده دون أن يسأله المراسل أصلا. وأظهرت عدة مقاطع فيديو نُشرت على منصات التواصل غضب مشجعين عرب من وجود الصحفيين الإسرائيليين، ووجهوا رسائل تضامنية لفلسطين، في حين رفض كثير منهم الظهور على القنوات الإسرائيلية.
"ما في إسرائيل، في اشي إسمه فلسطين"
شاب فلسطيني رفقة شبان سعوديون يلقنون مذيع القناة الثانية عشر درسًا في الجغرافيا والسياسة، ويرفضون التعاطي معه خلال تغطيته مونديال قطر أمس الثلاثاء.
🔺 علّق بـ"الله حيهم" دعمًا للشبان الرافضين للتطبيع.#فلسطين_في_مونديال_قطر pic.twitter.com/Usz2I5R5WF
— مقاطعة (@Boycott4Pal) November 23, 2022
واضطر صحفيون إسرائيليون إلى التعريف عن أنفسهم بجنسيات أوروبية، تفاديا لردود أفعال المشجعين العرب. وهذا ما أكده مراسل موقع يديعوت أحرونوت، حيث قال "في البداية قلنا مرحبا ومددنا أيدينا وقدمنا أنفسنا كإسرائيليين، لكن عندما رأينا أن ذلك يؤدي دائما إلى مواجهة صعبة مع العرب، وصولا للشتائم الصارخة بلغة يمكن فهمها، قررنا تعريف أنفسنا كصحفيين من الإكوادور".
وتابع شيشنيك شارحا موقفا محرجا له في قطر "مواطن قطري بعد أن عرف أننا من إسرائيل، قال: أردت أن أقول لكم أهلا وسهلا، ولكن الآن لا أهلا ولا سهلا بكم.. انصرفوا من هنا بأسرع وقت ممكن".