بنيامين بن موسى النهاوندي

قسم البحوث والدراسات

عاش بنيامين بن موسى في مدينة نهاوند ببلاد فارس (إيران) في نهاية القرن الثامن وبداية التاسع الميلاديين.

"
أنكر النهاوندي ما يوهمه ظاهر نص العهد القديم من تشبيه وتجسيم متأثرا في رأيه بمذهب الفارابي في نظرية "العقول" التي انبثقت عن الله تعالى وأنها تتولى الإشراف على خلق الكائنات السماوية والأرضية وعلى مختلف شؤونها.

"

النهاوندي والفلسفة الإسلامية
بنيامين النهاوندي من أبرز أتباع عنان بن داود وتسمى طائفته بالأكبرية (نسبة إلى مدينة "أكبر" بالقرب من بغداد). وقد طور آراء العنانيين متأثرا في ذلك بالفلاسفة المسلمين وبالمعتزلة، حيث تأثر كثيرا بالفارابي وبابن سينا.

ويذهب ابن حزم في كتابه الفصَل في الأهواء والملل والنحل إلى أن بنيامين النهاوندي‏ ‏ قرر في مذهبه أن المتشابه في التوراة كله مؤول، وأنه تعالى لا يوصف بأوصاف البشر ولا يشبه شيئاً من المخلوقات ولا يشبهه شيء منها.

وعلى هذا الأساس يكون بنيامين أحد زعماء مذهب التأويل في الدين اليهودي، واتخذ في ذلك سَنن بعض المفكرين المسلمين فيما يتعلق بالمتشابه من القرآن الكريم، وحاول تطهير النسق الفكري اليهودي، من الحلولية أي إعطاء الإله صفات بشرية.

فعلى سبيل المثال أنكر النهاودني ما يوهمه ظاهر نص العهد القديم من تشبيه وتجسيم متأثرا في رأيه بمذهب الفارابي في نظرية "العقول" التي انبثقت عن الله تعالى، كما ينبثق الضوء من الشمس، وأن العقول تولت الإشراف على خلق الكائنات السماوية والأرضية وعلى مختلف شؤونها.

وقد انضمّ إلى نحلته عدد كبير من القرائين اليهود، وأصبح يقارن علما ومكانة بمؤسس الفرقة عنان بن داود.

آثاره
إن أهم ما تمتاز به فرقة الأكبرية عن بقية فرق القرائين، أنها لا تؤمن إلا بأسفار موسى الخمسة (أسفار التكوين والخروج والتثنية واللاويين والعدد)، ولا تعترف ببقية أسفار العهد القديم.

ألف بنيامين كتبا كانت في أغلبها بالعربيّة كما تذكر الموسوعة اليهودية ومنها:

  • تعليق على الأسفار الخمسة.
  • تعليق على سفر أشعياء.
  • تعليق على سفر دنيال وغير ذلك.

________________
الجزيرة نت

المصادر:
1 – BENJAMIN BEN MOSES NAHAWENDI
2 – فرق اليهود ونظرتهم إلى الأسفار
2 – عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهودية والصهيونية، ج 5، دار الشروق، ط1، 1999، ص 332.
4 – الفِصَل في الأهواء والملل النحل

المصدر : غير معروف