الأحزاب ودورها في الانتخابات الإندونيسية

 

 

 

 

 

خضعت إندونيسيا طوال أكثر من ثلاثة عقود لنظام حكم فردي أقام نظاماً حزبياً هشاً يتمثل في مجموعة وظيفية كبيرة تشكل الحزب الذي استند إليه طوال فترة حكمه وهو "غولكار" وحزبين صغيرين هما "التنمية المتحد" و"الديمقراطي" الذي أطاح بزعيمته ميغاواتي سوكارنو عام 1996 وجعله قاصراً على مؤيديه فقط.

وقد استطاع سوهارتو بقبضته الحديدية أن يفرض نوعاً من التوافق الإجباري بين أجزاء الأرخبيل الإندونيسي.. إلا أن سقوطه في 21 مايو/ أيار 1998 أدى إلى انفراط عقد الائتلاف الإجباري وراحت كل مجموعة صغيرة تشكل لنفسها حزباً سياسياً، وخرج من عباءة الجماعة الواحدة عدة أحزاب. فمثلاً أفرزت جماعة نهضة العلماء خمسة أحزاب من الجماعات الإسلامية. كذلك فعل المسيحيون والهندوس والصينيون، وقد وصل عدد الأحزاب قبل بداية الانتخابات بأكثر من 18 شهراً إلى حوالي 106 أحزاب سياسية.

ونتيجة لقيام هذا العدد من الأحزاب فقد خضعت جميعها لعملية فحص قامت بها لجنة خاصة بذلك، وقد اعتمدت اللجنة 48 حزباً فقط لدخول الانتخابات التشريعية التي أجريت في 7 يونيو/ حزيران 1999، واشترطت اللجنة ألا يشارك في الحملة الانتخابية التي بدأت في 19 مايو/ أيار وحتى 4 يوليو/ تموز 1999، الوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين، وهو ما أدى بدوره إلى استقالة "أكبر تانجونج" وزير شؤون الرئاسة والمتحدث الرسمي باسم الرئيس السابق حبيبي وذلك للمشاركة في الحملة الانتخابية لحزب "غولكار" الذي يتزعمه، كما استقال وزير الاستثمار "حمزة حاس" رئيس حزب التنمية المتحد للغرض نفسه.


بلغ عدد الأحزاب المشاركة في الانتخابات 48 حزباً سياسياً ترواح اتجاهاتها بين أقصى اليمين وأقصى اليسار

أهم الأحزاب الإندونيسية المشاركة في الانتخابات:
– بلغ عدد الأحزاب المشاركة في الانتخابات 48 حزباً سياسياً ترواح اتجاهاتها بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، وإن كانت تدور جميعها حول محورين رئيسيين:
أولاً: عقائدي ديني، ويضم جميع الأحزاب التي تأخذ من الدين أساساً لها. فهناك 12 حزباً إسلامياً وحزبان مسيحيان، غير أن كل هذه الأحزاب تجمع على أن إندونيسيا لن تتحول إلى دولة دينية في ظل نجاح أي منها في تولي الحكم. ويأتي في مقدمة هذه الأحزاب حزب التنمية الإسلامي المتحد، وحزب العدالة، والحزب الكاثوليكي، والحزب البروتستانتي.
ثانياً: علماني يأخذ من "البانكسيلا" عقيدة أساسية له، وهي أيدولوجية علمانية تنادي بوحدانية الإله والمساواة والعدل والإخاء، ويأتي على رأس هذه المجموعة حزب النضال الديمقراطي بزعامة ميغاواتي. ومن بين الأحزاب التي يتولى قيادتها مسلمون لكنها لا تأخذ الإسلام منهجا في برنامجها الانتخابي، يأتي حزب "نهضة الشعب" المنبثق عن جماعة "نهضة العلماء" البالغ عدد أعضائها 30 مليون عضو، وهي أكبر الجماعات الإسلامية في البلاد.. إلا أن زعيمها "عبد الرحمن واحد" يرفض أن يصف الحزب بالإسلامي.. وكذلك فعل "أمين رئيس" زعيم حزب التفويض القومي والزعيم الروحي لثاني أكبر الجماعات الإسلامية في البلاد وهي "جماعة المحمدية" والتي تضم حوالي 28 مليون عضو. ويرفض كل من واحد ورئيس أن يقوم نظام الحكم في بلده على أساس ديني إسلامي.

ورغم العدد الكبير من الأحزاب المشاركة في الانتخابات إلا أن هناك خمسة أحزاب كبيرة تمثل الثقل السياسي في إندونيسيا وهي:
1- حزب غولكار:
تأسس هذا الحزب كجماعة وظيفية في 20 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1964، وكأداة رئيسية لسيطرة الرئيس الأسبق سوهارتو على الحكم طوال 32 عاماً. ولم يكن مسموحاً آنذاك إلا بوجود ثلاثة أحزاب فقط هي بالإضافة إلى غولكار، حزبا التنمية المتحد الإسلامي، والديمقراطي اليساري. وبعد سقوط سوهارتو عملت الجماعة الوظيفية على تغيير ذاتها وتحسين صورتها، فقدمت اعتذاراً رسمياً للشعب عن الأخطاء التي ارتكبت في حقه طوال حكم سوهارتو وتحولت إلى حزب سياسي مع بداية عام 1999، وترأسه "أكبر تانجونج". وقد حاول الحزب تقديم نفسه في صورة إصلاحية جديدة، ونقطة ضعفه في علاقاته الطويلة بسوهارتو، ولكن رغم ذلك فإن الحزب يشكل قوة لا يستهان بها على الساحة السياسية نظراً لما يتمتع به من شعبية منظمة وممتدة من العاصمة المركزية جاكرتا إلى القرى والنجوع في أقصى البلاد.

2- الحزب الديمقراطي النضالي:
undefined
تأسس في 10 يناير/ كانون الثاني  عام 1976 كحزب يمثل الاتجاهات اليسارية العلمانية في البلاد. ولكن في يوليو/ تموز 1996 ونتيجة لضغوط الرئيس سوهارتو أعلن بعض الأعضاء الانشقاق عن زعامة ميغاواتي سوكارنو وأعلنوا أنفسهم الممثلين الشرعيين للحزب في الساحة السياسية والبرلمان. وبسبب التأييد الشعبي أعادت ميغاواتي في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1998 تشكيل حزبها الديمقراطي النضالي. وتكتسب زعيمة الحزب شعبية كبيرة بين أفراد الشعب وخاصة الفقراء تأسيسا على شعبية والدها سوكارنو مؤسس الدولة الإندونيسية وليس بالدرجة الأولى لبراعتها السياسية. إلا أنها تتزعم ذلك الاتجاه المنتقد للرئيس السابق حبيبي وحكومته. ويضم الحزب نسبة كبيرة من الكاثوليك والبروتستانت والأقليات من أصل صيني.

3- حزب التفويض القومي:
تأسس في 23 أغسطس/ آب عام 1998 ويترأسه الدكتور أمين رئيس الاستاذ بجامعة "كاجامادا". وهو من أهم قيادات حركة الإصلاح والذي تزعم مظاهرات الطلبة عام 1998 حتى تم إسقاط سوهارتو، كما أنه الزعيم الروحي لجماعة المحمدية الإسلامية، والتي يُعتقد أن الحزب يعتمد على أعضائها بشكل كبير وإن كان رئيس قد فتح أبواب حزبه لكل الاتجاهات والعقائد ولم يجعله حزباً إسلامياً رغم وجود أغلبية كبيرة مسلمة داخله. وتتركز شعبية الحزب وزعيمه في وسط جاوا وفي أوساط المثقفين في الجزر المختلفة. ويدعو أمين رئيس عبر حزبه إلى منح الأقاليم مزيداً من الحرية واللامركزية في إطار دولة فدرالية. إلا أن هذه الدعوة يراها البعض سلاحاً ذا حدين يختلف باختلاف القوى السياسية والمناطق الجغرافية فهي مقبولة من جانب تلك الأقاليم التي ترغب في الانفصال إلا أنها مرفوضة تماماً من القوى السياسية القومية والعاصمة المركزية جاكرتا.

4- حزب نهضة الشعب:
تأسس في 23 أغسطس/ آب عام 1998 ويترأسه رسمياً "ماطوري عبد الجليل"، إلا أن الزعيم الروحي للحزب هو "عبد الرحمن واحد" وهو الأكثر تأثيراً ونفوذاً في الحياة السياسية بكل إندونيسيا. ويترأس واحد جماعة "نهضة العلماء" الإسلامية الكبرى، غير أنه لم يأخذ بالإسلام برنامجاً أو منهجاً وفضل أن يكون الحزب المنبثق عن جماعته قائماً عى أساس "البانكسيلا" لكسب غير المسلمين إلى صفه. وقد خرج من عباءة جمعية نهضة العلماء خمسة أحزاب أكبرها على الإطلاق "نهضة الشعب"، حيث ينقسم أعضاء الجمعية بين الأحزاب الخمسة. ويلقى عبد الرحمن واحد تأييداً شعبياً كبيراً باعتباره أحد الزعماء الدينيين والإصلاحيين وهو يجاهر بدعوته لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

5- حزب التنمية المتحد:
undefined
تأسس في 5 يناير/ كانون الثاني عام 1973، ويترأسه الدكتور "حمزة حاس" ويقوم على أساس إسلامي، كما أنه أحد الأحزاب الثلاثة التي كان معترفاً بها في عهد سوهارتو، ويحتل 89 مقعداً في البرلمان. وبعد سقوط سوهارتو تحول الحزب للدعوة للإصلاح وحاول ممثلوه في البرلمان إصدار القوانين والقرارات التي تؤكد هذا التحول، وكان وراء تخفيض عدد المقاعد الممنوحة للقوات المسلحة بدون انتخاب من 85 إلى 38 مقعداً، وهو ما أكسب الحزب بعض الجماهيرية على الرغم من أن كثيراً من الإندونيسيين يعتبرونه جزءاً من النظام السياسي السوهارتي.

تعد تلك الأحزاب الخمسة السابق ذكرها هي الكبرى في الحياة السياسية الإندونيسية. وقد أعلن زعماء الحزب الديمقراطي النضالي بزعامة ميغاواتي سوكارنو وحزب التفويض القومي بزعامة أمين رئيس وحزب نهضة الشعب بزعامة عبد الرحمن واحد توحد مواقفهم واتجاهاتهم لتشكيل تحالف لمواجهة هيمنة حزب غولكار الحاكم الذي ساد الحياة السياسية لأكثر من ثلاثة عقود واستخدمه الرئيس سوهارتو كأداة لفرض إرادته السياسية. وجاء الإعلان عن التحالف عقب ترشيح غولكار للرئيس حبيبي لمنصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية. وعمل زعماء التحالف على عدم استمرار الرئيس حبيبي في منصب الرئاسة باعتباره استمراراً لعهد سوهارتو بكل مثالبه وأخطائه.

الأحزاب الأخرى:
1
– أحزاب ذات توجه إسلامي تقوم برامجها على أساس ديني ديمقراطي.

م

اسم الحزب

تاريخ التأسيس

رئيس الحزب

1

الحزب الإندونيسي الجديد

1999

صفي الأنوار

2

حزب صحوة مسلمي إندونيسيا

1998

سامسهاري

2

حزب الشعب الإسلامي

1998

دليار نوير

4

حزب نهضة المؤمنين المتحدين

1998

يوسف هاشم

5

حزب ماشومي الجديد

1996

رضوان سعيدي

6

حزب التنمية المتحد

1973

حمزة حاج

7

حزب الإسلام المتحد الإندونيسي

1905، 1996

توفيق تجوكرامينوتو

8

الحزب الإسلامي المتحد الإندونيسي

1905، 1998

أونان سودجانا

9

حزب النجمة والهلال

1998

يسر الحاجة مهنديرا

10

حزب العدالة

1998

نور محمدي إسماعيل

11

حزب نهضة الأمة

1998

سوكرون مأمون

12

الحزب الإسلامي الديمقراطي

1998

إمام ديبوينوتو

13

الحزب المتحد

1999

جيلاني نارو

14

حزب مسلمي إندونيسيا

1998

أنور يونس

2. أحزاب مسيحية، ومع ذلك مفتوحة لجميع المواطنين دون تفرقة دينية أو اجتماعية أو عرقية وتقوم على تطوير وتحسين جميع مجالات الحياة.

م

اسم الحزب

تاريخ التأسيس

رئيس الحزب

1

الحزب المسيحي الإندونيسي

1998

سيتومبول تمبونان

2

الحزب الكاثوليكي الديمقراطي

1998

ماركوس مالي

3. أحزاب علمانية تأخذ من "البانكسيلا" عقيدة أساسية لها، وهي أيدولوجية علمانية تنادي بوحدانية الإله والمساواة والعدل والإخاء، ويبلغ عددها 27 حزباً.

المصدر : غير معروف