بنيامين بن إليعازر


undefinedبرز اسم بنيامين (فؤاد) بن إليعازر بقوة على مسرح الأحداث بعد فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون في فبراير/شباط 2001 حيث تولى وزارة الدفاع التي أوكلت إليها مع غيرها من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مهمة إخماد انتفاضة الأقصى. وكانت حصيلة الشهداء منذ قبول بن إليعازر لهذا المنصب في مارس/آذار حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول من عام 2001 أكثر من 600 شهيد وقرابة 20 ألف جريح.

مولده ونشأته
ولد بنيامين بن إليعازر في العراق عام 1936، وهاجر إلى إسرائيل عام 1949 بعد عام واحد فقط من إنشائها حيث كان يبلغ من العمر آنذاك 13 عاما، وفور إنهائه دراسته الثانوية التحق بكلية القادة والأركان ثم استكمل دراساته العليا في كلية الأمن القومي بتل أبيب.

تاريخه العسكري والسياسي
قضى بنيامين بن إليعازر معظم سنوات حياته في الجيش الإسرائيلي، وتولى خلالها العديد من المناصب، فبدأ حياته العسكرية في أحد ألوية الجيش الإسرائيلي في الجولان السورية المحتلة، ثم تدرج في المناصب حتى أصبح قائدا لسرية، وفي حرب 1967 كان قائدا لفرقة استطلاع داخل سيناء، وبين عامي 1970 و1973 سافر إلى سنغافورة للعمل ضمن البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية هناك.

في حرب 1973 كان بن إليعازر نائبا لقائد لواء مدرع في سيناء، وبانتهاء الحرب صدر قرار بتعيينه قائدا لإحدى ألوية الجيش في المنطقة الشمالية. لعب بن إليعازر دورا مهما في جنوب لبنان عام 1977 خاصة في محاولاته التنسيق بين الجيش الإسرائيلي وبعض المسيحيين اللبنانيين. وبين عامي 1978 و1981 تم تعيينه حاكما عسكريا للضفة الغربية وقطاع غزة.

ترك بن إليعازر الجيش لمدة قصيرة في عام 1981 حاول خلالها دخول الكنيست فانضم إلى حزب "تامي" بزعامة أهارون أبو حتسيرا وعين سكرتيرا عاما للحزب ورشح نفسه في انتخابات 1981 لكنه لم ينجح فعاد مرة أخرى إلى الجيش ليعمل منسقا للأعمال في الضفة الغربية وقطاع غزة في الفترة من 1983 إلى 1984.

قرر ترك الجيش مرة ثانية عام 1984 ليجرب حظه في دخول الكنيست على قائمة حزب "ياحد" بزعامة عزرا وايزمان، وتكللت جهوده هذه المرة بالنجاح بعد أن فاز الحزب بثلاثة مقاعد برلمانية. وفي عام 1988 وبعد أن قرر وايزمان دمج حزبه مع حزب العمل أصبح بن إليعازر العضو الخامس والعشرين في قائمة الحزب التي فازت في انتخابات الكنيست الثاني عشر، وعمل ضمن فريق الحزب في لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الفترة من 1984 إلى 1992 وكذلك في الفترة من 1996 إلى 1999، وضمن فريق لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في الفترة من 1984 إلى 1988، ولجنة الإسكان من 1984 إلى 1988، ورأس اللجنة البرلمانية للصداقة الإسرائيلية الكندية من 1988 إلى 1992.

في عام 1992 فازت قائمة حزب العمل في انتخابات الكنيست الثالث عشر والتي كان بنيامين بن إليعازر يحتل المرتبة الرابعة فيها فاختير لمنصب وزير البناء والإسكان. في يوليو/تموز 1999 اختير وزيرا للاتصالات ونائبا لرئيس الوزراء السابق إيهود باراك وظل محتفظا في الوقت نفسه بمنصبه وزيرا للبناء والإسكان حتى مارس/آذار 2001. تولى حقيبة وزارة الدفاع في حكومة شارون بعد فوزها في مارس/آذار 2001 ولا يزال في هذا المنصب حتى الآن، وفي نهاية ديسمبر/كانون أول 2001 فاز برئاسة حزب العمل بعد أن تغلب على منافسه رئيس الكنيست أبراهام بورغ واصبح الطريق شبه ممهد أمامه ليصبح مرشح الحزب لمنصب رئاسة الوزراء في انتخابات عام 2003.

توجهه الأيدولوجي
لا يعترف بن إليعازر بحق الفلسطينيين في الوجود داخل القدس سواء الغربية أو الشرقية، ويعمل جاهدا لتقليص عددهم هناك، ويعتقد بأنه لا يوجد غير قدس واحدة أبدية هي عاصمة الدولة العبرية، وعن ذلك يقول "أرفض قبول فكرة القدس الشرقية، فثمة قدس واحدة فقط، وإن خططي ترمي إلى دعم القدس وتلبية احتياجاتها".

ويؤمن بحتمية المستوطنات الأمنية لا السياسية لضمان بقاء إسرائيل، ويعمل جاهدا على بنائها سواء في القدس التي قال أثناء الاحتفال بتدشين ضاحية جديدة في مستوطنة إفرات بجنوب بيت لحم إن هذه المستوطنات "جزء لا يتجزأ من حزام الدفاع عن القدس"، أو في غيرها من الأراضي المحتلة. لذلك لم يكن مستغربا أن تزداد أعداد الوحدات الاستيطانية في معظم الأراضي الفلسطينية لتبلغ 24500 وحدة استيطانية استوعبت نحو 50 ألف يهودي قي معظم الأراضي الفلسطينية، وكان نصيب القدس وحدها من هذا العدد 22 ألف مستوطن، أي أن عدد المستوطنين ازداد خلال عامين ونصف العام فقط من تولي بن إليعازر وزارة البناء والإسكان بنسبة 20% عما كان عليه الحال طوال 25 عاما مضت.

ولم تكن سياسة بناء المستوطنات الأمنية بعيدة عن نظرته لمفهوم الأرض الفلسطينية التي يؤمن بضرورة مصادرتها إذا كانت المستوطنات في حاجة إليها، فبعد عام واحد فقط من توقيع اتفاق أوسلو (1994) صادر بن إليعازر 30 ألف دونم في الضفة الغربية و535 دونم في القدس الشرقية، الأمر الذي استحق بسببه أن يطلق عليه بجدارة داخل إسرائيل وصف "شارون الصغير".

ولم يكن هذا الوصف ليتأكد فقط من توسعه في مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات، ولكنه تأكد بصورة كبيرة منذ توليه وزارة الدفاع في حكومة شارون "الكبير" في مارس/آذار 2001 حيث تورط في قتل أكثر من 600 فلسطيني وجرح قرابة 20 ألفا آخرين منذ ذلك الوقت حتى الآن، وكان أول وزير دفاع إسرائيلي يستخدم طائرات الـ"إف 16″ الأميركية الصنع في ضرب مواقع فلسطينية منذ حرب 1967، الأمر الذي رفع شعبيته داخل المجتمع الإسرائيلي الذي بات أكثر من أي وقت مضى يبحث عن الشخصية الأكثر عنفا لتعيد إليه أمنه المفقود.
_________________
المصادر:
1- موقع الحكومة الإسرائيلية.
2- مختارات إسرائيلية، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، السنة الأولى، العدد الثامن، أغسطس 1995، ص 47 و 48.
3- الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء.

المصدر : غير معروف