أهل السنة مذهب الرواية والرواة

السنة هم السواد الأعظم للمسلمين (أرشيف-رويترز)
السنة هم السواد الأعظم للمسلمين (أرشيف-رويترز)

يعرف المتبعون له باسم أهل السنة، وقد يطلق عليهم اسم "السنة" أو "المذهب السني" أو أهل السنة والجماعة.

ويضم المذهب مذاهب عدة وفق تقسيمات عديدة منها فقهي وعقائدي وما إلى ذلك. واشتهرت تاريخيا عند أهل السنة أربعة مذاهب، الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، واستمرت إلى يومنا هذا.

وكثيرا ما يعامل السنة على أنهم الممثل الأكثر رسمية للإسلام، وإن كان هذا التمثيل قد يشهد تراجعا في بعض الأزمنة والظروف لصالح مذاهب أخرى.

العقيدة والسياسة
والمذهب السني يتبعه السواد الأغلب من المسلمين، ويقول بختم النبوة وأن مقتضى ذلك أن لا نبي بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن لا إمام يقاربه ولو في بعض الصفات، وأن لا نص على التعيين لخليفة من بعده، وأن للمسلمين حرية اختيار حاكمهم بالشورى.

ويقولون بعدالة أصحاب النبي على الإجمال أي بأهليتهم لأن يرووا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابي عندهم -بحسب الرأي الغالب- هو كل من أسلم ورأى النبي الكريم.

ويقولون بالتفضيل بين الصحابة، وأن أفضلهم أول أربعة خلفاء بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبحسب ترتيب خلافتهم الزمنية، وهم أبو بكر بن أبي قحافة، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب.

الفقه والمصادر

أحد أبرز علماء السنة المعاصرين الشيخ يوسف القرضاوي (الجزيرة)
أحد أبرز علماء السنة المعاصرين الشيخ يوسف القرضاوي (الجزيرة)

ويقولون بانتقال تعاليم الإسلام بروايتها عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه، ثم من عموم المسلمين جيلا بعد جيل وفق نظام توثيق خاص، وهو ما يطلق عليه اسم علوم السنة النبوية، ومنه أخذوا وصفهم بأهل السنة.

وأهل السنة غير ملزمين من حيث المبدأ بعد النبي بمرجع فقهي (ديني) واحد بعينه في شؤونهم الدينية، فهم يرجعون إلى عامة أهل العلم والتفقه بالدين في المذاهب التاريخية، ويعتمدون في أسس بنائهم الفقهي بعد القرآن على ما ورد عن النبي الكريم ووفق فهم أصحاب النبي والجيل الذي عايشهم (التابعين).

ويعتبر صحيح البخاري ومسلم أشهر كتابين عند أهل السنة من حيث صحة نقلهما الأحاديث النبوية عبر التاريخ، واشتهرت كتب أخرى ولكن أحاديثها لا تزال تخضع لعملية تضعيف وتصحيح وفق اجتهادات متعددة حتى الآن.

وينتشر المذهب السني في غالب العالم الإسلامي، ولم تقم له دولة بعد سقوط الخلافة العثمانية وفق نظرية الخلافة التقليدية، ولكنه لا يزال يحكم في تنظيم الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وإرث وما إلى ذلك في معظم العالم الإسلامي.

وهناك اجتهادات عصرية في المذهب لبعض العلماء تخلت عن الصورة التقليدية لنظام الخلافة، وتشجع تبني تفسيرات جديدة له.

المصدر : الجزيرة