المجتمع التركي بين ثقافتين

 
 

هاشم الشبيب

تميز المجتمع العثماني على اختلاف قومياته وطوائفه طوال قرون عديدة بالسكون ووحدة الهوية على اختلاف مكوناتها، خاصة بين الشعوب المسلمة التي كانت منضوية تحت الراية العثمانية، ولم يكن للهوية التركية ظهور بارز على الإطلاق حتى بدأت ملامح انهيار الإمبراطورية لتتنازع المجتمع التركي ثقافتان لم تبتعدا عن مضمون الصراع بين الدين والعلمانية في تركيا.

الانفصام الثقافي
نفور المجتمع
معالم الهويتين

الانفصام الثقافي

بقيت الهوية العثمانية واحدة موحدة حتى ظهور بوادر الحركة القومية الطورانية. وهذا الظهور كان بتأثير النظريات القومية في أوروبا التي جاءت عن طريق البعثات والإرساليات العلمية التي توجهت إلى ألمانيا وفرنسا حيث بدأ الانفتاح العثماني على العالم الغربي الذي كان يعيش نمو الحركات والنظريات القومية.

"
بدأ الانفصام داخل المجتمع العثماني بين متمسك بالهوية الموروثة ومتحمس لتقليد أوروبا وتجاربها
"

كانت إسطنبول عاصمة الإمبراطورية وسيلانيك في اليونان مركز النشاط لبدء ظهور النظريات الطورانية والمبادئ الأولية لسياسة التتريك التي كانت المحرك الأول لزوال الإمبراطورية وتمزق هويتها. من هنا بدأ الانفصام داخل المجتمع العثماني بين متمسك بالهوية التي ورثها منذ قرون ومتحمس لتقليد أوروبا وتجاربها. قاد التوجه الأخير الضباط العائدون من ألمانيا والمتعلمون العائدون من فرنسا.

ولما كان قالب الهوية المستورد الجديد نابعا من الأفكار الأوروبية التنويرية التي انبثقت من الصراع المرير مع الكنيسة فقد اتسم مناصروها والمبشرون بها من المخططين للتخلص من التأثير الديني في الحياة، مؤيدين ومدعومين من القوميين الطورانيين وعناصر الأقليات غير المسلمة خاصة من طائفة (الدونمة) وهم من اليهود الذين أعلنوا إسلامهم والمتوزعين في منطقة سلانيك داخل اليونان الخاضعة للإمبراطورية العثمانية، وكذلك في كل من أزمير وإسطنبول.

إلا أن المتأوربين من العثمانيين أخذوا الأفكار الأوروبية دون دراسة أو تدقيق لظروف بلدانهم الأصلية. ولما كان أكثرهم ممن يعانون من سيطرة النفوذ الديني المحافظ -المتحجر أحيانا- وبدوافع قومية شوفينية اعتمدوا النظريات القومية على أساس أنها هي التي ستبعث الحياة في جسم الإمبراطورية (المريضة) وهذا ما أثار التمزق والصراع.

وعند نهايات الحرب العالمية الأولى كانت الإمبراطورية العثمانية المتحالفة مع المحور ضمن الممتلكات المعروضة للقسمة بين الحلفاء، ولا بد من التنويه هنا أن الذي زج بالدولة العثمانية للتحالف مع المحور هي القوى والحركات القومية التي تأثرت بالأفكار العنصرية ورفعت رايات التتريك التي قصمت ظهر الإمبراطورية ومزقت أوصالها.

كانت أراضي الوطن الأم التي تضم أرض الأناضول والجزء الأوروبي من تركيا اليوم هي الأخرى محتلة من قبل قوات التحالف، وهو ما دفع مجموعة من ضباط وقادة الجيش القديم وعددا من المليشيات المحلية لخوض حرب شعبية لتحرير الأراضي في تركيا التي نعرفها اليوم.

خاض المحاربون بقيادة مصطفى كمال الملقب بـ(أتاتورك) حربا ضروسا لتحرير الأرض قرية قرية ومدينة مدينة. اتخذ أتاتورك موقفا مناهضا للعثمانيين ، كما أنه كان من المعجبين والمؤمنين بأفكار المفكر القومي التركي (ضياء كوك ألب) الذي يعد المنظر الأهم للفكر القومي التركي وهو يدعو بوضوح إلى انتزاع الأتراك من حضارة الشرق الأوسط وإدخالهم في مدار الحضارة الأوروبية.

ومع استحالة ذلك علميا و حضاريا قرر مصطفى كمال انتهاج ذلك. ولما كان الإسلام هو العمود الفقري للحضارة والمجتمع العثماني فقد قرر إقامة الجمهورية على أسس علمانية مع موقف متشدد للغاية من الإسلام باعتباره المناهض الأخطر لأفكاره، واعتمد في ذلك على الكوادر العسكرية المشبعة بالأفكار الأوروبية التي اعتقدت أن نقل الفرد من (التبعية) العثمانية إلى (المواطنة) التركية ستحقق انتقاله كليا إلى الحالة الجديدة.

وبعقلية العسكري المنتصر أعلن أتاتورك ورفاقه عام 1923 قيام دولة جديدة هي (الجمهورية التركية) بحدودها الحالية ورفعوا شعار (سلام في الوطن وسلام في العالم).

وفي العام 1924 شرع البرلمان التركي دستورا جديدا ثبت فيه النظام الجمهوري شكلا للدولة على ضوء المبادئ الستة التي تعد منهاج أتاتورك السياسي وهي مبادئ الجمهورية والقومية والشعبية واللائقية (العلمانية) والدولة المركزية والثورية (الانقلابية).

بعد ذلك أخذ المتطرفون العلمانيون بالتشدد إزاء كل ما يمت للإسلام بصلة إلى درجة تحريف مذكرات قادة حرب التحرير التي سبق أن نشرت في السنوات الأولى لقيام الجمهورية. فقد نشر الكاتب التركي الشهير فالح رفقي آطاي في صحيفة (اكشام) بتاريخ 3 أكتوبر/ تشرين الأول 1922 مذكرات حول معركة (كوجه تبه) الشهيرة ضد الجيوش اليونانية، وفيها أن فوزي باشا -أحد رموز حرب التحرير رئيس أركان الجيش التركي- انزوى ليتلو آيات من القرآن الكريم وذلك في الساعات الحرجة من المعركة وبينما كانت أصوات المدافع تدوي.

لكن عندما أعيد نشر هذه المذكرات في كتاب السيد آطاي (الساعات القديمة) عام 1933 لم يكن لواقعة تلاوة القرآن الكريم ذكر لأنها لم تكن منسجمة مع المرحلة الجديدة.

كل ذلك جرى واستمر حتى يومنا هذا بحجة حماية الجمهورية اللائقية من خطر الرجعية الدينية ووفاء لمبادئ أتاتورك الستة. ولو كان أتاتورك حيا لغير كثيرا من تلك المبادئ أو على الأقل لطورها بما يتناسب والظروف المستجدة.

ويصف  سليمان ديميريل -السياسي المخضرم وأحد زعماء العلمانية اليمينية في تركيا- الفترة التي أعقبت قيام الجمهورية وإعلان الدستور بأن الدولة كانت من دون دين، وأن الإخلاص والتقدم كان يقاس بمعايير الابتعاد عن الدين، وذلك بسبب الظروف والأحوال السائدة في حينه ما خلق انزعاجا ونفرة من الدولة لدى سواد الناس.

نفور المجتمع

خلق التوجه الجديد للدولة نفورا واستغرابا لدى العامة، إذ إن الطبيعة البشرية تميل للتريث في تغيير أنماط حياتها الروحية والمعنوية. من هنا بدأ الشعور لدى الآخر بذاته وخصوصياته، فكلما ازدادت هتافات العلمانية ورفض الماضي تعمق اعتزاز الجماهير بالدين، وكلما تصاعد التمجيد بالقومية التركية تعمق شعور الانتماء العرقي لدى القوميات الأخرى في المجتمع، وهذا مؤشر انفصام خطير في بيئة ذات تنوع عرقي وطائفي.

"
خلق التوجه العلماني للدولة التركية نفورا واستغرابا لدى العامة وزاد اعتزاز الناس بالدين كلما تصاعدت هتافات العلمانية
"

إن حالة الإنقسام وانعدام الولاء لا تظهر طالما كانت الدولة وأجهزتها قوية ومتماسكة، ولكنها تطفو على السطح فور انحسار السيطرة المركزية القوية وتحرر الغالبية الصامتة من الخوف.

ويمكن القول إن الفترة التي أعقبت سقوط الإمبراطورية العثمانية وقيام الجمهورية التركية هي فترة سيادة العلمانية الحكومية كجهاز وعناصر بشرية واتجاه سياسي لم يسمح للاتجاهات الدينية أو رموزها بأي نوع من النشاطات.

مما أوردناه آنفا تظهر أمامنا صورة واضحة للهوية الثنائية التي عاشها الشعب التركي في العهد الجمهوري حيث أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني على الإطلاق علمانية الخطاب والتوجه، والحزب السياسي الوحيد الناشط في الجمهورية هو (حزب الشعب الجمهوري) الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك وهو حزب شمولي لا منافس له و يقوده أتاتورك ورفاقه في حرب التحرير. أما القوات المسلحة فتمثل الحارس الأمين للجمهورية ونظامها العلماني الذي يسير وفق المبادئ التي أعلنها أتاتورك وأصبحت بعد وفاته غير قابلة للتطوير والتغيير، وبذلك أصبح مجتمع المدن في تركيا علمانيا أتاتوركيا صلبا يقوده العلمانيون الجدد الذين لا يخفون عدم اهتمامهم وأحيانا عداءهم للإسلام لاعتقادهم بأنه السبب في تخلف الإمبراطورية وجهلها.

ولهذا السبب كان التعليم في الكليات العسكرية والأمنية والجامعات والمؤسسات التعليمية شديد الحساسية من الدين حتى عد المتدينون من أشد الأخطار على العهد الجديد. في الوقت نفسه ابتعدت الطبقة الحاكمة عما يدور في القرى والأرياف التي اتسم سكانها بالالتزام بالدين والتدين. وأخذ شكل الهوية بالانفصام الحاد، وكان جيل المدن الجمهوري علماني الشكل فارغ المحتوى وأصبح حائرا بين انتمائه لتاريخ وحضارة لا يعرف عنها شيئا ولا يستطيع فهمها بسبب تغيير الحرف من العثمانية (الحرف العربي) إلى اللاتينية وسحبه عنوة ليكون أوروبيا شكلا ومظهرا بشخصية وروح عثمانية.

ولم يدرك العسكريون أن تغيير العقول ليس بسهولة تغيير الملبس والمسكن، ولذلك لم يتمكنوا من استيعاب بقاء المواطن في القرية والريف بشكل أكثر توازنا وأعمق فهما لكينونته وانتمائه، وقد بدت نتائج ذلك بعيد فترة التعددية الحزبية حيث هزم الحزب الحاكم في أول انتخابات جرت في البلاد في14 مايو/ أيار 1950 وعندها فاز الحزب الديمقراطي بالأغلبية الساحقة (53.5%) وشكل عدنان مندريس أول حكومة تحترم الإسلام دون أن تدخله في العملية السياسية، ولم يستطع الأتاتوركيون العلمانيون إزاحة الديمقراطيين عن الحكم إلا بانقلاب عسكري بقيادة رئيس ألاركان آنذاك الجنرال جمال كورسيل بعد ذلك بعشر سنوات وأصبح التدخل العسكري أسلوبا وحيدا لتبوء العلمانيين السلطة في تركيا منذ ذلك التاريخ، حيث أخذ التيار الأتاتوركي بالضمور والاضمحلال.

جدير بالذكر أن عزل عصمت إينونو خليفة أتاتورك عن رئاسة حزب الشعب الجمهوري على يد ربيبه بولند أجويد عام 1972 ومحاولة الأخير طرح شعار الوسط جاء لينقذ الحزب من عزلته. كما أن أجويد تحالف مع حزب السلامة الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان لينفتح به على بقية الجماهير التركية وليبتدئ هدنة مع التيارات الإسلامية لم تدم طويلاً.

معالم الهويتين

إن فوز حزب العدالة والتنمية الساحق في الانتخابات العامة الأخيرة وتوقعات فوزه في الانتخابات القادمة تشير إلى الاحتمالات القوية لاستمرار التيار الإسلامي التجديدي الذي يرفض استخدام الإسلام سياسيا بشكل قاطع، ويعتبر تياره تيارا محافظا تجديديا يرفض القواعد والأطر الثابتة في العمل السياسي.

"
من المتوقع استمرار تيار الإسلام التجديدي الذي يرفض استخدام الإسلام سياسيا بشكل قاطع
"

كما أن هذا التيار يرفض زج الإسلام في السياسة لأن أهدافها ووسائلها متغيرة بينما الدين خال من الشوائب والأخطاء. أشير هنا إلى أن بعض المفكرين الأتراك يشبهون فكر التجديديين الإسلاميين اليوم بالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأميركية، ويشيرون إلى دعوة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش إلى اعتماد النموذج التركي الإسلامي باعتباره الأكثر ملاءمة للعصر. أما اليساريون العلمانيون الأتاتوركيون فإنهم يرفضون ذلك باعتبار أن تركيا جمهورية علمانية، ويتوافق معهم الإسلاميون التقليديون، ولكن لأسباب معاكسة بطبيعة الحال.

ويتجه التجديديون إلى الخصخصة والسوق الحرة ويحققون إنجازات هامة في هذا الميدان، بينما يعارض العلمانيون ذلك لأنه يضعف من سيطرة و توجيه الحكومة المركزية على الاقتصاد في الوقت الذي تشير فيه البيانات والإحصائيات إلى تقدم مذهل في الحقل الاقتصادي في العهد الجديد.

كما يتجه التجديديون أيضا إلى الحد من النفوذ العسكري على الشؤون السياسية، وقد نجحوا إلى حد كبير في ذلك، بينما يجاهد العلمانيون والقوميون المتشددون دون جدوى إلى إعادة نفوذ العسكر في الشؤون السياسية من جديد.

أما فيما يتعلق بالنزاع مع حزب العمال التركي وأمثاله من التنظيمات المسلحة فقد نجحت سياسة الدولة التركية في حصره دون أن يتطور إلى نزاع قومي، كما أنها تميزت بتعاملها الحذر و الدقيق مع مستجدات الأحداث على عكس الاتجاهات اليسارية والقومية التي تدعو إلى الضرب بشدة وبدون حساب لما قد يحدث.

وعلى صعيد العلاقات الدولية لم ينجح اليسار والعلمانيون في تطوير علاقاتهم القديمة مع اليسار الأوروبي والحركات الديمقراطية والاشتراكية ومع إسرائيل خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية، بينما قام التجديديون الإسلاميون بتطوير علاقاتهم بالمنظمات اليهودية الأميركية وإسرائيل ومراكز القرار في الولايات المتحدة الأميركية ما سحب البساط من تحت أقدام أصدقاء إسرائيل وأميركا القدامى وأصبح الإسلاميون التجديديون الأصدقاء المقربين لمركز القوة الأحادي الجديد.

كما أن الإسلاميين الجدد نجحوا في التقرب من العرب والمؤتمر الإسلامي مستفيدين من علاقاتهم القديمة مع مراكز القرار العربية والإسلامية، في حين فشل اليسار في ذلك.

إن تمترس الحرس القديم ضد كل ما يجري في الساحة بدأ يفقده الكثير من التأييد في الوسط الإعلامي حيث أخذ بعض مشاهير الكتاب والباحثين بالتعاطف مع الاتجاه التجديدي السائد، واضمحل التوجه الداعي لتدخل العسكر في السياسة رغم وجود من يدعو لذلك حتى الآن.

إن نظرة فاحصة للصراع المحتدم اليوم بين العلمانيين والإسلاميين تكشف عن حالة الجمود والسلبية التي يعاني منها معسكر اليسار في تركيا، فالعسكر فقدوا سطوتهم السابقة التي تمتعوا بها حتى بداية فترة زعيم التجديد اليميني توركوت أوزال، وكذلك فشلوا في تقديم أي جديد لتركيا سوى الدفاع اللفظي عن المفاهيم الأتاتوركية والتخندق في مواجهة وهمية مع عدو لا يعرفه أحد يروم القضاء على النظام الجمهوري الذي أسسه أتاتورك.

كما أن فشل جميع محاولات توحيد القوى اليسارية وحتى يسار الوسط في سلك القضاء وبعض الجامعات وكذلك المفكرون اليساريون يعود سببه إلى العقلية الأيديولوجية التي تسيطر على تلك التيارات من جهة، واعتمادها على رفض الآخر والتقوقع على ذاتها، فضلا عن رفضها تجديد أسلوبها الخطابي القديم، وافتقارها لقادة جدد يتمتعون بالكاريزما القيادية اللازمة.

وكنتيجة لذلك لم تفلح الأحزاب اليسارية في الحصول على الحد الأدنى من الأصوات للدخول إلى البرلمان ما عدا حزب الشعب الجمهوري بزعامة دنيز بايكال الذي استطاع دخول البرلمان في انتخابات العام 2006 ولكن بنسبة تقل عن 7% عن انتخابات 2002، وهو مع غيره من الأحزاب العلمانية مهدد بخسارة أكبر في الانتخابات القادمة إذا لم يدخل في تحالفات جديدة مع الأحزاب اليسارية أو يسار الوسط.

أما النقابات ومنظمات المجتمع المدني فقد انحسر تأثيرها أمام المنافسة الحادة للتيارات الإسلامية، إضافة إلى نشاطات المنظمات اليمينية التقليدية التي أخذت تتبنى مفاهيم لاترفض الدين بشكل كامل لكنها تبقي مسافة بينه وبين المجتمع كالنشاطات المهنية والتنظيمية المعتدلة التي تقوم بها التنظيمات الإسلامية الحداثية بقيادة

حزب العدالة والتنمية.

وخلاصة القول أن مجتمع تركيا اليوم منقسم إلى يسار متقوقع داخل أطر قديمة أكل الدهر عليها وشرب، يغازل العسكر طمعا في السلطة وهو في خسارة مستمرة للجماهير؛ والقسم الآخر إسلامي متجدد يكتسح الشارع بأطروحات حداثية ونشاطات سياسية أثمرت في بناء علاقات متطورة مع العالم الخارجي خاصة في التقدم نحو الانضمام للاتحاد الأوروبي حلم تركيا الذي حمله أتاتورك دون أن يوفق اليسار وطبقة العسكريين في التقدم نحو ذلك الهدف ما حرمه من دعم الكثيرين من اليمين ويسار الوسط.
_______________
دبلوماسي عراقي سابق في تركيا

المصدر : الجزيرة