ناقدة سورية: القحط الدرامي العربي روّج للمسلسلات المدبلجة
9/9/2008
عاد رمضان بطوفان درامي عربي تشح به بقية أشهر العام، ليبدأ سباق الاحتكار والعرض الأول على محطات التلفزة العربية وليصدر بحق الدراما الأجنبية حكما مؤقتا بوقف التنفيذ هذا الشهر، بعدما احتكرت الأشهر الماضية لتتفرد بمتابعة عربية شكلت ظاهرة اعتبرها البعض طبيعية بينما وصفها آخرون بالمرضية.
مديرة التلفزيون السوري ديانا جبور تحدثت عن الظاهرة بعيون الكاتبة بآفاق جديدة، وبعيون ناقدة تشكل موقفا معتدلا من الظاهرة يطالب بالبحث عن أسبابها ويدعو للإبداع الدرامي وتطوير أدواته.
ولتترك نافذة التنوع مفتوحة فإذا تبين أن المنافسة حقيقية وليست عابرة مع الدراما العربية، فعلى المبدعين العرب في الدراما أن يبحثوا عن أدوات لتطوير أنفسهم. وتعبيرا عن ما سبق كان للجزيرة نت مع الناقدة الفنية ومديرة التلفزيون السوري ديانا جبور الحوار التالي:
هل تعتبرين ذلك سببا رئيسيا لانتشارها الذي شكل ظاهرة في الوطن العربي؟ – نعم فهي دراما غير منهكة مخصصة للاسترخاء وعرضها مناسب لحالة ما قبل النوم، وفضول الإنسان للتعرف على ثقافة الآخر شكل سببا إضافيا لهذه المتابعة، فالمعرفة والاكتشاف رغبة خالدة. ألم يسبب التجويع الدرامي خلال العام وإغراق المواطن العربي به خلال شهر رمضان سببا إضافيا لهذه المتابعة؟ – بالتأكيد فالقحط الدرامي خارج رمضان سبب وجيه لانتشار دراما بديلة،
هل تثقين بذائقة الشعب العربي؟ – بالتأكيد أثق بها، وشغف المشاهد العربي بمتابعة الدراما الأجنبية لا يعني ذلك نجاحها، وعلينا قبل إدانة هذه الدراما والحكم على الذائقة الشعبية أن نسأل أنفسنا: ماذا قدمت لهم هذه الدراما لتستقطب اهتمامهم؟
هل يعني ذلك أنك تؤيدين التنوع الدرامي؟ – طبعا أؤيده وأعتبر انتشار الدراما الأجنبية بمختلف جنسياتها ظاهرة طبيعية تفتح آفاقا جديدة ونوافذ قد تكون حقيقية أو عابرة، ولكن قبل اكتشاف ذلك يجب أن لا نصادر الاحتمال المستقبلي، ولنترك نافذة التنوع مفتوحة ليرى الناس طرحا جديدا فربما أعجبتهم الطبيعة في تلك الدراما أو الأناقة على سبيل المثال، فإذا تبين أن المنافسة حقيقية وليست عابرة فعلى المبدعين في الدراما العربية أن يبحثوا عن أدوات لتطوير أنفسهم.
وتعتبر الناقدة الفنية جبور أن النجاح الذي حققته الدراما الأجنبية المدبلجة تحقق خارج عناصرها الدرامية، وأن فضول المشاهد باكتشاف عالم الآخر وثقافته شكل سببا لمتابعتها.
لكنها في الوقت ذاته ترفض إدانة المسلسلات الأجنبية والحكم على الذائقة الشعبية لأنه "علينا أن نسأل أنفسنا: ماذا قدمت هذه الدراما للمشاهد العربي لتستقطب اهتمامه؟". وتجد جبور أن بريق الدراما الأجنبية التي تسميها "الدراما البيضاء" سيخبو حالما يشبع المشاهد العربي فضوله، داعية في الوقت ذاته إلى عدم غلق الآفاق التي تقدمها هذه الدراما وعدم مصادرة الاحتمال المستقبلي،ولتترك نافذة التنوع مفتوحة فإذا تبين أن المنافسة حقيقية وليست عابرة مع الدراما العربية، فعلى المبدعين العرب في الدراما أن يبحثوا عن أدوات لتطوير أنفسهم. وتعبيرا عن ما سبق كان للجزيرة نت مع الناقدة الفنية ومديرة التلفزيون السوري ديانا جبور الحوار التالي:
" نجاح الدراما الأجنبية قائم من خارج عناصر هذه الدراما، فمتى أشبع متابعها فضوله في اكتشاف ثقافة الآخر وعالمه سيخبو بريقها " |
عاد رمضان بكم كبير من الإنتاج الدرامي العربي الذي تشح به بقية أشهر العام، ليبدأ سباق المحطات التلفزيونية لاحتكار العرض الأول، كيف تقيّمين المسلسلات الأجنبية التي عرضت في الفترة السابقة؟
– هي دراما بيضاء، أسميها هكذا لأنها تشبه اللهجة البيضاء التي تصل إلى معظم الشرائح في مختلف الدول العربية، فهي دراما غير متعبة ولا يوجد فيها صراعات وجودية خطيرة.هل تعتبرين ذلك سببا رئيسيا لانتشارها الذي شكل ظاهرة في الوطن العربي؟ – نعم فهي دراما غير منهكة مخصصة للاسترخاء وعرضها مناسب لحالة ما قبل النوم، وفضول الإنسان للتعرف على ثقافة الآخر شكل سببا إضافيا لهذه المتابعة، فالمعرفة والاكتشاف رغبة خالدة. ألم يسبب التجويع الدرامي خلال العام وإغراق المواطن العربي به خلال شهر رمضان سببا إضافيا لهذه المتابعة؟ – بالتأكيد فالقحط الدرامي خارج رمضان سبب وجيه لانتشار دراما بديلة،
وبالمناسبة هناك مبدعون عمدوا إلى كسر احتكار عرض الدراما في رمضان وقدموا أعمالهم هذا الصيف واستقطبت أعمالهم متابعة مخلصة رغم قلة المتابعة عادة في هذا الفصل.
تحدثت عن دور المبدع ومسؤوليته بهذا الخصوص، حبذا لو نتكلم عن الإعلام ومسؤوليته في عرض الدراما الأجنبية؟ – المسلسلات الأجنبية بثت على محطات تمتلك سطوة إعلانية كبيرة، وجزء كبير من عائد إعلاناتها يكون عبر الترويج لأعمالها، ونحن في سوريا تابعنا هذه الأعمال عبر الجرائد والمجلات قبل أن نشاهدها على الشاشة، وذلك مثال على حجم الإعلانات التي رافقت عرض المسلسلات. يروج بأن المنتجين الأتراك قد يتجهون بعد انتشار المسلسلات التركية في الوطن العربي إلى إنتاج درامي تركي خاص موجه للشارع العربي، هل تعتبرين هذا الكلام منطقيا؟ – لا أعتقد أن المنتج التركي سينتج للسوق العربية، لأنه بتلك الحالة سيلجأ إلى استعادة كلفة الإنتاج وتحقيق الربح من المحطات العربية، وسيزداد أجره ليصبح عاليا كالدراما العربية، وبالتالي لا يستطيع المراهنة على تحقيق النتيجة ذاتها التي حظيت بها المسلسلات التركية السابقة وكان أجرها رخيصا. تعود الدراما العربية خلال شهر رمضان، فهل يشكل ذلك محطة لتسترد الدراما العربية بريقها الذي اختطفته الدراما الأجنبية في الشهور الماضية؟ – بالنسبة للدراما السورية فهي متنوعة هذا العام وحاولت ترميم ثغرات العام الماضي رغم افتقارها للدراما التاريخية التي كانت حاضرة في السنوات الماضية، وأجدها ضرورية لتقديم المعرفة التي يمكن أن يقدمها التلفزيون إلى جانب الكتاب. وفيما يتعلق بالدراما الأجنبية فنجاحها أعتبره قائما من خارج عناصر هذه الدراما، فمتى أشبع متابعها فضوله في اكتشاف ثقافة الآخر وعالمه سيخبو بريقها.هل تثقين بذائقة الشعب العربي؟ – بالتأكيد أثق بها، وشغف المشاهد العربي بمتابعة الدراما الأجنبية لا يعني ذلك نجاحها، وعلينا قبل إدانة هذه الدراما والحكم على الذائقة الشعبية أن نسأل أنفسنا: ماذا قدمت لهم هذه الدراما لتستقطب اهتمامهم؟
هل يعني ذلك أنك تؤيدين التنوع الدرامي؟ – طبعا أؤيده وأعتبر انتشار الدراما الأجنبية بمختلف جنسياتها ظاهرة طبيعية تفتح آفاقا جديدة ونوافذ قد تكون حقيقية أو عابرة، ولكن قبل اكتشاف ذلك يجب أن لا نصادر الاحتمال المستقبلي، ولنترك نافذة التنوع مفتوحة ليرى الناس طرحا جديدا فربما أعجبتهم الطبيعة في تلك الدراما أو الأناقة على سبيل المثال، فإذا تبين أن المنافسة حقيقية وليست عابرة فعلى المبدعين في الدراما العربية أن يبحثوا عن أدوات لتطوير أنفسهم.
المصدر : الجزيرة