بلا حدود

الأمين آدم: إسرائيل تغزو أفريقيا والعرب يتقاتلون

استضاف برنامج “بلا حدود” أستاذ العلوم السياسية بجامعة أفريقيا العالمية الدكتور الأمين عبد الرازق آدم، حيث تحدث عن التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا ومخاطره على الأمن القومي العربي.

انتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة أفريقيا العالمية الدكتور الأمين عبد الرازق آدم عدم اهتمام الدول العربية بالقارة الأفريقية بينما تتغلغل إسرائيل في القارة السمراء.

وقال آدم في حلقة (31/8/2016) من برنامج "بلا حدود" إن إسرائيل لها إستراتيجية واضحة تجاه أفريقيا منذ ولدت عام 48 وحتى اليوم، وهي توطد علاقاتها حاليا مع دولها، بينما العرب مشغولون بأنفسهم ويتقاتلون مع بعضهم البعض.

وعزا عدم اهتمام العرب بأفريقيا إلى غياب الرؤية الإستراتيجية لدى الأنظمة العربية تجاه أفريقيا، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجول في أفريقيا بينما العرب يتقاتلون.

واعتبر أنه لا وجود لأمن قومي عربي على أرض الواقع، واصفا الواقع العربي بأنه مزرٍ، وضرب مثلا على عدم اهتمام العرب بأفريقيا بالصين التي قال إنها ستزرع مليون فدان قطنا في السودان بينما لم تفكر أي دولة عربية في ذلك.

وقال إن أكثر الرؤساء العرب اهتماما بالقارة الأفريقية كان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي ناصر حركات التحرر في أفريقيا، ثم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي الذي اتجه إلى أفريقيا عندما يئس من القارة الآسيوية.

ووصف آدم أفريقيا بأنها قارة مهمة وإستراتيجية وغنية بموارد المياه والممرات المائية والأنهار والبحيرات والأراضي الزراعية الخصبة والذهب واليورانيوم والألماس، "لذلك اهتمت بها إسرائيل"، معربا عن أمله بأن يهتم العرب بأفريقيا، مؤكدا أن مال النفط سينضب وينبغي أن يستثمر في أفريقيا قبل أن يحدث ذلك.

العلاقات الإسرائيلية الأفريقية
وعن العلاقات الإسرائيلية الأفريقية، قال الدكتور آدم إن الحركة الصهيونية اهتمت منذ تأسيسها بأفريقيا وبقضية المياه تحديدا، وكان مؤسسوها يعتقدون أنه يجب لأي وطن لليهود أن يكون مرتبطا بالزراعة والاستيطان والمياه، لذلك كان اهتمامهم مبكرا بإيجاد وطن في أقريقيا وخاصة في جزيرة سيناء.

وأوضح أنه قبل قيام دولة الكيان الصهيوني المغتصب عام 1948 بدأ البحث عن وطن لليهود، وكان مقترحا أن يكون في كينيا وأوغندا والسودان الذي يمتلك أراضي زراعية خصبة ومياها.

كما تناول الدكتور آدم العلاقات الإسرائيلية الأفريقية في الفترات بين الأعوام 1948 و1957 و1967 و1973. كما تحدث عن علاقات إسرائيل مع كل من أوغندا ورواندا وزامبيا وإثيوبيا وإريتريا وكينيا ونيجيريا وجنوب السودان، مشيرا إلى اهتمام إسرائيل بالبحر الأحمر ودول حوض النيل في إطار إستراتيجيتها للمياه.

وعما إذا كان لإسرائيل دور تحريضي في إنشاء إثيوبيا سد النهضة، قال إن السد فكرة إثيوبية وإن السودان الرسمي مع بناء السد لأنه يحصل منه على كهرباء رخيصة للغاية، أما في مصر فهو بند سياسي.

وعما إذا كانت إسرائيل تريد حصة من مياه النيل، قال إن هذه قصة قديمة، مشيرا إلى أن إسرائيل طرحت على مصر منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات أن تعطى 1% من مياه النيل التي تأتي إلى مصر، وهي تكفي لزراعة 500 ألف فدان في صحراء النقب، ولو حدث لأصبحت إسرائيل دولة عظمى، ولكن التيار الشعبي كان قويا وماتت تلك الفكرة بموت السادات.