بلا حدود

هل اقترب كشف الحقائق بشأن اغتيال خاشقجي ومحاسبة الفاعلين؟

سلطت هذه الحلقة من “بلا حدود” الضوء على التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي بشأن مسؤولية ولي العهد السعودي عن اغتيال جمال خاشقجي، كما تطرقت لأبعاد خطاب الرئيس التركي الأخير عن القضية.

في تصريحات جديدة؛ لمّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مسؤولية ولي عهد السعودية محمد بن سلمان عن جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، لكون ابن سلمان هو الذي يدير كفة الحكم في البلاد.
وقد ترافقت تلك تصريحات مع مواقف متصاعدة من مشرعين في الكونغرس جمهورين وديمقراطيين يشتبهون في ضلوع محمد بن سلمان في جريمة الاغتيال، على أساس أنه من غير الممكن أن تحصل جريمة كهذه دون علمه، واستنادا إلى معطيات حصلت عليها الولايات المتحدة الأميركية من مصادر عديدة.

حلقة برنامج "بلا حدود" (2018/10/24) سلطت الضوء على هذه التطورات، كما تطرقت لخطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء الذي وجه فيه أسئلة أشبه باستجواب للسلطات السعودية، مخاطبا الملك سلمان مباشرة داعيا إياه إلى ضرورة الإسراع في كشف المسؤولين عن ارتكاب الجريمة "من أسفل السلم إلى رأسه".

وناقشت أيضا مستجدات التواصل المباشر بين أنقرة والرياض، حيث أعلن عن اتصال هاتفي بين الرئيس أردوغان والملك سلمان، واتصال لأول مرة -منذ جريمة اغتيال خاشقجي- بين أردوغان وولي العهد محمد بن سلمان، بطلب من الأخير.

فما الذي تؤشر إليه كل هذه المواقف والتصريحات؟ وهل ستُفضي إلى كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين الفعليين عن جريمة اغتيال خاشقجي؟

انكشاف الحقيقة
في سياق تصريحات ترامب التي حملت مسؤولية اغتيال خاشقجي لابن سلمان؛ يرى المستشار السياسي في الحزب الجمهوري الأميركي برادلي بليكمان أن ترامب سيدع الحقائق تتكلم عن نفسها، محذرا من الثمن الذي لا بد من أن تدفعه السعودية في حال أثبتت التحقيقات تعمد قيادتها قتل خاشقجي.

وأشار بليكمان إلى أن الإدارة الأميركية تعرف الحقيقة والمعلومات الكافية والمروعة عن الجريمة، مؤكدا أهمية مبادرة الرياض للاعتراف بارتكابها هذه الجريمة الشنيعة، وكشف كافة المتورطين فيها بمن فيهم كل من أمر أو خطط أو دبر أو نفذ؛ وأن تؤكد عدم تكرارها مرة أخرى في أي دولة أخرى.

وبخصوص ما طرحه أردوغان من أسئلة في خطابه الأخير؛ يرى عضو البرلمان التركي السابق رسول طوسون أنه كان محايدا تماما فيما قاله، إذ كل ما فعله هو المطالبة فقط بإظهار الحقيقة كاملة عبر طرح التساؤلات البديهية التي يطرحها الجميع.

وأضاف طوسون أن تركيا تملك الأدلة التي تدين القيادة السعودية وتدل على ارتكابها جريمة، ولكن لا يمكن الكشف عنها قبل انتهاء التقرير المعد من سلطة التحقيقات التركية، معللا توجيه أردوغان الأسئلة للملك سلمان حصرا بكونه هو الشخص الوحيد الذي يثق به داخل السلطة السعودية.

تحقيقات متوازية
وأوضح بليكمان أهمية أن يكون ملف التحقيقات السعودية مفتوحا وشفافا لكي يخفف ذلك من وطأة العقوبات عليها، مشيرا إلى وجود تحقيقات أميركية وتركية موازية له، ومعربا عن ضرورة الإسراع في الخروج بنتائج هذه التحقيقات.

واتهم السعودية بأنها هي التي خانت الصداقة بين الطرفين باختلاقها الأكاذيب والروايات المضللة بشأن الجريمة ومحاولة التستر عليها. وقال إنها أحرجت واشنطن وخانت ثقتها بسبب ما حصل لخاشقجي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة.

وردا على سؤال: لماذا تماطل تركيا في الكشف عن نتائج التحقيقات والأدلة التي تُثبت معرفتها بالجاني الحقيقي في هذه الجريمة؟ قال طوسون إن أنقرة حريصة على حفظ علاقتها السياسية مع الرياض، كما أنها تريد أن تسهل عليها خطوة الاعتراف بجريمتها وتتجنب إحراجها دوليا؛ وهذا ما ينتظره الرئيس أردوغان.

وأكد طوسون أن تركيا ستكشف للرأي العام الأدلة إذا لم تعترف الرياض بمرتكب الجريمة الحقيقي، ولن تقبل بأن يفلت أي من المتورطين في الجريمة من العقاب كائنا من كان؛ موضحا أن مشاطرة التحقيقات التركية الأدلة مع رئيسة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبل كانت سببا في تغير موقف الرئيس ترامب الأخير.