جدران أخرى غير الجدار الإسرائيلي


undefined

إعداد: سيدي أحمد ولد أحمد سالم

ليس جدار الفصل الإسرائيلي أول جدار يفصل بين شطرين أو يحصر مجموعة معينة في نطاق ما، فهنالك جدران عديدة أريد منها أن تشكل حاجزا مانعا وتدمر المباني والمزراع وتقسم السكان وتفصل بين الأهل والجيران. ونورد هنا نماذج من تلك الجدران:

جدار برلين
من أشهر الجدران العازلة في العالم وقد تزامن إنشاؤه مع بلوغ الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي ذروتها. تم بناء جدار برلين في 13 أغسطس/ آب 1967 ليعزل الجزء الغربي الرأسمالي عن الجزء الشرقي الشيوعي. وقد شق الجدار العمارات وفصل بين المنزل وحديقته وبين الصديق وحميمه وبين الأب وابنه، رغم أن إريك هونيكر رئيس ألمانيا الشرقية آنذاك ذكر أن الغاية منه هي الفصل بين جنة الطبقة الشغيلة الكادحة بالشرق عن جحيم الإمبريالية في الغرب. وقد ظل الجدار قائما طيلة 21 سنة وثلاثة أشهر حيث تم تحطيمه يوم 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989 بعدما تهاوت أنظمة أوروبا الشرقية الشيوعية.

وبلغ طول جدار برلين: 165.7 كلم مع 210 قلعات تضمن مراقبة المتسللين، وقد وضعت على بعض أجزائه أسلاك شائكة يبلغ طولها 55.4 كلم، وكان ارتفاعه 3.2م. وأنيط بحراسته على مدار الساعة 14 ألف شخص معززين بـ600 كلب بوليسي. وخلال تاريخ الجدار تم إطلاق 1693 طلقة نارية صوب المتسللين. وقد نجح 5043 شخصا في تسوره واللجوء إلى ألمانيا الغربية من بينهم 574 عسكريا، كما تم القبض على 3221 شخصا من المتسللين وقتل 239 شخصا وجرح 260 شخصا منهم.

جدار بلفاست أو جدران بلفاست
undefined
تعرف أيرلندا الشمالية صراعا حادا بين طائفة البروتستانت وطائفة الكاثوليك وفي سبتمبر/ أيلول 1969 وضعت القوات البريطانية حواجز من الأسلاك الشائكة وأكياسا من الرمل للفصل بين حيين في مدينة بلفاست بأيرلندا الشمالية هما: حي فالس "Falls" حيث يوجد الكاثوليك وحي الشانكيل "Shankill" حيث يوجد البروتستانت.
ومع ما زامن إنشاء هذا الحاجز من تصريحات رسمية بريطانية من أنه لن يعدو أن يكون "خطا للسلام" ‘peace line’ إلا أنه مع مرور الوقت تحول من جدار واحد إلى 10 جدران تفصل عدة أحياء في مدينة بلفاست، وقد بنيت تلك الجدران بالأسمنت والحديد. ولم تتوقف –رغم تلك الجدران- الأزمة بين الطائفتين المسيحيتين بأيرلندا الشمالية. بل يذهب بعض المطلعين إلى أن الأحياء المحيطة بالجدران هي أكثر أحياء خطورة من حيث السلب والنهب وانتشار الجرائم.

undefined

نيقوسيا والخط الأزرق
عرفت قبرص في 24 ديسمبر/ كانون الأول 1963 ذروة الصراع الدامي بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين. وبعد ستة أيام من القتال تم الاتفاق على إنشاء منطقة محايدة تمتد على طول خط وقف إطلاق الناء عرفت بالخط الأزرق الذي يفصل بين المجموعتين اليونانية والتركية.

وعندما فشلت المحاولة الانقلابية في 15 يوليو/ تموز 1974 ضد الأسقف ماكاريوس قامت القوات التركية بعملية إنزال بحري في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب من نفس السنة في الجانب الشمالي الشرقي من جزيرة قبرص والمأهول بالقبارصة الأتراك والذي يبلغ 37% من مساحة الجزيرة. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت نيقوسيا مقسمة إلى قسمين يفصلهما جدار وأسلاك شائكة مع وجود منفذين اثنين على طول الجدار.

ولأول مرة في التاريخ وفي 23 أبريل/ نيسان 2003 سمحت السلطات القبرصية اليونانية والسلطات القبرصية التركية بعد 29 سنة بعبور الخط الأخضر فاجتازه 7 آلاف قبرصي يوناني و5 آلاف قبرصي تركي فشاهدوا منازلهم السابقة التي رحلوا عنها عام 1974.

undefined

مدينة موستار البوسنية والنهر العازل
في العامين 1993 و1994 اندلعت الحرب البوسنية-الكرواتية التي مات جراءها بمدينة موستار وحدها 2000 قتيل. وقد أدت الصراعات داخل موستار بين البوسنيين والكروات إلى تقسيم المدينة في ربيع 1994 إلى قسمين، قسم غربي يعيش فيه أكثر من 40 ألف كرواتي، وقسم شرقي يعيش فيه أزيد من 30 ألف بوسني، ويفصل بينهما نهر نيرتفا الذي يشكل حاجزا طبيعيا. وقد تم تحطيم الجسر الرابط بين الجهة الغربية والجهة الشرقية في التسعينيات من القرن الماضي وكان قد ظل مسلوكا خلال أربعة قرون مضت.

جدار وارسو
تم احتلال بولونيا عام 1939 من طرف ألمانيا النازية، وبنى هتلر جدارا حول الحي اليهودي وسمي بـ"غيتو وارسو". وقد بدأ بناء هذا الجدار يوم 12 أكتوبر/ كانون الأول 1940.

ويقع هذا الجدار وسط مدينة وارسو ويبلغ علوه 3 أمتار معززة بالأسلاك الشائكة.
ويبلغ السكان المحاصرون داخل الجدار عدة مئات آلاف. وقد تم تهجير بعضهم كما قتل البعض في انتفاضة عرفها غيتو وارسو.
_______________
قسم البحوث والدرسات- الجزيرة نت
المصادر
1 – Systeme mur
2 – Facts of the Berlin Wall
3 – Des Murs et des Vies
4 – The Warsaw Ghetto Uprising

المصدر : الجزيرة