بلا حدود

جيرمي كوربن: أسعى لبريطانيا خالية من السلاح النووي

تحدث اليساري البريطاني البارز جيرمي كوربن أقوى المرشحين لزعامة حزب العمال في حلقة “بلا حدود” عن الحملة المستعرة ضده وأبرز جوانب برنامجه الانتخابي ورؤيته للسياسة الخارجية لبريطانيا.

كشف السياسي البريطاني جيرمي كوربن المرشح لزعامة حزب العمال أنه يسعى لتكون بلاده خالية من السلاح النووي، وأكد ضرورة قيام عملية للسلام في الشرق الأوسط، وانتقد الانتهاكات التي يمارسها النظام المصري ضد معارضيه.

وتحدث اليساري البريطاني في حلقة الأربعاء (5/8/2015) من برنامج "بلا حدود" عن الحملة المستعرة ضده وأبرز ملامح برنامجه الانتخابي ورؤيته للسياسة الخارجية لبلاده.

ومعروف عن جيرمي كوربن عداؤه المعلن لسياسة إسرائيل والغرب تجاه فلسطين والدول العربية، ما يطرح تساؤلات عن انعكاسات ذلك على مستقبل حزب العمال وسياسة بريطانيا الخارجية.

النووي والخارجية
وفي هذا الإطار قال كوربن "في النهاية غابت الشمش عن الإمبراطورية البريطانية منذ فترة طويلة وحصلت المستعمرات على استقلالها".

وأضاف أن بريطانيا كان تنفق كثيرا على المجال الدفاعي، وبعد الحرب العالمية الثانية اتضح أننا لا نملك الموارد المالية والبشرية اللازمة لذلك، وأصبحت لذلك جزءا من حلف شمال الأطلسي (الناتو) ووقعت عددا من الترتيبات الدفاعية المشتركة.

وشدد السياسي اليساري البريطاني على ضرورة قيام عملية للسلام في الشرق الأوسط، وقال إنه يميل إلى عالم خال من السلاح النووي، وسيعمل من أجل أن تكون بريطانيا خالية منه.

صراع انتخابي
وبشان أبعاد الصراع القائم على زعامة حزب العمال البريطاني قال كوربن إنه شعر بقلق بالغ، لأن المرشحين كانوا يقدمون استراتيجيات اقتصادية لا تختلف عن الماضي، "وبعد مداولات طُلب مني أن أقدم ملفا للترشح، وبالفعل قدمت برنامجا ركزت فيه على معالجة الفقر والوضع الاقتصادي والسياسة الخارجية وبواعث قلق الشباب والجيل الأقدم سنا".

ورفض السياسي البريطاني الالتفات إلى الهجمات والانتقادات التي تتناوله شخصيا، قائلا "لن ننخرط في جدل بمستوى متدن يمس الشخص ولا يمس البرامج".

وأضاف "نعيش في وضع ديمقراطي، ولفترة طويلة كان يهمين على كل الأحزاب ما يحدث في مجلس العموم (البرلمان)، لكن الأمر هذه المرة مختلف، فالأحزاب ترشح مرشحين وجاء دعمي من قبل جهات قد لا تتفق معي لكنها تؤمن بأطروحاتي". وطالب من يعارضونه أن يناقشوه في الأخطاء التي يرونها في السياسات والبرامج.

الوضع الاقتصادي
وكشف كوربن عن مساعيه لسياسة تقشف بطريقة مختلفة في السنوات الخمس المقبلة، خاصة أن بريطانيا تعاني من مشكلة اقتصادية تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي حيث أغلقت الكثير من المصانع الكبيرة ولم يستثمر كثيرا في الصناعات ذات التقنية العالية.

واقترح في هذا الإطار تأسيس بنك استثمارات وطني بدلا من رسملة البنوك التي فقدت الكثير من رؤوس أموالها، بهدف تعزيز قدرات إنتاج الصناعات التي تعتمد على التقنية العالية.

ولكن كيف ستطبق هذه السياسات في البرنامج الانتخابي، يجيب كوربن أنه يسعى لإشراك الجميع في السياسات، وقال "إذا تركنا أمر التوافق على سياسات الحزب والحكومة لنخب الأحزاب ونخب الشعب فهذه ليست ديمقراطية حقيقية. وأسعى لوضع أفضل لكنه قد يكون أكثر تعقيدا من الوضع الحالي".

وبشأن فقراء بريطانيا أكد كوربن أن على الأغنياء أن يدفعوا المزيد، والفقراء سيتحسن وضعهم نتيجة ما نقترحه من سياسات، نافيا سعيه لرفع الضرائب على أصحاب الدخول المتدنية أو المتوسطة.

وأضاف "هناك كثيرون يعملون بجد ليبقوا على قيد الحياة ويوفروا أدنى متطلباتها، ولكن القضية تصبح هل علينا رفع الحد الأدنى للأجور أم يكون لدينا نظام ضمان اجتماعي يقدم الفرص ويعين المعاقين وما إلى ذلك؟".

وتابع "لدينا نظام الرعاية الصحية الوطني يعاني الكثير من المشاكل ويتعرض للهجوم، لكنه يبقى حقا من حقوق الإنسان وينبغي البناء عليه وتحسينه".

مسلمو بريطانيا
وبشأن مشاكل المسلمين في بريطانيا، قال كوربن "أمثل دائرة انتخابية في أحياء لندن الداخلية، ولدينا فيها خمسة مساجد وكنائس ودور عبادة لليهود"، مؤكدا أن العنصرية تراجعت بشكل كبير داخل المدن، ومستويات التمييز أصبحت أقل وأصبح التمييز مخالفا للقانون.

وشدد في هذا الصدد على رغبته في بناء بريطانيا تحترم تعدد الأديان والثقافات، "ونريد ذلك للعالم أجمع".

زيارة السيسي
وفيما يتعلق بالزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى لندن والموقف البريطاني من الانقلاب في مصر، قال كوربن "أشعر بقلق بالغ حول الأوضاع في مصر، فالرئيس المنتخب محمد مرسي قابع في السجن، والسيسي يمارس عمله بطريقة معادية لحقوق الشعب المصري وحقوق الإنسان".

وقال إنه يجب أن تكون لبريطانيا مواقف أكثر حزما ووضوحا وصرامة تجاه الانتهاكات تجاه الشعب والمعارضين والصحفيين في مصر، مشددا على أنه سيغتنم فرصة زيارة السيسي لبريطانيا لإثارة قضايا حقوق الإنسان في مصر وأحكام الإعدام واستمرار سجن الرئيس المنتخب.