تحديد هوية العراق أمر معقد وصعب

undefined
 
إن قضية الهوية Identity تمثل النقطة الجوهرية في بناء المجتمع السياسي والدولة الوطنية Nation-State ومثلت هذه المسألة محلا للخلاف في العديد من الدول العربية على الرغم من أن الأغلبية في الوطن العربي (وعلى الأخص المحكومين) يقرون بأن لهم هوية حضارية مشتركة هي الحضارة العربية.         
 
 
 
ظهرت إلى جانب الهوية العربية في البلدان العربية المختلفة هويات سياسية غير مشتركة ومتصارعة بدءا بـ"الهوية القطرية" ومروراً بـ "الهوية الإسلامية" وانتهاءً بـ" الهوية الإثنية المحلية"، وأدت بالنتيجة إلى حالة خطيرة تتعلق بالإقرار بـ"هوية واحدة" وإنكار كل "الهويات الأخرى".
 
ومن هنا بدأت مشكلة النظام السياسي في الدول العربية: أزمة الهوية Identity Crisis التي تتعلق أساساً وكما يقول البروفيسور (لوشيان باي Pye ) بشعور المواطنين بأنهم مرتبطون معا من خلال تنظيم مشترك. وعندما يكون هذا الشعور مرتبطا بنظام سياسي معين وإقليم محدد فسيُفهم بكونه توجها نحو كونه شعورا مستقلا في مجتمعات حديثة ومستقرة، وهو يطفو على أنواع اُخرى من الشعور والولاء الثانوي نحو طبقة أو مهنة أو دين.(?)
 
وتظهر أزمة الهوية كما يحدد ذلك البروفيسور (باي) عندما تكون التحديدات المادية والنفسية للشعور الجماعي غير ملائمة وغير مقبولة تحت الظروف التاريخية الجديدة، وبالنسبة لنظام سياسي يحاول أن يقدم مستويات جديدة من الإنجازات (وعلى الأخص عند بناء الدولة من جديد) فإنه من الضروري للمواطنين أن يعيدوا تعريف أنفسهم : من هم؟ وبماذا يختلفون عن الآخرين في أنظمة سياسية واجتماعية مختلفة؟(2)
 
وفي إطار علم السياسة هناك أربعة أنواع مختلفة من أزمة الهوية:
  1. الأزمة الأولى تتعلق بالشعور نحو الإقليم والعلاقة ما بين المعطيات الجغرافية والشعور الوطني.
  2. الأزمة الثانية تتعلق بحالة كون الهيكل الاجتماعي (وعلى الأخص التناقض الطبقي) منقسما وغير موحد بدرجة أنه سيؤثر على الوحدة الوطنية.
  3. الأزمة الثالثة تتعلق بالنزاعات ما بين المجموعات العرقية (الإثنية) وغيرها من الهويات الثانوية وتأثيراتها على بناء هوية وطنية مشتركة.
  4. الازمة الرابعة تظهر من خلال الآثار السايكولوجية للتغييرات الاجتماعية السريعة وما يرافقها من النظرة نحو العالم الخارجي.

العراق وإشكالية الهوية الوطنية

"
لقد كانت مسألة (هوية العراق) و(من هو العراقي ولمن ينتمي؟) تمثل نقطة محورية أساسية في عملية بناء الدولة الوطنية في العراق

"

لقد كانت مسألة (هوية العراق) و(من هو العراقي ولمن ينتمي؟) تمثل نقطة محورية أساسية في عملية بناء الدولة الوطنية Nation-State في العراق. وقد واجه الملك فيصل الأول (مؤسس المملكة العراقية وأول ملك لها من ??2? إلى ???2) هذه المعضلة وجاهد في إبداء رأيه فيها وإيجاد حلول لها.

وفي مذكرة مهمة جدا كتبها وبعث بها إلى العديد من الساسة العراقيين في تلك الفترة لإبداء آرائهم حولها(?) وطرح فيها أفكاره حول المسائل الآتية:
 
  • إن البلاد العراقية من جملة البلدان التي ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية، ذلك هو الوحدة الفكرية والملَية والدينية، فهي والحالة هذه مبعثرة القوى، منقسمة على بعضها.
  • إن ساستها يجب أن يكونوا حكماء مدبرين، وفي الوقت نفسه أقوياء ماديا ومعنويا، غير مجلوبين لحساسيات أو أغراض شخصية، أو طائفية، أو متطرفة، يداومون على سياسة العدل والموازنة، والقوة معا، على جانب كبير من الاحترام لتقاليد الأهالي، لا ينقادون لتأثيرات رجعية، أو لأفكار متطرفة تستوجب رد الفعل.
  • في العراق أفكار ومنازع متباينة تستوجب رد الفعل.(4)
  • وتطرق كذلك لمسألة أفكار واَراء المتعصبين وأرباب الأ فكار القديمة ويقول: "إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بل توجد كتلات بشرية، خالية من أي فكرة وطنية… فنحن نرى، والحالة هذه، أن نشكل من هذه الكتل شعبا نهذبه، وندربه، ونعلمه، ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف، يجب أن يعلم عظيم الجهود التي يجب صرفها لإتمام هذا التكوين وهذا التشكيل". (5)
بناء الأمة
ولأجل هذا التكوين، أي تكوين شعب بمعنى بناء الأمة Nation Building فإنه وفي رأي الملك فيصل الأول يجب القيام بالخطوات التالية:
  • تشكيل جيش قوي
  • الاهتمام بالتربية والتعليم
  • الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية
  • إقامة العدل والنظام
  • القيام بالخدمات العامة
هذا التوجه الفكري والعملي لم يتم تحويله إلى واقع الحياة السياسية الاجتماعية ولذلك بقي خارج اللعبة السياسية وخارج اهتمامات النظام السياسي، ولم يتمكن النظام الملكي في العراق في الفترة من ??2? إلى ??5? من تحديد هوية العراق وتحقيق الوحدة الوطنية، بل إن النظام قد اتسم بكونه نظاما غير مستقرً (سياسيا واجتماعيا) مما مهد السبيل لقيام ثورة ?4 يوليو/تموز ??5?.
 
وعندما نتمعن في القانون الأساسي العراقي (الدستور) لعام ??25 والذي استمر العمل به لنهاية العهد الملكي، نلاحظ أنه لم يحاول أن يحدد للعراق بصورة مباشرة هويته الخاصة، ولكن عند قراءة نص الفقرة (2) من المادة/24 من القانون الأساسي نستنتج أن الدولة العراقية في تلك الفترة هي دولة عربية، لأن تلك الفقرة تنص على أن "للملك أن ينشئ اتحادا مع دولة عربية واحدة أو أكثر".(6)
 
وكذلك من دلالة المادة/?? التي تنص على أن "العربية هي اللغة الرسمية…." وعلى هذا الأساس فإن العراق (أو المملكة العراقية)كان من مؤسسي جامعة الدول العربية في آذار/مارس ?945 حيث إن المادة /? من ميثاق الجامعة تنص على ما يأتي"تتألف جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة..". (?)
 
وكذلك فإن توجهات الدولة العراقية كانت تؤكد على الاقتراب وتوثيق العلاقات مع الدول العربية والتي أدت إلى إنشاء الاتحاد العربي الهاشمي في فبراير/شباط ??5? ما بين العراق والأردن، في خطوة نحو الوحدة العربية وفي مواجهة خطوة وحدوية أخرى متمثلة في إنشاء الجمهورية العربية المتحدة ما بين مصر وسورية في فبراير/شباط ??5?، ولكن في تحديد هوية الشعب العراقي فإنه لم تكن هناك توجهات واضحة في إطار الدستور أو السياسة الواقعية للعراق ومع ذلك فإنه من قراءة الدستور يتبين لنا أن هذا الشعب هو شعب مسلم وذلك حسب نص المادة /?? من القانون الأساسي الذي ينص على أن "الإسلام دين الدولة وحرية القيام بشعائره المألوفة في العراق على اختلاف مذاهبه محترمة…".(?)
 
إذن، في العهد الملكي كانت المحاولات لتحديد هوية العراق هي محاولات غير مباشرة وغير صريحة.

 
عروبة العراق
هذا الوضع تغير مع ثورة ?4 يوليو/تموز ?95? فقد أشار البيان الأول للثورة إلى توجهات حكومة الثورة بالقول: "…وهذا لا يتم إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة وترتبط بروابط الإخوة مع الدول العربية والإسلامية…".(9)
 

"
في يوم 2? يوليو/تموز ?95? صدر الدستور المؤقت للثورة الذي حدد هوية العراق بالشكل الآتي ففي المادة (2): العراق جزء من الأمة العربية

"

وفي يوم 2? يوليو/تموز ?95? صدر الدستور المؤقت للثورة الذي حدد هوية العراق بالشكل الآتي:(??)

ففي المادة (2): العراق جزء من الأمة العربية. وبصدد مكونات الشعب العراقي القومية جاءت المادة (?) بالآتي: يقوم الكيان العراقي على أساس من التعاون بين المواطنين كافة باحترام حقوقهم وصيانة حرياتهم ويعتبر العرب والكراد شركاء في هذا الوطن ويقر هذا الدستور حقوقهم القومية ضمن الوحدة العراقية.
 
إذن في عهد الجمهورية الأولى (??5? -??6?) كانت هوية العراق العربية واضحة (على الأقل دستوريا)، على الرغم من الخلافات العميقة مع الجمهورية العربية المتحدة والقوى العربية القومية في داخل العراق.
 
باستلام حزب البعث للحكم في ? فبراير/شباط ??6? توضحت معالم توجه العراق نحو تعميق هوية العراق وذلك بفعل أيديولوجية حزب البعث المنادية بالوحدة العربية، حيث أكد البيان الأول "العمل نحو استكمال الوحدة العربية وتحقيق وحدة كفاح عربي ضد الاستعمار …".(??)
 
وحاول النظام الجديد إقامة وحدة ثلاثية بين العراق ومصر وسوريا لإثبات توجهه القومي الوحدوي. إلا أن هذه المحاولات قد باءت بالفشل، فقد بدأ مع النظام الجديد صراع دموي رهيب مع القوى اليسارية الديمقراطية التقدمية والحركة التحررية الكردية، انتهى بسقوط النظام في ?? نوفمبر/تشرين الثاني ?96? حيث استلمت القوى القومية العربية الحكم وحاولت هي الأخرى أن تحقق هدف الوحدة العربية مع الجمهورية العربية المتحدة واتخذت بعض الخطوات التي تعتبر بسيطة وبطيئة في التوجه نحو هدف الوحدة.
 
إذن في ظل هذا النظام الجديد بدت ملامح الهوية العربية للعراق واضحة، حيث جاء في الدستور المؤقت الصادر في 2? أبريل/نيسان ?964 ما يأتي: المادة (?): الجمهورية العراقية دولة ديمقراطية اشتراكية تستمد أصول ديمقراطيتها واشتراكيتها من التراث العربي وروح الإسلام، والشعب العراقي جزء من الأمة العربية هدفه الوحدة العربية الشاملة.
 
وفق هذه المادة لم يصبح العراق جزءا من الأمة العربية بل إن الشعب العراقي نفسه أصبح  جزءا من هذه الأمة، وهذا يعتبر تغييرا جوهريا من حيث إن الشعب العراقي بكل مكوناته القومية المختلفة أصبح جزءاً من الأمة العربية، وبقيت هذه المادة على ما هي عليها في الدستور المؤقت الصادر في 2? سبتمبر/أيلول ?96? بعد وصول حزب البعث إلى الحكم مرة ثانية في ?? يوليو/تموز ??6?.

 
الاعتراف بحقوق الكرد
بعد أن استقر الحكم لصالح حزب البعث وبعد أن تم الوصول إلى اتفاق مع قيادة الثورة الكردية لحل المشكلة الكردية وذلك في ?? مارس/آذار ?9??، تم إصدار دستور مؤقت آخر في ?6 يوليو/تموز ?9??، وبصدد هوية العراق جاء فيه ما يأتي:
  • المادة (?): العراق جمهورية ديمقراطية شعبية ذات سيادة هدفه الأساس تحقيق الدولة العربية الواحدة وإقامة النظام الاشتراكي.
  • المادة (5): الفقرة (أ): العراق جزء من الأمة العربية. والفقرة (ب): يتكون الشعب العراقي من قوميتين رئيسيتين هما القومية العربية والقومية الكردية، ويقر هذا الدستور حقوق الشعب الكردي القومية والحقوق المشروعة للأقليات ضمن الوحدة العراقية.
  • المادة (?): (جـ): تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الأكراد بالحكم الذاتي.
وفي مشروع الدستور لعام ???? الذي لم ير النور جاء ما يأتي:
  • المادة:(2): العراق جزء من الوطن العربي يعمل لتحقيق الوحدة العربية الشاملة.
  • المادة (6): يتكون شعب العراق من العرب والأكراد ويقر الدستور حقوق الأكراد القومية ويضمن الحقوق المشروعة للعراقيين كافة ضمن وحدة الوطن والدولة والمجتمع.
  • المادة (?2): تتمتع المنطقة التي غالبية سكانها من الأكراد في العراق بالحكم الذاتي… وفي إطار وحدة العراق القانونية والسياسية والاقتصادية والوحدة الشعبية.
وهكذا وباستعراضنا لكل هذه التوجهات السياسية والقانونية الدستورية نلاحظ أن تحديد هوية العراق لم يكن أمرا طبيعيا يجري بسهولة بل إن الآراء كانت مختلفة ومتعارضة ما بين اعتبار العراق جزءا من الأمة العربية أو من الوطن العربي، هل يعتبر الشعب العراقي جزءاً من الأمة العربية أم لا؟

 
                        الواقع الجديد للعراق
 
وتأسيساً عليه فقد تراكمت هذه المسألة الحيوية بدرجة أنه بعد سقوط النظام في 9/4/2??? تم تناولها مرة أخرى في مداولات مجلس الحكم أثناء وضع قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية الذي صدر في ?/?/2??4حيث جاء في المادة /? الفقرة (ب) أن "العراق متعدد القوميات والشعب العربي فيه جزء لا يتجزأ من الأمة العربية".
إذن توضحت معالم جديدة للعراق وشعبه، فالعراق بلد ذو قوميات متعددة وعلى ضوء هذا الإقرار فإن جزءا من شعبه (وهو الشعب العربي الذي تبلغ نسبته نحو ?? % من نسبة السكان) هو فقط جزء لا يتجزأ من الأمة العربية.
 
وبهذا فإن جزءا آخر من الشعب العراقي وهو الشعب الكردي (ويشكل نحو 2? % من السكان) لا يعتبر جزءا من الأمة العربية كما جاء في الدساتير العراقية المختلفة.

 
موقع الدولة
ومن هنا بدأت إشكالية جديدة في بناء الدولة الجديدة في العراق،
أين تجد هذه الدولة موقعها؟ هل هي في إطار الوطن العربي أم الأمة العربية أم الأمة الإسلامية أم الشرق الأوسط؟
 

"
بدأ تخوف حقيقي لدى العرب من أن يؤدي عدم وضوح الهوية إلى ابتعاد العراق عن محيطه التاريخي المتمثل بالعالم العربي والإسلامي الذي سوف يشكل صورة جديدة للعراق الجديد

"

وبدأ تخوف حقيقي لدى العرب من أن هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى ابتعاد العراق عن محيطه التاريخي المتمثل بالعالم العربي والإسلامي الذي سوف يشكل صورة جديدة للعراق الجديد.

 
هذه المسألة أدت إلى مناقشات مستفيضة انعكست على أعمال لجنة صياغة الدستور التي كلفت بكتابة مسودة الدستور العراقي الدائم.
وقد جاءت المسودة التي أعلنت في 2?/?/2??5 معلنة في المادة /? منها أن "العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب، وهو جزء من العالم الإسلامي، والشعب العربي فيه جزء من الأمة العربية".
 
وقد اعترضت الجامعة العربية ممثلة في أمينها العام على هذه الصياغة وطلبت تفسيراَ لها، حيث اعتبر الأمين العام للجامعة المسودة "وصفة للفوضى".

 
النص البديل
وفي نفس الوقت ظهرت آراء ترفض هذا النص أعلاه وبالأخص من جانب العرب السنة وحتى من جانب جزء مهم من العرب الشيعة. إزاء هذا الوضع ناقشت الجمعية الوطنية العراقية هذه المسألة (من ضمن ?2 قضية مختلفا عليها) وتوصلت إلى صياغة جديدة للنص أعلاه أدرجتها في التعديل الثالث على المسودة التي سلمت إلى الأمم المتحدة في ?4/9/2??5. وجاء في المادة (3) من النص الجديد ما يأتي: "العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب، وهو جزء من العالم الإسلامي، وعضو مؤسس وفعال في الجامعة العربية وملتزم بميثاقها"، إذن على ضوء هذه المادة فإن هوية العراق تحدد كما يأتي:
  • العراق بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب 
  • أن العراق جزء من العالم الإسلامي
  • أن العراق عضو مؤسس وفعال في الجامعة العربية وملتزم  بميثاقها.


إن الفقرتين (?) و (2) لا تثيران مشاكل معقدة حيث إنهما تعكسان واقعا في العراق. ولكن الإشكالية هي مع الفقرة (?) لكونها تؤكد أن العراق هو عضو مؤسس وفعال في الجامعة العربية. ماذا يعني هذا؟
 
كما أشرنا أعلاه فإنه وحسب المادة /? من ميثاق جامعة الدول العربية يحق فقط للدول العربية أن تنضم إلى الجامعة. وهذا يؤدي إلى تشكيل النتيجة التالية: العراق عضو مؤسس وفعال في الجامعة العربية التي لا تقبل إلا الدول العربية كأعضاء فيها. إذن العراق وفق هذا النص دولة عربية وهكذا فإن هذا النص الجديد (الذي استبعد التأكيد على كون الشعب العربي في العراق جزء من الأمة العربية) يؤكد ولو بصورة غير مباشرة، هوية العراق العربية.
 
ومادام هذا النص قد حظي بموافقة الأكثرية في البرلمان العراقي فإنه نص يعبر عن الواقع الجديد للعراق، وهو مطروح للاستفتاء في ?5/??/2??5 لأجل تثبيته وإقراره.
 
إن مبدأ (التوافق) هو الذي أدى إلى هذه النتيجة وهذا المبدأ جزء اساسي في محاولة ترسيخ الديمقراطية كجوهر للنظام السياسي العراقي الجديد وهو مرهون بموافقة الشعب في الاستفتاء القادم.
 
إنني أرى طالما أن هذا التحديد للهوية العراقية الجديدة قد تم بالتوافق وبعد مناقشات طويلة وبعد أن تم تعديل نص سابق أثار العديد من المناقشات فإنه (أي تحديد الهوية) ممكن الأخذ به طالما أنه في الجوهر لا ينكر انتماء العراق للمحيط العربي الإسلامي.

_______________
الهوامش
(?) Lucian W.Pye,"Identity and the Political Culture" in:  Binder, Leonord and Others, Crises and Sequences in Political Development, Princeton/1971           
PP 102-133
(2)   نفس المصدر أعلاه
(?)   عبد الكريم الازري، مشكلة الحكم في العراق، لندن ???? ، ص ?
(4)   نفس المصدر أعلاه ، ص 2
(5)   نفس المصدر أعلاه ، ص 5
(6)   ليث عبد الحسن الزبيدي، ثورة ?4 تموز ?95? في العراق/ بغداد/ ط 2 /?9?? ص ?94
ويشير الباحث الزبيدي إلى أن نصوص البيان الأول للثورة واضحة وضوحا تاما في أنها ليست في صالح القومية العربية والوحدة العربية. نفس المصدر أعلاه ، ص ?96.
(?)   د.رعد الجدة، التطورات الدستورية في العراق/ بغداد 2??4 ، ص 2?5
(?)   د. عبد المجيد العبدلي، قانون العلاقات الدولية/ بدون مكان الطبع/ ?994 ص 5??  
(9)   د.الجدة، المصدر السابق / ص2?? 
(??)  د.الجدة، المصدر السابق / ص??5 
 ونلاحظ أن نص المادة/ ? اقتبس أصلا من دستور (حزب المؤتمر الوطني) لسنة ?956 والذي حاول الحزبان الوطني الديمقراطي والاستقلال تشكيله بعد إلغاء الأحزاب السياسية في العراق عام ??55 ولكنهما لم يفلحا في الحصول على الإجازة الرسمية.
انظر : كامل الجادرجي/ مذكرات كامل الجادرجي وتاريخ الحزب الوطني الديمقراطي/بيروت ?9??/ ص64? .
وقد نشرت جريدة (خه بات) الناطقة بلسان الحزب الديمقراطي الكوردستاني سلسلة من المقالات حول المادتين/ 2 و? باعتبارهما تشكلان تناقضاَ وبالأخص فيما يخص

بموقع الأكراد في الأمة العربية على أساس أن الأكراد يشكلون قومية خاصة بهم.
انظر : جريدة (خه بات) ، بغداد /كانون الثاني ??6?.
(??)  د.علي كريم سعيد ، من حوار المفاهيم إلى حوار الدم/ بيروت/ ???9 / ص6?.

المصدر : الجزيرة