عبد الله الأول

undefinedشهدت فترة حكم الملك عبد الله حرب 1948 التي شارك فيها الجيش الأردني مع الجيوش العربية، واتحدت الضفة الغربية وهي ما تبقى من فلسطين مع الأردن. وقد اغتيل الملك عبد الله في القدس وهو يدخل المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.

الميلاد والنشأة
ولد الملك عبد الله بن الحسين بن علي عام 1882، وهو الابن الثاني للشريف الحسين بن علي شريف مكة وملك الحجاز عام 1917.

التعليم
تلقى عبد الله تعليمه الأولي في إسطنبول حيث كان يقيم مع والده، ثم راح يثقف نفسه عن طريق التعليم الذاتي.

التوجهات الفكرية
كان الملك عبد الله الأول صاحب حجة قوية ولديه القدرة على الإقناع. وكان يعتبر مجيء اليهود إلى فلسطين طوال العشرينيات والثلاثينيات تهديدا للتركيبة الديموغرافية للسكان في فلسطين وبأنها ستحول العرب هناك من أغلبية إلى أقلية محكومة في بلادهم. ويصف مزاعم اليهود التاريخية في فلسطين باللامعقول وبأنها ستغير من خريطة العالم السياسية إذا ما أقرتها الدول الغربية. وكان يرى أن الغرب مغيب عن معرفة حقيقة ما يجري في فلسطين والبلدان العربية بسبب سيطرة اليهود على وسائل الدعاية والإعلام وقلة الوجود العربي الفعال هناك. ولم يمانع الملك عبد الله في قبول اليهود داخل فلسطين ولكن كأقلية تعيش تحت الحماية العربية كما كان الحال في الماضي.

حياته السياسية
عين عبد الله شريفا على مكة عام 1908 وفي عام 1912 انتدب نائبا عن مكة في البرلمان العثماني الذي كان يسمى مجلس "المبعوثان"، واختير في ما بعد نائبا لرئيس المجلس، وفوضه والده في التباحث مع المعتمد البريطاني في مصر عندما زارها في طريق عودته من إسطنبول إلى مكة، وهي المفاوضات التي عرفت بمراسلات الحسين- مكماهون.

وزيرا للخارجية
شارك عبد الله في الثورة العربية الكبرى التي قادها والده الشريف حسين ضد الدولة العثمانية عام 1916. وبعد أن أعلن والده نفسه ملكا على الحجاز عام 1917 اختاره وزيرا للخارجية ومستشارا سياسيا له.


إمارة شرق الأردن
شكل الأمير فيصل بن الحسين مملكة سوريا التي كانت تضم ما يعرف الآن بلبنان والأردن وفلسطين، ورشح الأمير عبد الله ملكا على العراق إلا أن الإنجليز رفضوا ذلك. وعندما هاجم الفرنسيون دمشق وأسقطوا حكم أخيه هناك حشد جيشا لاسترداد العرش الهاشمي، ووصل إلى عمان عام 1921. وقبل أن يصل إلى سوريا اقترح عليه وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل أن يستقر في شرقي الأردن وأن تعترف به بريطانيا أميرا على تلك المنطقة شريطة ألا يعارض في إقامة دولة لليهود في فلسطين.

وفي القاهرة عقد تشرشل عام 1921 مؤتمرا مع كبار موظفي ومستشاري وزارة المستعمرات وممثلي بريطانيا في الأقطار العربية، وعرض عليهم هذا الاقتراح، وتمت الموافقة عليه بعد ذلك بعامين (مايو/ أيار 1923). واعترفت بريطانيا بشرقي الأردن إمارة مستقلة ضمن الانتداب البريطاني على فلسطين على أن تسثني هذه الإمارة من إقامة وطن قومي لليهود فيها والاكتفاء فقط بفلسطين.

المملكة الأردنية الهاشمية
شارك الأمير عبد الله في الاجتماع التأسيسي لجامعة الدول العربية بالقاهرة، ثم أعلن نفسه ملكا على إمارة شرق الأردن في مايو/ أيار 1946 بعد أن حصلت على استقلالها، وسميت المملكة الأردنية الهاشمية.

حرب 1948 ووحدة الضفتين
اختير الملك عبد الله قائدا عاما للجيوش العربية التي دخلت فلسطين عام 1948، وفي عام 1949 عقد مؤتمرا بأريحا حضره عدد من وجهاء فلسطين أعلن فيه ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية، وتم انتخاب مجلس نواب جديد وقسمت مقاعده مناصفة بين الضفتين.

وفاته
اغتيل الملك عبد الله في 20 يوليو/ تموز 1951 وهو يدخل المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة.
__________
المصادر:
1- كيف يرى العرب اليهود، مقالة للملك عبد الله، المجلة الأميركية نوفمبر/ تشرين الثاني 1947.
2- موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، المجلد الثالث، ص 845-846.

المصدر : الجزيرة