اتفاق مصري أميركي على تعزيز الهدنة بغزة وبلينكن يجتمع مع الملك عبدالله الثاني

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (يمين) خلال استقبال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الفرنسية)

اتفقت مصر والولايات المتحدة، الأربعاء، على تعزيز التعاون لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اجتماعا مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان عقب لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري مع وزير الخارجية الأميركي، إن الجانبين اتفقا على تعزيز التنسيق بتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار في غزة.

ونقلت وكالة "رويترز" عن بلينكن قوله إن "مصر شريك حقيقي وفعال في التعامل مع العنف في الأراضي الفلسطينية".

وأضاف المصدر ذاته أن بلينكن شدد على أن بلاده ومصر تعملان من أجل أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون في أمن وأمان، حسب تعبيره.

وأدت مصر دورا رئيسا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، في التوسط لوقف إطلاق النار بعد 11 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ووعدت مصر الأسبوع الماضي، قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار، بتقديم 500 مليون دولار مساعدات لإعادة إعمار غزة مع تكليف شركات مصرية بهذه الأعمال.

وتعهد بلينكن أمس الثلاثاء بأن تقدم الولايات المتحدة مساعدات جديدة للإسهام في إعادة إعمار قطاع غزة، تشمل مساعدة فورية قيمتها 5.5 ملايين دولار، ونحو 33 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تتخذ من القطاع مقرا.

وقال بلينكن، في تغريدة على تويتر، إن واشنطن ستعمل أيضا لحث المجتمع الدولي على تقديم مزيد من الدعم لجهود توفير المساعدات الإنسانية.

وقبيل زيارة بلينكن، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن من المرجح أن يكون لمصر دور في إيصال هذه المساعدات.

وعقب اللقاء، توجه وزير الخارجية الأميركي إلى الأردن، حيث أجرى محادثات مع الملك عبد الله الثاني.

وقال بيان للديوان الملكي إن الملك عبد الله حذر خلال لقائه مع بلينكن من استمرار محاولات تهجير أهالي أحياء في القدس الشرقية.

وأضاف الديوان الملكي في بيانه أن الملك أشاد بدور واشنطن المحوري للسلام العادل والشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين.

بدوره قال الوزير الأميركي إن دور الملك عبد الله كان أساسيا ومحوريا لتعزيز جهود الاستقرار في المنطقة.

تحركات بريطانية

وفي السياق، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن المساعدات الإنسانية المقدمة للفلسطينيين لا يمكن أن تصل إلى ما وصفها بالمجموعات المتورطة في الإرهاب أو الأعمال العسكرية أو الأنشطة المقاطعة لإسرائيل.

وفي تصريحات عقب مباحثاته مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، قال راب إن بريطانيا تعتبر حماس منظمة إرهابية، ويجب عليها إنهاء هجماتها ضد إسرائيل، حسب تعبيره.

من جانبه، شكر أشكنازي بريطانيا على وقوفها إلى جانب إسرائيل ودعم حقها في الدفاع عن نفسها، على حد قوله.

وكان وزير الخارجية البريطاني قد قال إن زيارته للمنطقة تأتي نتيجة شعور قوي بضرورة التوصل إلى حل سلمي.

وشدد، في الوقت نفسه، على أن الحل القائم على أساس الدولتين هو الطريق الوحيد أمام الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التوصل إلى السلام.

كما بدأ دومينيك راب اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إثر وصوله إلى مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.

ولاحقا، يلتقي راب، في رام الله، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، ووزير الخارجية رياض المالكي.

ومؤخرا، وصل وزراء خارجية مصر والأردن، والولايات المتحدة، إلى رام الله، في إطار الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق النار.

إدانة للاحتلال

من جانبها، أيدت الحكومة الأيرلندية اقتراحا برلمانيا يدين الضم الفعلي للأراضي الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في حين قالت إنه أول استخدام لهذه العبارة من جانب إحدى حكومات الاتحاد الأوروبي بخصوص إسرائيل.

وندد وزير الخارجية الأيرلندي سايمون كوفني بما وصفها معاملة إسرائيل "غير العادلة" للشعب الفلسطيني.

وقال كوفني إن "نطاق أفعال التوسع الاستيطاني الإسرائيلي ووتيرتها وطبيعتها الإستراتيجية، والنية من ورائها، وصلت إلى نقطة نحتاج فيها لأن نكون صادقين بشأن ما يحدث، وهو ضمٌ فعلي".

وأضاف أن دعم هذه المذكرة يعكس القلق الكبير الذي يساور الحكومة الأيرلندية بشأن النية من هذه الإجراءات وتأثيرها.

لكن وزير الخارجية الأيرلندي أصر على إضافة التنديد بالهجمات الصاروخية التي شنتها حركة حماس، بينما عارض ذلك حزب "شين فين" الذي طرح المذكرة البرلمانية.

بدوره، أعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية جاو لي جيان، عن قلق الصين البالغ إزاء العدد الكبير من الضحايا، بسبب الصراع الأخير بين إسرائيل وفلسطين.

وأكد جاو دعم بلاده لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عقد الاجتماع الخاص لمناقشة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي غدا، الخميس.

ويأتي الاجتماع بناء على طلب تقدمت به منظمة التعاون الإسلامي لصياغة مشروع قرار يدعو إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان.

المصدر : الجزيرة + وكالات